السبت 10/مايو/2025

عمال الضفة.. بين قتيل وجريح ومُهرَّب في كونتينر تبريد سعيًا إلى إشباع أطفالهم

عمال الضفة.. بين قتيل وجريح ومُهرَّب في كونتينر تبريد سعيًا إلى إشباع أطفالهم

هزَّ قبل أيام خبر استشهاد خمسة من العمال وجرح 15 آخرين؛ بعضهم جراحه خطيرة، مشاعر أهالي الضفة الغربية ومختلف شرائح المجتمع الفلسطيني.

ولم تتوقف مأساة العمال عند هذا الحد، بل تم اعتقال 70 عاملاً آخرين داخل “كونتينر” للتبريد أثناء محاولتهم دخول الأراضي المحتلة عام 48 للعمل وتحصيل لقمة خبز أطفالهم في ظل عدم توفر فرص عمل في الضفة؛ ما ركم مآسيَ الضفة الغربية الصابرة من سحب “تقرير غولدستون” إلى محاولات تقسيم الأقصى.

عمالة أو الموت جوعًا

العامل عمر حمدان “أبو شادي” (من رام الله) يقول: “إن أوضاع العمال الفلسطينيين لا تطاق، خاصة داخل الخط الأخضر؛ يحملون أرواحهم على أكفهم وهم في طريقهم إلى العمل؛ لملاحقتهم من قِبَل الشرطة وما يسمَّى “حرس الحدود”، وعدم المبالاة بهم من الجانب “الإسرائيلي” وعدم توفر شروط السلامة والصحة المهنية في أماكن العمل”.

وعن حادثة استشهاد خمسة عمال وجرح أكثر 15 آخرين قال: “المسؤول عن حادث مقتل العمال هو الاحتلال؛ لأنه لا يسمح بالعمل داخل الأراضي المحتلة عام 48، ويمنع تزويد العمال بالتصاريح إلا من ارتبط بمخابرات العدو وصار جاسوسًا له في بعض الحالات، وهو ما يرفضه العمال، ويضطرون إلى الفرار من الشرطة خشية سجنهم وتغريمهم غرامات لا يقدرون على دفعها”.

النقابات تتحرَّك

بدوره -ومن خلال بيانٍ وزِّع على وسائل الإعلام- طالب شاهر سعد الأمين العام لـ”الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين” دول العالم بالوقوف بجانب الاتحاد لملاحقة “إسرائيل”؛ لارتكابها جرائم بحق العمال الفلسطينيين؛ كان آخرها استشهاد خمسة عمال وإصابة ما لا يقل عن 15 آخرين في منطقة القدس بعد تعرُّضهم للملاحقة من قبل قوات الاحتلال”.

وبيَّن سعد أن “هذه الحوادث تتكرر يوميًّا حتى وصلت أعداد الشهداء من العمال منذ شهر أيار (مايو) الماضي وحتى تشرين أول (أكتوبر) الجاري، إلى ما يزيد عن 25 عاملاً وأكثر من 120 جريحًا، عدا مئات العمال الذين يتم اعتقالهم بشكل شبه يوميٍّ من قِبَل شرطة الاحتلال وهم في طريقهم إلى عملهم أو حتى داخل (إسرائيل)”.

تقارير عمالية

وعن شدة المخاطر التي يتعرَّض لها العمال خلال رحلة البحث عن لقمة خبز قد تكون مغمسة بالدم أو ملونة بلون الكفن؛ يقول العامل صدقي محمود (من مخيم جنين): “الموت أرحم من رؤية طفلك يطلب حاجة أو لعبة أو شطيرة للمدرسة وأنت لا تستطيع أن تلبِّي طلبه، أو إذا احتاج علبة دواء بخمسين شيقلاً لا تستطيع أن تشتريَها”.

وفي تقريرٍ عماليٍّ لاتحاد العمال أشار إلى أن “نسبة العاملين في الأراضي الفلسطينية من إجمالي المشاركين في القوى العاملة وصلت إلى 76.4%؛ منهم 7.9% يصنفون عمالة محدودة (بطالة مقنعة)؛ حيث إن سوق العمل في فلسطين يشهد ركودًا خطيرًا؛ فقد وصلت نسبة العاطلين عن العمل من بين المشاركين في القوى العاملة خلال السنوات الماضية إلى 23.6%، أي أكثر من خُمس المشاركين في القوى العاملة، بواقع 18.6%.

وأوضح التقرير أن “نسبة البطالة بين النساء المشاركات في القوى العاملة وصلت إلى 20.5% مقابل 24.2% بين الرجال؛ حيث قدِّر عدد العاطلين عن العمل حسب الإحصائيات المتوفرة لدى الاتحاد بحوالي 206 آلاف شخص، بواقع 113 ألفًا في الضفة الغربية و93 ألفًا في قطاع غزة”.

العمل اللائق!

وعن احتفال العالم بـ”يوم العمل اللائق” يقول عامل البناء طالب أبو حسن (من مخيم عسكر شرق نابلس) لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “أي عمل لائق هذا وأي احتفال؟!.. أي شغل بيتيسر بنشتغله، ما في فرق، ونتحمَّل الإهانات من أجل أطفالنا على الحواجز، ولا يوجد عمل لائق، بل بهدلة وقلة قيمة وهدر كرامة من المشغل أو من الشرطة التي تضربنا وتبهدلنا إذا قبضت علينا”.

يقول العامل صبحي عبد الله (من مخيم الفوار بالخيل): “نشكر كل المؤسَّسات الحقوقية والنقابات التي تساعدنا، ولكنها لا تكفي، ولا نريد شجبًا ولا استنكارًا ولا احتفالات، نريد فرص عمل، وأن يتم الضغط على السلطة لتوفير فرص عمل حقيقية لا فرص بطالة مقنعة يومًا أو يومين أو أسبوعًا لا تغني ولا تسمن من جوع”.

وهكذا تعيش الضفة الغربية حالة من زيادة البطالة وعدم توفر فرض عمل للعمال، وهو ما يعرِّض حياة مواطنيها للخطر الشديد والموت المحقق؛ فعمال الضفة الأبطال البواسل بين مطرقة العمالة والارتباط مع الاحتلال للحصول على فرصة عمل وسندان الموت، كما حصل قبل أيام من مقتل العمال الخمسة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات