عن «ثالث الحرمين» وعروس عروبتنا

السلطة بحكومتيها ، المقالة وتصريف الأعمال ، فضلا عن المنظمة والفصائل ، ومن خلف هؤلاء الحركة الإسلامية الشمالية في الخط الأخضر ومعها جمهور عريض من “فلسطينيي “48 ، أصحاب الأرض الأصليين ، وفوق هؤلاء وأولئك ، العرب والمسلمين ، لا يكفون عن الصراخ والتحذير من مغبة تقسيم الأقصى وتهديمه ، وتهويد القدس وضياعها ، ومع ذلك فإن إسرائيل ماضية في ضم القدس وإلحاقها وتغيير معالمها وتشريد سكانها و”توطين” المهاجرين اليهود فيها وفتح أبوابها أمام اللصوص وقطاع الطرق و”الزعران” وتلاميذ المدارس الدينية التلمودية المتطرفة وشذاذ الآفاق والمغامرين من كل حدب وصوب.
هجوم منسق وزاحف على “العاصمة الأبدية الموحدة” تقوده حكومة نتنياهو ، وتشترك في تنفيذه على جبهات مختلفة ، أحزاب وشخصيات ومدارس ومراجع دينية ورساميل إسرائيلية ويهودية ، فضلا بالطبع عن الماكينة الإعلامية والتشريعية والحزبية ، وأحسب أن هذا الزحف المنسق ، يحقق أهدافه لبنة إلى جانب أخرى ، ومدماكا فوق مدماك.
سيسجل التاريخ: أننا أشبعناهم شتما وسبابا وتحذيرات وإنذارت ، وهم وحدهم الذين فازوا بالأبل و”الهكيل” و”القدس الإدارية الكبرى” و”العاصمة الأبدية الموحدة” ، وعمّا قريب ، سنرى “الأقصى” وقد لقي مصير “الحرم الإبراهيمي الشريف” ، فإسرائيل ماضية في “توحيد” القدس وتقسيم الأقصى ، والأرجح أن تقسيم “المسجد الثالث” ليس سوى خطوة متقدمة على طريق إعادة توحيده من جديد ، كهيكل للمتدينين اليهود ، تماما كما وحدت سعت دولة الاحتلال والاستيطان في توحيد القدس كـ”عاصمة أبدية” لـ”دولة جميع أبنائها اليهود”.
الأردن أعلن القدس والمقدسات فيها خطا أحمر.. السلطة لم تفعل ذلك حتى الآن للأسف ، ولم نسمع تهديدات بقلب الطاولة على اللاعبين إن استمر زحف الضم والتهويد والاستيطان ، ولم نسمع من حماس والجهاد وفصائل غزة ، سوى مظاهرات في القطاع المحاصر ، لن تقدم ولن تؤخر ، طالما أن طاقة الغضب الفلسطينية لم تنتقل إلى القدس والضفة الغربية ، وأن تقوم بنقلها كافة القوى والفصائل بلا استثناء ، فلا حجة لأحد في التقصير أو التقاعس ، بما في ذلك حجة ملاحقة الأجهزة الأمنية الفلسطينية والاحتلالية ، فالمقاومة انطلقت في مواجهة هذه الملاحقات وبالضد منها وبرغم أنف القائمين عليها.
ستجتاز إسرائيل “خطوطنا الحمراء” قريبا ، فثمة معلومات تتناقلها الأوساط والمصادر اللصيقة بهذا الملف ، تؤكد بأن ما يجري من اعتداءات وتعديات ، ليس فعلا فرديا أو “أهليا” تقوم به جماعات متطرفة وعصابات إجرامية وقطعان مستوطنين ، بل هو سياسة تجري بتخطيط الحكومة وتنفيذها وإشرافها وتمويلها ، والأرجح وفقا لمختلف المصادر ، أن الهدف هو إعادة خلط الأوراق ، وحسم معركة القدس قبل أن تبدأ المفاوضات ، وفي أبعد تقدير ، قبل أن تصل المفاوضات إلى محطات الحل النهائي الحاسمة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

جماعة أنصار الله: واشنطن تجاهلت تحذيراتنا لأنها لا تأبه بحياة الصهاينة
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قالت جماعة أنصار الله اليمنية، الأحد، إن "الولايات المتحدة الأمريكية لا تأبه بحياة الإسرائيليين رغم توجيه تحذير لها...

مدير المستشفيات الميدانية بغزة: المجاعة قادمة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة بقطاع غزة، مروان الهمص، إن أغلب سكان قطاع غزة يعيشون تجويعاً ينفذه...

إصابة 43 فلسطينيًا باقتحام قوات الاحتلال البلدة القديمة في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 3 فلسطينيين بينهم طفل، برصاص قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي و40 آخرون بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، إثر اقتحام...

كتائب القسام تكشف تفاصيل كمين مركب شرقي رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، اليوم الأحد، عن تفاصيل كمين مركب نفذته في قوة من جيش الاحتلال...

الصحة العالمية: غزة تفتقر إلى كل شيء والوضع قريب من الهاوية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام وصفت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، الوضع الصحي في قطاع غزة بأنه "كارثي وقريب من من الهاوية"،...

معركة زيكيم.. يوم فر مقاتلي النخبة الإسرائيلية من مواجهة القسام
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام كشف تحقيق إسرائيلي حول معركة زيكيم، عن هجوم نوعي نفذه مقاتلو كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عبر البحر،...

أونروا تدعو لتضافر الجهود لمنع كارثة إنسانية غير مسبوقة بغزة
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بتضافر الجهود الدولية لمنع "كارثة إنسانية غير مسبوقة" في...