الأحد 04/مايو/2025

إسرائيل وذروة الصفاقة!

إسرائيل وذروة الصفاقة!
ها هي “إسرائيل” تعيد تحدي الجميع إلى الواجهة، وجديدها وصولها إلى عقر الدار حين يسفر رئيس الكيان عن الوجه الحقيقي بقوله: «القدس إسرائيلية وليست مستوطنة» وأي تغيير للوضع القائم يجب أن يحدث عن طريق المفاوضات..!
 
فهل هذا استغفال للعقل العربي أولاً والمنطق الدولي تالياً!؟ الإجابة بالمطلق نعم.. فإذا كانت القدس “إسرائيلية” والمستوطنات ليست على أرض محتلة فعلى أي طاولة ستكون المفاوضات؟ وأية مفاوضات هذه التي ستدار وفق هذه الرؤية؟ وبالأساس على أي شيء يمكن التفاوض، بعد هذا التحدي المتناقض والمقلوب في المعنى والمعطيات!

كلام يبرز فيه من الألغام ما يوقظ الأموات.. فكلامه أن القدس “إسرائيلية” يعني أن العرب يطالبون بما لا يملكون وليس حقاً لهم، ومنّة من الكيان الغاصب في قبوله الجلوس على الطاولة لبحث ما يمكن بحثه لكن دون الاقتراب من هذا التعاطي، والمستوطنات القديمة والجديدة وما يستحدث منها في هذا الإطار.. إنها قمة الصفاقة نعم.

ولكنها أيضاً ذروة التآكل والتذرر القومي العربي وقمة المهازل في الواقع الأخلاقي والقانوني الدولي حين لم
يستطع التشريع الأممي والمنظمات الدولية ومن في حكمها من وقف “إسرائيل” عند حدها، ومجابهتها بكل ما ينفع لردعها عن غيها وعنجهيتها بدل السكوت عن صفاقتها ما تعده دعماً لها وسنداً لمشروعها الشيطاني.. ولنا في تجارب كبيرة مرت منذ عمر الصراع عبرة ودروس.. وفي المشهد الأخير ما يكفي للقراءة والتبصر..

فالرفض “الإسرائيلي” للطلب الأميركي خصوصاً والغربي عموماً لوقف الاستيطان أو تجميده مرده معرفة قادة الكيان الأكيدة بأنه طلب للمناورة، وفي أفضل التوقعات طلب من دون أنياب وردود مؤثرة، مثل حال جميع القرارات الدولية التي طالبت بخجل أو لغسل ماء الوجه الكيان بالانصياع فجاء طلبها ترجياً ضعيفاً مقتولاً وخالياً من أية عواقب، بل يتضمن محاولات لمكافأة المجرم على جرائمه وذلك بالضغط على العرب لتقديم تنازلات متواكبة وعلى شاكلة المطالبة بفتح باب التطبيع على مصراعيه قبل تقديم أي شيء جوهري من أجل التسوية ما عدّه الكيان براءة ذمة من جرائمه وصفحاً عما مضى وإذناً بفتح أبواب الإجرام من جديد مادام يعرف أن المرحلة القادمة لن تكون إلا على شاكلة ما مضى وأن غاية الضغط الدولي لن تتعدى تقريراً يدفن في أدراج النسيان وهكذا دواليك.. ‏

والمشهد اليوم يؤكد على ما سبق ذكره منذ تاريخ زرع الجزء الغريب في الجسم الرافض فالتحدي “الإسرائيلي” للمجتمع الدولي في ذروته توسع وعدوان وحصار للفلسطينيين والمضي في إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية وتهجير السكان الأصليين وتهويد القدس واستباحتها وغير ذلك الكثير.. ويأتي بالأمس رأس الكيان ليقول ما قاله حيال القدس وكله يستحق ردة الفعل العربية الواجبة والتي يفترض أن تتجاوز الكلام، فما يحصل تجاوز حدود فلسطين، والتعويل على ردة الفعل الدولية بات مساً من الغفالة لا قيمة له، والتجارب حوت من البراهين ما يكفي!! ‏

 
صحيفة تشرين السورية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات