الأربعاء 07/مايو/2025

لا تتمنوا لقاء العدو

مصطفى الصواف
ونحن نحيي الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ونتذكر فيها الصمود والعزة، ونستشعر حلاوة الإيمان والانتصار، يواصل يهود مكرهم ليل نهار، ويهددون بالعدوان واستهداف الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لأن القتل عقيدة عند يهود، ومن يرقب تصريحات مجرمي الكيان يشعر أن هناك وتيرة عالية من التهديدات جزء منها يصب في الحرب النفسية، وجزء منها حقيقي؛ ولكنه يخضع لحسابات دقيقة.

المجرم وزير الحرب أيهود باراك، والذي ولغ في دماء الأطفال ولوغاً لا حد له في العدوان الأخير، يؤكد أن إرهابه سيتواصل ضد الفلسطينيين، وقد يقوم الكيان الغاصب بعدوان وحرب جديدة، إما على غزة، أو على جنوب لبنان، أو على إيران، اليهود هم كذلك دائما يحاولون إشعال نيران الحروب في أي مكان لأنهم على الدمار والدماء يحيون، وبسببها سيدمَّرون ، والله تعالى يقول فيهم:” وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْـزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ”.
والحال كذلك، ماذا نفعل نحن الفلسطينيين في ظل الانهيار العربي والإسلامي الناتج عن العجز والاستسلام والهزيمة النفسية، هل ننخرط في ما هم فيه؟، أم نواصل طريقنا نحو التحرير والمقاومة مهما كان الثمن أو علا؟، لأنه الطريق الوحيد نحو تحقيق الحقوق بعد فشل كل الخيارات التي طرحها الفرقاء الفلسطينيون والعرب.
ولأننا بتنا وحدنا في الميدان، ونحن شعب محاصر، ويراد لنا الموت أو الاستسلام، هل نسلم أو نقاوم، الإجابة يبدو أن الفلسطينيين يعرفونها وهي المقاومة، وبعض من دغدغت عواطفهم مشاريع السلام والتفاوض بعد جريمة نابلس لم يعد أمامهم إلا خيار المقاومة والعودة إليها، وهذا ما سنشهده قريباً في الضفة الغربية. 

 وفي ظل اختلال موازين القوى، أو حتى مع تكافئها ، نحن كمسلمين يجب علينا دائماً اتباع كتاب الله وسنة نبيه، لأنه بدونهما سيكون الضلال، وظني أن كثرة الحديث عن المقاومة واستعدادات المقاومة، وقدراتها، ومفاجأتها وغير ذلك أمر غير سليم، وقد يكون فيه مخالفة لسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، لأن في ذلك تزكية للنفس، وفيه فضح للأسرار لأن كثرة اللغط والكلام توقع في المحظور، والعمل بصمت سنة نبوية، فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول”استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان “، فالعمل والاستعداد والتجهيز  لأي مواجهة مع العدو يجب أن تتم دون ضجة، أو صخب إعلامي، أو حديث عن قوة ونحو ذلك ، فالإعداد أمر رباني والله تعالى يقول :” وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ ” ، كما يجب علينا أن لا نتمنى لقاء العدو، ولكن إذا فرض علينا القتال نصبر في المعركة ونقاتل ولا نستسلم ، وعلينا العمل ونترك النتائج على الله، ولنا في العدوان الأخير عبرة ودرس، كيف صبرنا وكيف كانت نتائج الصبر ، لأن قتال الأعداء ليس بالأمر الهين، يبذل الإنسان فيه نفسه، لأنه إذا تمنى ففيه تزكية للنفس، وفيه تساهل، فقد لا يوفق، قد لا يقابل الأعداء،  قد لا يصبر، والرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول : ” لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف” قواعد قرآنية ونبوية علينا أن نلتزم بها ونطبقها، ففيها السلامة والخيرية كلها.

يجب أن نكون على جاهزية تامة، ويجب أن نتوقع العدوان في كل لحظة، وحتى لا نفاجأ يجب أن تبقى اليد على الزناد، والأخرى في البناء والتطوير والعمل، وعلينا الأخذ بالأسباب كلها، وأن نترك النتائج على الله، لأن القوة وحدها ليست سبباً للنصر، ولا كثرة العدد؛ ولكنها إرادة الله، علينا أن نسلم بها تسليماً كاملاً، عندها يكون التوكل على الله، ومن توكل على الله كان الله حليفه، ومن كان الله حليفه فلا يخشى شيئاً.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...