السبت 10/مايو/2025

الإبعاد.. سياسة صهيونية لإقصاء الرموز الإسلامية والوطنية عن قلب الأحداث

الإبعاد.. سياسة صهيونية لإقصاء الرموز الإسلامية والوطنية عن قلب الأحداث

عمدت سلطات الاحتلال الصهيوني مؤخرًا إلى إعادة إحياء سياسة الإبعاد بحق المواطنين الفلسطينيين عن مناطق سكناهم أو عملهم لمنعهم من المشاركة في أي مظاهر احتجاجية على اعتداءاتها بحق الأراضي الفلسطينية والمقدسات الإسلامية، وغالب المبعدين هم من القيادات الإسلامية والوطنية، وهو ما جرى مؤخرًا في مدينتَيْ القدس والخليل، والذي طال شخصيات بارزة أمثال الشيخ رائد صلاح والشيخ كمال الخطيب والشيخ علي أبو شيخة وحاتم عبد القادر والناشط الحقوقي فهمي شاهين وغيرهم العشرات من المواطنين الفلسطينيين.

وتنتهج سلطات الاحتلال أسلوب الإبعاد العنصري منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية، من خلال تهجير المواطنين بشكلٍ إجباريٍّ باستخدام القوة أو القوانين العنصرية التي يشاركها فيه القضاء الصهيوني.

وشهدت مدينة القدس مؤخرًا ارتفاع أعداد المواطنين الذين تم إبعادهم عن المدينة، وتحديدًا عن المسجد الأقصى المبارك أو البلدة القديمة أو مدينة القدس.

إبعاد سياسي
وتم تطبيق سياسة الإبعاد بحق الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني بعد اعتقاله، وصدر قرار بحقه من قِبل الاحتلال بالإبعاد مدة شهر عن مدينة القدس؛ بعدما كان صدر قرار في وقت سابق بإبعاده أيضًا عن البلدة القديمة مسافة 150 مترًا، ومنعه من دخول المسجد الأقصى.

كما منعت قوات الاحتلال الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية من دخول مدينة القدس مدة 15 يومًا بعد احتجازه لعدة ساعات.

وأصدرت أيضًا قرارًا بإبعاد حاتم عبد القادر -“الوزير” السابق لشؤون القدس في “حكومة” فياض غير الشرعية- مدة 21 يومًا عن البلدة القديمة.

وقررت إبعاد الأستاذ علي أبو شيخة مسؤول ملف القدس بالحركة الإسلامية مدة أسبوع عن البلدة القديمة.

ورغم تفاوت مدد الإبعاد من شخص لآخر، إلا أنه يتم فيها جميعها توقيع المعتقل المقرر إبعاده على كفالة مالية باهظة تصل إلى آلاف الدولارات، بينما يتم إجبار آخرين على التواجد في منازلهم وعدم الخروج، أو مراجعة مراكز شرطة الاحتلال بشكل يومي وإثبات وجوده هناك.
 
نهج صهيوني عام
ولم تسلم مدينة الخليل من اتباع هذا النهج العنصري، حيث قررت قوات الاحتلال إبعاد الباحث القانوني في “المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان” فهمي شاهين، وهو أيضًا منسق القوى الوطنية بالمدينة، وذلك على خلفية مشاركته في مسيرة مناهضة لبناء المغتصبات ومصادرة الأراضي قرب مغتصبة “كريات أربع”، وتم ذلك بعد اعتقاله من قِبل شرطة الاحتلال والاعتداء عليه بالضرب.

وقال شاهين إنه تم اعتقاله خلال مشاركته في اعتصام سلمي نفذه عشرات المواطنين من أهالي منطقة “تلة الجعابرة”، وتم اقتياده إلى مركز التوقيف، والتحقيق معه في مجمع شرطة الاحتلال، حيث أُبلغ أنه رهن الاعتقال بتهمتَي “التحريض وإعاقة عمل قوات الأمن، والتواجد في منطقة عسكرية مغلقة”.

وأضاف: “أُفرج عني بكفالة لحين استدعائي للمحاكمة، بعد أن حُذِّرت من دخول مناطق السيطرة الصهيونية في الخليل المسماة بالـ( H 2 ) جنوب شرق المدينة لمدة أسبوعين”. 
 
محاربة المرابطين
أما الشيخ علي أبو شيخة مسؤول ملف القدس بالحركة الإسلامية، والذي صدر قرار صهيوني بإبعاده مدة أسبوع عن البلدة القديمة، فعلق بالقول: “سياسة الإبعاد متنوعة من الاحتلال في عدة جوانب، ومنها إبعاد الحركة الإسلامية عن القدس والأقصى، وثانيًا محاربة المد البشري الذي يعتبر الذراع الأول للدفاع عن الأقصى والقدس حيث التواجد اليومي والرباط؛ لذلك يحاول الاحتلال إبعاد كل من هو مقدسي أو شخصية من شخصيات القوى الوطنية والإسلامية مثل الأخ حاتم عبد القادر والشيخ رائد صلاح، وهذه الظاهرة تتصاعد بشكل لافت وفي الآونة الأخيرة، حيث يحاول الاحتلال إبعاد المصلين حتى عن دخول المسجد، لكنها سياسية عامة تطبق على أفراد بعينهم، وهي خطيرة جدًّا”.

وأضاف أبو شيخة في حديثٍ خاصٍّ لـ” المركز الفلسطيني للإعلام”: “قوات الاحتلال كانت ترى أن سبب إبعادنا لا علاقة له بالدفاع عن القدس والمسجد الأقصى، وهو أولاً وأخيرًا قرارٌ ظالمٌ جائرٌ وغير قانونيٍّ وغير شرعيٍّ”.

وأكد أن الالتفاف على هذه القرارات التي تُفرض بحق الشخصيات يتم بطرق قانونية؛ رغم عدم الإيمان بقانونية الاحتلال من الأصل، فمثلاً محاولة إبعاد الشيخ رائد عن القدس والبلدة القديمة ومنعه من التجمع في الساحات العامة كان المخرج القانوني له هو التجمع على سطح منزل، وهو ما جرى مدة 3 سنوات، لأن البيت مكانٌ خاصٌّ وليس عامًّا”.

وعن مدى فعالية هذه السياسة في الحد من نشاط المبعدين وهمتهم، قال أبو شيخة: “هذه السياسة تزيدنا إصرارًا على التواصل مع القدس والأقصى وأهلها، وما شاهدناه في الآونة الأخيرة كان زيادة لافتة في مسيرة “البيارق” إلى المسجد الأقصى من الداخل الفلسطيني، وعزيمة المقدسيين تزداد، ولقد شاهدنا حتى مع إبعاد الشيخ رائد وغيره اندفاعًا لدى الجميع لحماية الأقصى، وكان هذا واضحًا في الأيام الأخيرة من أحداث الأقصى”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات