مواطنو الضفة: خطاب مشعل جسَّد الحقيقة وخطاب عباس انقلب عليها

صدم مواطنو الضفة بخطاب الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس الذي كانوا يتوقعون منه أن يستقيل أو يعترف بخطئه على الأقل، ووصفوا خطابه بأنه غير مقنع وحاول امتصاص غضب الشارع الفلسطيني في محاولةٍ بائسةٍ وفاشلةٍ للدفاع عن جريمة سحب “تقرير غولدستون”، فيما وصفوا خطاب خالد مشعل بأنه جسَّد الحقيقة بكل معانيها، ووصف المرحلة الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية.

فرق كبير!

المواطن محمد علاء (من رام الله) يقول: “قدَّم عباس في خطابه الظروف الدولية التي كانت سائدة في أروقة مجلس حقوق الإنسان، وحاول الالتفاف حول الحقيقة، وبذل كل جهد، ولكنه فشل، في المقابل رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” خالد مشعل في خطابه جسَّد الحقيقة وأزال بعض الهم والغم وبعض الغموض، وبذلك استحق أن يكون هو -لا عباس الذي لا يحترم دماء الشهداء- الزعيمَ الحقيقيَّ المخلص لشعبه”.

المواطن عبد الرحيم محمد (من نابلس) يقول: “عباس لم يقنع أحدًا بحجة بتأجيل التصويت، وكاد يكذب “على عينك يا تاجر” بدل أن يصارح شعبه بما حصل ويعترف بخطئه، ولو كان قائدًا شجاعًا لاعترف وما خاف، بل إنه بدل ذلك أخذ يهاجم “حماس” وكأنها هي من خانت دم الشهداء بسحب (تقرير غولدستون)”.

وأضاف: “على شاكلة زعماء العرب الذين تعوَّدوا ألا يعترفوا بأخطائهم ولا تنكشف إلا بعد مماتهم بعدة سنين أو على الأكثر يناورون لامتصاص الغضب الشعبي، خرج عباس معلنًا تشكيل لجنة لا تغني ولا تسمن من جوع”.

“عباس مرهون بأمريكا والاحتلال.. هكذا تقول “حماس”، وعباس يقول إن “حماس” مرهونة بقوى إقليمية، ولنفترض صحة القولين، فالارتهان لقوى إقليمية أفضل من العمالة للاحتلال، مع أن “حماس” قرارها مستقل، والكل يعرف ذلك”.. بهذه الكلمات بدأ ناصر بركات (من مخيم بلاطة – نابلس) حديثه، وأضاف: “ما قاله مشعل صحيح أنه لا يمكن مصافحة من تنكَّر لدماء الشهداء وأنقذ الاحتلال في آخر لحظة بسحبه التقرير، إلا أنه لا بد من المصالحة الشاملة مع شرفاء “فتح”؛ فقد تعبنا من الانقسام الذي يتذرَّع به عباس لسحق الضفة وقمع المقاومة وسحقها وحصار غزة وتجويعها”.

الانتخابات حاليًّا موقف “عباسي”

المواطن سامر علي (من مدينة جنين) يقول: “عباس ودحلان وحسين الشيخ شدَّدوا على ضرورة الانتخابات حلاًّ وحيدًا للمأزق، والسر في ذلك أن حركة “حماس” تم شطبها تقريبًا من الضفة بشكلٍ تامٍّ؛ حيث تذرَّعت “فتح” في بداية أحداث غزة بأن “حماس” في الضفة تريد أن تنقلب على السلطة، وتحت هذه الحجة يسحقون “حماس”، والآن عباس قالها بوضوح: (نحن التزمنا بالجزء الأول من “خارطة الطريق”، والاحتلال لم يلتزم)، وهو ما يدل على حقيقة أن الهدف الأول والأخير هو القضاء على “حماس” لاقتناصها في أضعف لحظاتها في الضفة؛ فـ”حماس” تريد عدة سنوات لتسترد عافيتها مما حصل لها على يد ذوي القربى الذين تنكروا للوطن، وبعد ذلك باعوا ما تبقى منه بحجة أنهم الشرعيون وأن الشعب فوَّضهم وانتخبهم”.

راشد محمد (من الخليل) أوضح أن “عباس قال في خطابه إن “حماس” تعمد إلى مهاترات، وإن صح فإن مهاترات “حماس” -وهي ليست كذلك- أفضل من الكذب والاستخفاف بالشعب من قِبَل عباس وفريقه”.

وأضاف: “والله.. عباس مهو شكله زعيم، بل يبرر كل خيانة، وهو الذي قال عن العمليات الاستشهادية إنها حقيرة، فهل كثير عليه أن يخون دم شهداء غزة؟!.. عباس تجب محاكمته وهو حي، ولو أفلت منها حتى الموت فليُحاكم في قبره”.

ظلاميٌّ يطلق اتهامات بالظلامية!

وتابع راشد: “عباس يصف غزة بالظلامية، والحقيقة أن الظلامية موجودة في الضفة؛ حيث التنسيق الأمني الخياني ومنع المقاومة من مقارعة الاحتلال، بينما في غزة عزة وكرامة، ورفعت رأسنا عاليًا بصمودها طيلة 21 يومًا”.

وأردف: “السلطة التي تتلقى السلاح والتصاريح من العدو وتلاحق المقاومة، خائنة وعميلة، وما نريده هو سلطة وطنية مرجعيتها قوى الشعب الفلسطيني، لا فريق عباس الذي قراره من الاحتلال وأمريكا”.

المواطن ربيع سلامة (من مخيم نور شمس) وافق مشعل في قوله إن المقاومة موجودة ما دام الاحتلال، “وهذه سنة الحياة وتاريخ الشعوب، وهو كلام صحيح، وأرى كما يرى مشعل أن المصالحة يجب أن تكون مع “فتح” الشرفاء، أما كلام عباس في خطابه فهو مجموعة من الأكاذيب وقلب الحقائق لامتصاص غضبة الشعب، وغدًا لن ينفعه نتنياهو ولا أمريكا، وستلاحقه لعنات شعبه، ومصيره لن يكون محمودًا أبدًا”.