السبت 10/مايو/2025

صراخ عباس وفريقه لن يشفع لهم أمام الشعب بعد جريمة تقرير غولدستون

صراخ عباس وفريقه لن يشفع لهم أمام الشعب بعد جريمة تقرير غولدستون

تعرَّضت سلطة عباس في رام الله لضغوط كبيرة، بعد الفضيحة المجلجلة التي تمثلت في تواطؤ فريق عباس في قضية تأجيل عرض “تقرير غولدستون” على “المجلس العالمي لحقوق الإنسان”؛ تمهيدًا لعرضه على مجلس الأمن الدولي، هذه الضغوطات شارك فيها كافة أوساط الشعب الفلسطيني من فصائل فلسطينية ومؤسسات حقوقية وإنسانية ومواطنون فلسطينيون في الداخل وفي الشتات.

خلافات في الشارع الفلسطيني

قرار عباس سحب التصويت في “مجلس حقوق الإنسان” على تقرير القاضي الدولي ريتشارد غولدستون؛ أثار خلافاتٍ حادةً بين القوى الفلسطينية ما زالت آثارها قائمةً إلى الآن، فعباس وفريقه حاولوا –يائسين- الدفاع عن تأجيل التصويت على التقرير الذي يدين سلطات الاحتلال الصهيوني بارتكاب جرائم حرب خلال عدوانها على قطاع غزة.
من جهته رفض رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية تبريرات عباس بشأن طلب تأجيل مناقشة “تقرير غولدستون”، وقال إن خطاب عباس “يعكس حجم الفضيحة السياسية التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني”، مؤكدًا -خلال تصريحات للصحفيين في جولة تفقديه لمديرية الدفاع المدني في مدينة غزة- أن خطاب عباس “لا يعكس إرادة الشعب الفلسطيني ولا يرقى إلى مستوى التضحيات التي قدمها طوال سنين كفاحه، بل يعكس الإرادة الهابطة المرتبطة بالاحتلال “الإسرائيلي” والإرادة الأمريكية”.
وبعد أن فضحت سريرة عباس وفريقه، بدأ رئيس السلطة المنتهية ولايته يدافع عن قرار تأجيل مناقشة “تقرير غولدستون” في جنيف، قائلاً: “إنه جاء بناءً على توافق واسع لمجموعات عربية وإسلامية ودولية ولو أنكر بعضها ذلك”!.

“فتح” في مأزق حقيقي

حركة “فتح” وسلطة رام الله تعيشان مأزقًا حقيقيًّا بعد الفضيحة المشهودة؛ حيث حمَّل صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين التابع لسلطة عباس “رئيس السلطة” المسؤولية عن تأجيل التصويت على “تقرير غولدستون”، وقال عبر وسائل الإعلام: “نحن من يتحمَّل المسؤولية الكاملة تجاه ذلك”.

ولم يقف الحد إلى هنا، بل وجَّه عددٌ غير قليل من الفتحاويين انتقادًا حادًّا إلى سلطة رام الله؛ نتيجة موقفها المخزي من تأجيل “تقرير غولدستون”؛ حيث وجَّه نبيل عمرو السفير الفلسطيني في القاهرة -والذي قدَّم استقالته- انتقادًا شديدًا وهجومًا لاذعًا على محمود عباس وحمَّله المسؤولية الأخلاقية والأدبية على هذا التصرف.

مقاطعة نبيل عمرو

تصريحات عمرو لم تمر مرور الكرام، بل لحقتها تطوراتٌ على الصعيد الفتحاوي؛ حيث تصاعدت حدَّة التوتر بين “فتح” ونبيل عمرو على خلفية تصريحاته التي حمَّل فيها عباس مسؤولية تعطيل مناقشة “تقرير غولدستون”، وبلغ هذا التوتر ذروته بمقاطعة أوساط حركة “فتح” في مصر حفلَ وداع نبيل عمرو، الذي أقامه بمناسبة انتهاء عمله كسفير لسلطة رام الله في القاهرة.
كما تأتي هذه المقاطعة بعد خطوة أخرى قام بها عباس، تمثلت في سحب وحدة الحراسة المكلَّفة بحماية نبيل عمرو في مصر، ووصل الأمر إلى تعميم حركة “فتح” على وسائل إعلامها -ومنها “وكالة وفا”- عدم نشر أي خبر عن حفل وداع نبيل عمرو في القاهرة، الذي تعمَّد إرسال خبر صحفي من مكتبه يفيد بمشاركة حركة “فتح” في القاهرة في الاحتفال، كما أصدرت “فتح” في مصر بيانًا حول ذلك، وردًّا على خبر مكتب نبيل عمرو نفَت فيه مشاركتها في حفل وداعه في القاهرة.

خطاب عباس مليء بالأكاذيب

ويعيش عباس وفريقه مأزقًا حقيقيًّا؛ نتيجة الفضيحة المدوية التي ارتكبها هو وفريقه؛ الأمر الذي انعكس على خطابه المليء بالأكاذيب والمهاترات؛ حيث اعتبر المتابعون والمحللون أن سياسة التهجم التي انتهجها عباس في خطابه تعكس طبيعة المأزق الذي يعيشه بعد فضيحة “تقرير غولدستون”.

ويؤكد المراقبون أن عباس وفريق رام الله باتوا محشورين في الزاوية أمام الشعب الفلسطيني وأمام المراقبين الحقوقيين العرب والدوليين، والذين عبَّروا بدورهم عن استغرابهم الشديد من تصرفات عباس، ووصفوها بأنها غير مسؤولة، مشيرين إلى أنه لا يمتلك أي وسيلة منطقية يدافع فيها عن خطوته غير المحسوبة.

الفلسطينيون يدركون الحقيقة

وبيَّن المراقبون أن عباس حاول التركيز خلال خطابه التهجُّمي على قصص كاذبة ومفبركة وعبارات مليئة بالأكاذيب والافتراءات؛ من أجل صرف الأنظار عن الجريمة التي ارتكبها بشأن تأجيل التصويت على “تقرير غولدستون”.

وفنَّد المراقبون كلام عباس حول ادعاءاته بهروب قيادة “حماس” إلى سيناء عبر سيارات الإسعاف خلال الحرب الصهيونية على غزة، وقالوا إن عباس يبدو أنه نسِيَ حادثة استشهاد “سعيد صيام” أحد قادة حركة “حماس”، واستشهاد القائد د. “نزار ريان” الذي قاد معركة “أيام الغضب”؛ حيث تم استشهاده هو وأفراد عائلته ونساؤه الأربع.

واستنكر المراقبون وصول شخص يمثل حركةً فلسطينيةً إلى هذا المستوى الوضيع في طرح أكاذيب، مشددين على أنها لن تنطلي على الشعب الفلسطيني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات