عاجل

الجمعة 02/مايو/2025

عماد مغنية..محمود المبحوح..هل سيترك للموساد تحديد التالي..!!

عماد عفانة

لم يكن إقدام العدو على اغتيال محمود المبحوح احد قادة كتائب القسام في إمارة دبي هو الأول من نوعه ولم تكن المرة الأولى التي يخرق فيها العدو الخطوط الحمراء، بل قام العدو عبر فرق الموت التي ينشرها في مختلف أنحاء العالم بعمليات كثيرة قبل ذلك.

فقد اغتال العدو قبل ذلك المجاهد عز الدين الشيخ خليل في سوريا  يوم الأحد الموافق 26/9/2004م حيث تم زرع قنبلة تحت مقعد السائق في سيارة الشهيد، وما إن ركب سيارته وأدار محركها حتى انفجرت القنبلة.

وقد حاول العدو قبل نحو أكثر من شهر فقط اغتيال علي بركة أو أسامة حمدان ممثلي حماس في لبنان عبر عبوة مفخخة أودت بحياة وجرحت عددا من مرافقيهم.

كما حاول العدو قبل ذلك اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس في الأردن الأمر الذي أسفر عنه الإفراج عن شيخ الانتفاضتين المجاهد أحمد ياسين مؤسس حركة حماس.

وللتذكير فقط فقد قام العدو بقتل ابرز قادة حماس والقسام عبر عمليات الاغتيال المباشر بطائراته كاغتيال احمد ياسين وأبو شنب و المقادمة وشحادة والجمالين، أو غير المباشر عبر عملائه كما في حالة الشهيد يحيى عياش.

إلا أن لهذه العملية العديد من الدلالات والمؤشرات:

– أنها ليست الجريمة الأولى التي يرتكبها العدو المجرم على أراضي دولة عربية معتدلة، فكما أسلفنا فقد نفذ محاولة اغتيال مشعل في الأردن، إلا أن الثمن الذي حصل عليه الأردن جراء هذا الاختراق لأراضيه كان غاليا ولا يقدر بثمن، فهل ستنجح دبي ومن خلفها الإمارات في تحقيق أي ثمن لقاء هذا الاختراق لحرمة أراضيها.. وهي الدولة التي تصنف في حلف الاعتدال، وأحد الأضلاع الأربعة التي تتكون منها الرباعية الأمنية مع الولايات المتحدة وكيان العدو وأوروبا ومصر، وهي التي استضافت قبل عشرة أيام وزيرا صهيونيا شارك في مؤتمر حول الطاقة المتجددة هو عوزي لانداو.!!

– إنها ليست المرة الأولى التي يفتح فيها العدو باب الاغتيالات السياسية خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، فكما أسلفنا فقد حاول اغتيال مشعل وأسامة حمدان أو علي بركة، ونجح في اغتيال عز الدين الشيخ خليل وأخيرا محمود المبحوح،  الأمر الذي يدل دلالة قاطعة على أحد أمرين:

· إما اطمئنانه إلى أن حماس لن تقوم بأي عمليات انتقامية ثأرية في العواصم العربية حرصا من حماس على سلامة علاقتها مع هذه الدول، أو في الدول الغربية كي لا توصم بالإرهاب الدولي.

· وإما لجر حماس إلى مستنقع الانتقام والفعل ورد الفعل لإعطاء العدو المبرر لارتكاب جرائم اكبر وأشد- وكأنه يحتاج لمبررات وذرائع- .

· وإما لصرف انتباه حماس واهتمامها عن فصول العدوان الجديد الذي يحضر العدو لارتكابه ودفعها للتركيز إما على الانتقام من العدو، وإما على الانشغال بالمزيد من الاحتياطات الأمنية خوفا من اغتيالات جديدة.

– أن الطريقة التي نفذت بها فرق العدو الخاصة عمليات الاغتيال هذه لا توحي بأنه جرى التخطيط لها بعناية فائقة فقط، وإنما تؤكد سياسة النفس الطويل التي تعمل بها مخابرات العدو في ملاحقة ذوي الأحذية الثقيلة المقاومة عموما وفي حماس خصوصا الملقبين بالأشباح الذي لا  يعشقون بريق الكاميرات، بدليل أن كلا من الشهيدين عز الدين الشيخ خليل ومحمود المبحوح كانا من القادة المؤسسين لكتائب القسام ومن المجاهدين الذين يؤمنون للقسام ما يحتاجه من وسائل مواصلة المعركة مع العدو.

– أن عمليات اغتيال قادة القسام في الخارج الذي يؤمنون لها السلاح اللازم لقتال العدو هو استمرار للمعركة المفتوحة التي يستعين بها العدو بالعديد من الأطراف لتجفيف منابع المقاومة المالية والتسليحية، وليس أدل على ذلك الاتفاقات التي عقدها العدو مع أمريكا لتأمين حصار بحري للسفن المشتبه بها نقل أسلحة للمقاومة، وحصار بري عبر مراقبة القوافل عبر أثيوبيا والسودان وقصف ما يشتبه منها بنقل أسلحة بدليل ما حدث على حدود السودان العام الماضي، وآخر حلقات هذا الحصار هو الجدار الفولاذي الذي يستهدف قبل حليب الأطفال ودواء المرضى يستهدف سلاح المقاومة وذخيرتها التي تؤذي العدو ولا تمكنه من سحق حماس.

– لا يعتقد أن ارتفاع وتيرة عمليات العدو في الخارج مرتبطة بوجود بنيامين نتن ياهو في الحكم بل المرجح أن جهاز الموساد لديه قائمة طويلة من المستهدفين بالاغتيال، و أنه يعمل على تصفيتهم متى سنحت له الفرصة لذلك، وانه لن يتوانى عن ارتكاب جرائم اغتيال جديدة.

صحيح أن هذه الجريمة لابد أن تدفع حلف الاعتدال العربي بما فيهم الإمارات إلى الثأر لنفسها قبل الثأر لحماس، فهل ستقتدي الإمارات  بالملك الأردني الراحل حسين الذي نجح في الحصول على الترياق الشافي لمشعل وفي الإفراج عن الشيخ الشهيد أحمد ياسين، وأن تكثف الإمارات ضغطها على العدو لفك الحصار عن غزة وفتح المعابر والإفراج عن الآلاف من الأسرى في سجونه، أو على الأقل وقف التطبيع مع العدو ووقف استقبال وزرائه وممثليه تحت غطاء المؤتمرات الدولية، ووقف تسويق منتجاته التي تباع بشكل مباشر أو غير مباشر في دول الخليج.

إن تعهدات خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس بالانتقام وأن كتائب الشهيد عز الدين القسام سترد، يلقي الكرة في ملعب حماس لجهة تنفيذ وعودها خاصة وأن حماس وعدت قبل ذلك بالرد على العديد من الاغتيالات لعز الدين الشيخ خليل ولمؤسسها الشيخ أحمد ياسين وللعديد من قادتها المؤسسين ولم توفق لهذا الرد الشافي كما فعلت حينما انتقمت لاغتيال القائد الشهيد يحيى عياش بخماسية من التفجيرات التي نفذها البطل حسن سلامة والتي طرحت بجدية مستقبل الكيان في الميزان.

ربما يتساءل البعض: أين ستتم عملية الأخذ بالثأر، داخل الأراضي الفلسطينية أم خارجها، أو هل ستعمل حماس على الثأر أصلا..!!

 وربما يفيد التذكير، أن سياسة حماس تقتضي أن تكون الأرض المحتلة هي ساحة الصراع الوحيدة مع المحتل وأنها لن تتورط وتنقل ساحة الصراع للخارج، بدليل أن حادث محاولة اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس هو من حيث الوقع والتأثير أكبر من اغتيال محمود المبحوح ولم تنقل حماس ساحة صراعها مع العدو للخارج.

وأن تاريخ الصراع مع العدو لم يبدأ بمحاولات وجرائم الاغتيال التي نفذها العدو ضد المقاومة ولن تنتهي بها، وأن الصراع سيمتد حتى يكتمل تحرير فلسطين كل فلسطين وتشهد بذلك أدبيات حماس، لذلك جريمة اغتيال المبحوح هو مجرد حلقة جديدة في هذا الصراع الطويل.

إلا أن الاستفزاز المستمر من العدو لحماس قد يدفع حماس للتفكير في عدة خيارات:

– فتح ساحة أخرى للصراع في الخارج، ولكن بشكل محدود جدا ومركز وانتقائي، بدون إعلان أو تبني المسؤولية عنها، بحيث يبدو الذين ينفذون العمليات كالأشباح لا أثر لهم.

– محاكاة تجربة الجبهة الشعبية في الانتقام لأمينها العام أبو علي مصطفى عندما قتلت زئيفي في أحد الفنادق، والعمل على اصطياد أحد قادة العدو عبر خلاياها النائمة في القدس أو الداخل الفلسطيني.

– تنفيذ أعمال انتقامية ضد مصالح العدو في الخارج ولكن بشكل غير مباشر، وذلك عبر استثمار حالة التعاطف الشعبي في العالم بأسره مع القضية الفلسطينية بشكل عام ومع حماس بشكل خاص ودفع القوى الفاعلة من هذه الأطراف المتعاطفة للانتقام من العدو ومصالحه على أراضيها، وهو خيار سيكون اقل كلفة على حماس وأكبر كلفة على العدو نظرا لانتشار مصالحه ومغتصبيه على امتداد رقعة العالم، وهي بذلك تقول للعدو حماس أيضا قادرة على تجنيد الجنسيات الأخرى لتنفيذ الأعمال نيابة عنها، علما أن الذين نفذوا جريمة اغتيال المبحوح يحملون جوازات سفر أوروبية أصلية وليست مزورة.

جدير بالذكر أننا كمتابعين لم نلمس جهدا ذا بال لحماس لجهة استثمار هذا التعاطف العالمي مع فلسطين قضية وشعبا ومقاومة سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي أو حتى العسكري، خاصة وأن هذا التعاطف عبر عن نفسه بالقوافل الكبيرة التي أخذت اهتماما وبعدا دوليا سواء الشعبية منها أو البرلمانية.

إن ما تعهد به خالد مشعل في خطاب التأبين للمبحوح ليعبر عن نضج سياسي كبير لحماس، ففي حين فضح غولدستون جرائم الحرب الصهيونية في قطاع غزة وبين الوجه القبيح للنازية الصهيونية، وصعّد من الكراهية تجاهها، فان مشعل تعهد بمواصلة تمزيق الشرعية الصهيونية التي بناها المحتل طوال العشرات من السنوات والتي قامت على المسكنة وكسب التعاطف المرتكزة على كذبة المحرقة أو الهولوكوست المزعوم، وانفق العدو في سبيل ذلك أكثر من ستة ترليونات من الدولارات على مدى عشرات السنوات على الدعاية الصهيونية، وها هي حماس تبدأ بأولى خطوات النجاح باستبدال المقاعد مع العدو ليكسب شعبنا وقضيتنا التعاطف الدولي بعدما رأى بشاعة ومجازر العدو على الهواء مباشرة في الحرب على غزة، ويقبع العدو في مقاعد الإرهاب والإجرام اللذين طالما اتهم بهما شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة خصوصا بعد عمليات خطف الطائرات المشبوهة التي جذرت هذه التهمة في أذهان الغرب.

إقدام العدو على تنفيذ هذه الجريمة بحق المبحوح في الوقت الذي يمارس فيه تهدئة على جبهة غزة يعبر حاجة العدو لحرب جديدة ولكن من نوع آخر، وذلك للفت الانتباه عن الأزمات التي تحيق بكيان العدو من عدة جهات منها:

–  صورته المشوهة بعد الحرب على غزة وتقرير غولدستون.

– ضمان مزيد من الشعبية لحكومة نتن ياهو فحكومات العدو تزيد شعبيتها كلما ازدادت مذابحها وجرائمها بحق العرب والفلسطينيين.

– لفتت الانتباه الإعلامي عن حملته المسعورة لمصادرة الأراضي ونشر المستخربات في الضفة والقدس المحتلة تحت مسميات ودواعي مختلفة.

– لفت الانتباه عن جريمته المستمرة التي تنذر بالكارثة جراء استمرار حفرياته وأنفاقه تحت القدس والمسجد الأقصى المبارك.

عملية اغتيال المبحوح وصمة عار في جبين كل المراهنين على السلام مع العدو الصهيوني عموما وفي جبين ما يسمى بحلف الاعتدال لأن العدو لا يقيم لهم ولا لدولهم ولا لسيادتهم وزنا فها هو يعربد ويغتال من يشاء دون رقيب أو حسيب.

فهل يريد العدو الق

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إسرائيل تقصف محيط القصر الرئاسي في دمشق

إسرائيل تقصف محيط القصر الرئاسي في دمشق

دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي - الجمعة- عدوانًا على سوريا، واستهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق، في تصعيد لسياسة...