السبت 10/مايو/2025

العدوان الصهيوني على غزة أحدث دمارًا واسعًا بالمباني الأثرية والتاريخية والمؤسسا

العدوان الصهيوني على غزة أحدث دمارًا واسعًا بالمباني الأثرية والتاريخية والمؤسسا
ألحقت الحرب الصهيونية الأخيرة على قطاع غزة أضرارًا واسعةً في كافة مناحي الحياة الفلسطينية ولم تستثنِ البشر والشجر والحجر من حمم نيرانها، التي خلَّفت مئات الشهداء والجرحى، ودمَّرت الآلاف من المنازل والمؤسسات، ولم تكد تسلم ناحيةٌ من نواحي قطاع غزة من قذيفة مدفع أو صاروخ طائرة عاث خرابًا ودمارًا في كل حي، ولم يترك طفلاً ولا شيخًا؛ ما يمثل استهدافًا صهيونيًّا أعمى للأرض والإنسان والهويَّة والعنوان.
ومن بين ما دمَّره الاحتلال الصهيوني المباني الأثرية التاريخية ومؤسسات التراث من الأماكن، التي تعمَّد الاحتلال استهدافها بشكل مباشر خلال الحرب؛ ما أدَّى إلى تدميرها كليًّا أو جزئيًّا؛ حيث تضاف هذه الجرائم البشرية إلى العوامل الطبيعية من كوارث وأمطار وعواصف.
ولعل السبب من وراء ذلك كله هو رغبة الاحتلال في شطب أي إرث تاريخي تجسِّده الأماكن الأثرية، وتثبيط أي جهد تبذله المؤسسات المعنية بالحفاظ على التراث من أداء عملها، وذلك من خلال منهج احتلالي؛ للقضاء على كل تراث فلسطيني يُثبت أحقية الشعب في العيش على أرضه.
أماكن تاريخية عديدة في قطاع غزة تمَّ حصرها من خلال العديد من التقارير بعد استهدافها من قِبَل الاحتلال الصهيوني لتوثيق جرائم الحرب الصهيونية، وحرصًا على التمسك بالتراث والإرث الثقافي الذي يمثل معالم حاضر الشعب الفلسطيني ومستقبله، ولاستخدام هذه الاعتداءات في فضح الاحتلال في كافة المحافل الدولية، وتوثيقها لتطَّلع عليها الهيئات الثقافية العربية.
وتتحدث التقارير الموجودة لدى قسم المتاحف في وزارة الثقافة عن وجود حوالي 304 مبانٍ أثرية في مدينة غزة أو ما يُعرف بالمدينة القديمة؛ تتوزَّع ما بين مناطق الدرج والزيتون الشجاعية والتفاح؛ حيث تشير التقارير إلى أن نسبة المباني الأثرية المستخدَمة هي 32% بينما تبلغ نسبة المباني الأثرية المدمَّرة بفعل العوامل الطبيعية أو البشرية حوالي 26% في حين تبلغ نسبة المباني الأثرية المهجورة هي 24%.
أما بالنسبة لتصنيف المباني الأثرية حسب الاستخدام؛ فقد أظهرت التقارير أن ما نسبته 43% من مجموع المباني الأثرية في غزة القديمة مستخدمة حاليًّا للسكن؛ وذلك يرجع إلى نسبة التضخم السكاني العالية في قطاع غزة بشكل عام؛ ما حدا بالبعض إلى اتخاذ هذه الأماكن للسكن، في حين أن نسبة المباني الأثرية المستخدمة كأماكن دينية تبلغ 30% وتبلغ نسبة المباني المستخدمة للخدمات 8%.
ومن بين الأماكن التي تعرَّضت للدمار بسبب القصف المباشر للاحتلال الصهيوني:

– “مبنى محكمة البلدية في حي الدرج”، الذي تمَّ استهدافه بشكل مباشر، وقُصف الطابق الأول والثاني من الجزء الغربي منه، ويعود هذا المبنى إلى نهايات فترة الحكم البريطاني، وهو من المباني العامة القليلة التي بقيت من تلك الحقبة التاريخية.

– “مبنى قصر الحاكم في منطقة أنصار”، الذي تمَّ استهدافه بشكل مباشر؛ ما أدَّى إلى تدميره بالكامل إضافةً إلى تدمير كافة مرافق وملحقات المبنى، ويعود هذا المبنى إلى نهايات فترة الحكم البريطاني، وهو من المباني التاريخية المهمة القليلة التي بقيت من تلك الحقبة التاريخية كمقر للحاكم المصري.
– “مجمع السرايا في حي الرمال”، والذي تمَّ استهدافه بشكل مباشر؛ ما أدَّى إلى تدمير معظم مباني المجمع،
ويعود هذا المبنى إلى فترة الحكم البريطاني، وهو من المباني التاريخية المهمة القليلة التي بقيت من تلك الحقبة التاريخية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات