الثلاثاء 06/مايو/2025

صلاح: هدم القصور جزء من مخطط لتحويل المصلى المرواني إلى كنيس يهودي

صلاح: هدم القصور جزء من مخطط لتحويل المصلى المرواني إلى كنيس يهودي

حذر رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل الشيخ رائد صلاح من أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يطمع بفرض تقسيم المسجد الأقصى تقسيماً باطلاً بقوة السلاح، كما فرض مثل هذا التقسيم الباطل على المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة.

وأضاف في حوار لـ “فلسطين” أن الاحتلال يسعى من وراء ذلك في حساباته إلى أن يحيل جانباً من ساحات المسجد الأقصى ومبانيه إلى كنس يهودية كهدف مؤقت، وحالِماً أن يفرض بعد ذلك بناء هيكل أسطوري مزعوم على حساب المسجد الأقصى.

المتحف الإسلامي مستهدف

وقال الشيخ صلاح:” هناك الكثير من القرائن الخطيرة التي تؤكد  ذلك حيث يوجد مخطط احتلالي إسرائيلي يهدف في الأيام القادمة إلى تفريغ مصلى المتحف الإسلامي من محتوياته، ثم تحويل هذا المصلى – الذي هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى- إلى كنيس يهودي.

وكشف النقاب عن أنه يوجد تحت مصلى المتحف الإسلامي الذي يقع في الزاوية الغربية الجنوبية من المسجد الأقصى، مصلى شبيه بالمصلى المرواني، مشددا على أن هناك حاجة ملحة لفتح هذا المصلى للصلاة أسوة بباقي مصليات المسجد الأقصى التي تقع فوق أرض الأقصى أو تحته.

 وقال:”  ريثما يتم ذلك فهناك حاجة ملحة ومستعجلة لأن تقوم هيئة الأوقاف بالاطمئنان على سلامة هذا المصلى وعدم وجود اختراقات له بواسطة الأنفاق التي حفرها الاحتلال الإسرائيلي تحت المسجد الأقصى.

هدم القصور الأموية

وقال الشيخ صلاح:” إن ما يؤكد نوايا الاحتلال تجاه المصلى المرواني، قيامه يوم الثلاثاء 22122009 بهدم جانب من القصور الأموية الملاصقة لجانب من الحائط الجنوبي للمسجد الأقصى وعلى وجه التحديد تلك الملاصقة للحائط الجنوبي للمصلى المرواني، حيث أنه من المعروف أن المصلى المرواني يقع تحت أرض المسجد الأقصى في الزاوية الشرقية الجنوبية.

 وبين أن للمصلى باباً ثلاثياً مغلقاً يقع في حائطه الجنوبي.

وتابع: ” ومن المعروف أن الاحتلال الإسرائيلي لم يُخفِ طمعه في الماضي بتحويل المصلى المرواني إلى كنيس يهودي، وصرح بهذا الطمع الأسود في مذكرة عبرية قامت مؤسسة الأقصى بالكشف عنها عام 2007، بعد ترجمتها إلى العربية”.

وذكر صلاح أن هذه المذكرة تتحدث بصراحة عن نية الاحتلال الإسرائيلي تحويل المصلى المرواني إلى كنيس يهودي.

وحذر الشيخ صلاح من أن الاحتلال الإسرائيلي يطمع بإزالة هذه القصور الأموية ثم تبليط ساحة واسعة على أنقاضها تمتد ملاصقة لحائط المصلى المرواني الجنوبي، ثم يطمع بعد ذلك بهدم الباب الثلاثي المغلق الواقع في حائط المصلى المرواني الجنوبي، وبذلك يسهل عليه تحويل المصلى المرواني إلى كنيس يهودي واتخاذ الباب الثلاثي المغلق -بعد هدمه- مدخلاً خاصاً للمجتمع الإسرائيلي، يقومون من خلاله بمواصلة اقتحام المصلى المرواني يومياً وأداء طقوسهم التلمودية فيه يومياً.

وإلى جانب ذلك ذكر الشيخ صلاح أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض بقوة السلاح خلال هذه الأيام بناء كنيس يهودي قريب جداً من حائط البراق الذي هو جزء لا يتجزأ من حائط المسجد الأقصى الغربي، وقد أطلق الاحتلال الإسرائيلي على هذا الكنيس اسم “كنيس الخراب”.

وأعلن الاحتلال الإسرائيلي سلفاً أنه سيقوم بافتتاح هذا الكنيس بتاريخ 1632010، أي بعد ثلاثة أشهر، كما وأعلنت بعض أذرع الاحتلال الإسرائيلي أنّ افتتاح كنيس الخراب سيكون في حساباتهم بمثابة الشروع الفعلي لبناء الهيكل المزعوم الأسطوري الكذاب، أي أن تاريخ 16/3/2010 سيكون بداية الشروع الفعلي ببناء هذا الهيكل في حسابات هذه الأذرع من الاحتلال الإسرائيلي.

أنفاق عملاقة

وأشار الشيخ صلاح إلى أنه كانت هناك محاولات أولية من قبل الاحتلال الإسرائيلي لحفر نفق طويل يمتد من باب العامود حتى حائط البراق من جهة أولى، وحتى باب خان الزيت من جهة ثانية.

وأشار إلى أن مصادر مقدسية موثوقة وصلت إلى موقع بداية الحفريات ورأت بأم العين أن هناك أنفاقاً عملاقة قد باتت محفورة أصلاً في تلك المنطقة، وقد تسببت هذه الحفريات بانهيار بعض البيوت، كما لحقت تصدعات بعدد كبير من البيوت التي تقع كلها في القدس القديمة.

وأضاف:” إنه في حال واصل الاحتلال الإسرائيلي حفر هذه الأنفاق وفق ذاك المخطط، من باب العامود حتى حائط البراق ومن باب العامود حتى خان الزيت، وكلها تقع في القدس القديمة، فسيكون بمثابة الدمار الذي سيقع على عدد كبير من بيوت القدس القديمة، وسيكون بمثابة الدمار الاقتصادي للحركة التجارية في أسواقها.

وذكر أن مخططات الاحتلال تهدف لتفريغ أسواق القدس القديمة من أهلها “كجزء من طمع الاحتلال الإسرائيلي لتفريغ كل القدس القديمة من أي وجود لأهلنا فيها حتى عام 2020”.

وقال الشيخ:” إن هذا المخطط يعني تلقائياً بناء أحزمة استيطانية كالطوق حول المعصم، وبناء حزام من الكنس اليهودية من كل الجهات، وبناء حزام من المباني العسكرية الاحتلالية حول كل المسجد الأقصى، وخنقه(…) الاحتلال فرض بهذه قطيعة بالكامل بين المسجد الأقصى من جهة والضفة الغربية وقطاع غزة من جهة أخرى”.

بناء الهيكل

وتابع حديثه لـ”فلسطين” قائلا :”  رئيس الحكومة الإسرائيلية اليوم هو ” بنيامين نتنياهو”، وهو الذي حاول أن يباشر فعلياً في فترة رئاسته الأولى بناء الهيكل، وهذا يعني أنه لا يزال يحمل هذه القابلية للمباشرة الفعلية ببناء الهيكل في هذه الفترة الثانية من رئاسته، التي قد لا تعود له في المستقبل، ولذلك فإن كل المخاطر اجتمعت اليوم على القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن في أخطر حقبة لأخطر رئاسة حكومة إسرائيلية وفي أخطر تغول للاحتلال الإسرائيلي على صعيد القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن، وعلى صعيد الضفة الغربية وقطاع غزة.

الموقف العربي والإسلامي

وأضاف:” العالم الإسلامي والعربي مطالب اليوم وفوراً بتغيير خطابه السياسي الرسمي حول القدس والأقصى المحتلـَّيْن(…) لم يعد ينفع القدس والأقصى المحتلـَّيْن ذاك الخطاب السياسي التقليدي القديم الذي كان يتعامل فيه العالم الإسلامي والعربي مع القدس والأقصى المحتلـَّيْن وكأنها قضية فلسطينية، وكأن الشعب الفلسطيني هو المطالب الوحيد بنصرتهما، وكأن العالم الإسلامي والعربي مطالب بدور الدعم والتأييد من بعيد والإغاثة والنصرة والتعاطف بالكلمة والتبرعات المالية فقط”.

كما رفض الشيخ صلاح قيام العرب والمسلمين “بدور الوسيط فقط، لعلّ الاحتلال الإسرائيلي يوافق على وقف الاستيطان في القدس المحتلة، ولعلّ الاحتلال الإسرائيلي يوافق على إدخال قضية القدس في دائرة المفاوضات التي ولدت ميتة أصلاً”.

وتابع:” بئس هذا الدور الذي قد آن الانقلاب عليه فوراً، وبئس هذا الخطاب السياسي التقليدي القديم الذي قد آن شطبه فوراً وتبني الخطاب السياسي الحق فوراً، وإلا فليعلم العالم الإسلامي والعربي أنه إن ظل متمسكاً بهذا الدور التقليدي القديم وبهذا الخطاب السياسي التقليدي القديم ممنياً نفسه وظاناً -وهماً وخداعاً وهروباً من الواجب- أنّ الشعب الفلسطيني يملك لوحده القدرة الذاتية أن ينتصر لوحده للقدس والأقصى المحتلـين.

فليعلم أن القدس والأقصى المحتلـَّيْن سيضيعان تدريجياً، وسيجد العالم الإسلامي والعربي نفسه بعد برهة من الزمن بلا قدس ولا أقصى، لأن الحقيقة المرة تقول إن الشعب الفلسطيني بكل إمكانياته المحاصرة أصلاً والمطاردة أصلاً والمرصودة أصلاً لن يستطيع لوحده في يوم من الأيام أن يخلص القدس والأقصى المحتلـين”.

وبين أن على العالم الإسلامي والعربي أن يعلم أنه إذا ظل على ذلك من حيث يقصد أو لا يقصد فإنه يرضى بضياع القدس والأقصى المحتلـين سلفاً، “إلا إذا بادر فوراً إلى إحداث انقلاب في دوره وخطابه تجاه القدس والأقصى المحتلـَّيْن، البارحة قبل اليوم واليوم قبل الغد”.

وقال رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل:” إن استقلال الدول المسلمة والعربية وسيادتها واستقلال عواصمها وحكامها وحكوماتها وشعوبها لن تكتمل ما دامت القدس والأقصى تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف:” وستبقى كلُّ الدول المسلمة والعربية تعاني من احتلال أثمن ما فيها، ما دامت القدس والأقصى تحت الاحتلال، وستبقى أعلامها منكسة في كل مباني حكوماتها وقصور ضيافاتها ما دامت القدس والأقصى تحت الاحتلال”.

احتلال وعار

وقال:” إن الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الذي يَحتل فيه القدس والأقصى؛ فهو يعلن حرباً على كل العالم الإسلامي والعربي على صعيد حكامه وحكوماته وشعوبه، وهو بذلك يعتدي عدواناً مباشراً على كل شبر أرض من العالم الإسلامي والعربي وعلى كل فرد في العالم الإسلامي والعربي على صعيد حكامه وحكوماته وشعوبه، وهذا يعني أن الاحتلال الإسرائيلي اليوم يعلن حرباً على مليار ونصف مليار مسلم وعربي ويعتدي مباشرة على مليار ونصف مليار مسلم وعربي بما في ذلك كل الشعب الفلسطيني.

وأضاف :” احتلال القدس والأقصى هو عار على كل مسلم في العالم على صعيد الحكام والحكومات والشعوب ولن يُمسح هذا العار إلا إذا زال الاحتلال الإسرائيلي عن القدس والأقصى المحتلـين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...