السبت 10/مايو/2025

الشارع الفلسطيني تعليقًا على خطاب عباس: ليته سكت!!

الشارع الفلسطيني تعليقًا على خطاب عباس: ليته سكت!!

لم يكن خطاب محمود عباس مقنعًا للشارع الفلسطيني، وعبَّر كثير من المواطنين عن سخطهم لهذا الخطاب الذي يأتي استعلائيًّا ومليئًا بالتناقضات، ولم يقدم تفسيراتٍ واضحةً لفضيحة “تقرير غولدستون”، بل أمعن في الإصرار على الخطأ، وقال كثير من المواطنين: ليته لم يتكلم ما دام خطابه على هذه الشاكلة!!.

خطاب يعبر عن أزمة

وفي رصد لبعض تعليقات المواطنين وآرائهم حول خطاب عباس الليلة الماضية، قال المواطن شاكر عواد: لم يقدم عباس في خطابه أي تفسير حول القضايا المثارة؛ ليس فقط “تقرير غولدستون”، بل حتى المفاوضات مع الاحتلال، والقدس والمصالحة، فلا يوجد في خطابه أي موقف سياسي معتبر.
وأضاف: كان الخطاب قصيرًا ومقتضبًا، مقارنةً بمدة خطاباته السابقة؛ ما يشير إلى أنه كان مجرد ظهور، كما أنه يعبِّر عن عمق الأزمة التي تمر بها قيادة السلطة في رام الله.
وأعرب عواد عن تخوفه على الحالة الفلسطينية بعد هذا الخطاب، قائلاً: يبدو أننا نسير نحو المجهول.. هم في وادٍ والناس في وادٍ آخر.. لقد ضاعت القضية الفلسطينية بسبب هذا النمط الفردي للقيادة.
وأكد عواد أن سيناريو التنصُّل من جريمة غولدستون لم يكن موفقًا، بل على العكس تمامًا، كان دليل إدانة واعترافًا مباشرًا وإصرارًا على الخطأ.

غير مقنع على الإطلاق

ويرى المواطن سالم خليلية أن الخطاب لم يكن مقنعًا على الإطلاق.. إنه أسوأ خطاب لمحمود عباس أسمعه في حياتي، فهو يعبِّر عن ضعف وقلة حيلة وعدم ترتيب، وأضاف: من تابع الخطاب بدقة يلاحظ أن عباس كان يريد أن يقول ما قال بسرعة ويهرب من وجه الكاميرا.. أنا أجزم أنه غير مقتنع بما قال.
وقال خليلية: عباس ومن حوله لم يتوقعوا أن تكون ردة الفعل على “تقرير غولدستون” بهذه الحدة؛ لذلك لم يحضِّروا أنفسهم جيدًا لمواجهة الشارع في كل أنحاء العالم.. لقد كال عباس الاتهامات يمنة ويسرة، وناقض نفسه أكثر من مرة.
وأضاف خليلية: من يدقق في خطاب عباس يلاحظ أنه لم يقل إنه لم تكن هناك أغلبية في “مجلس حقوق الإنسان” لتمرير القرار، بل ركَّز على أن دولاً مهمةً أو كبرى كانت ستعارض القرار، علمًا أن التصويت في “مجلس حقوق الإنسان” يتم بالأغلبية، والكبير والصغير فيه سواء؛ لذلك فهو اعترافٌ ضمنيٌّ من عباس أن سحب التقرير ليس بسبب عدم توفر أغلبية، بل لإرضاء قوى كبرى.

لماذا يطالب بجلسة استثنائية؟

وتساءل المواطن قاسم البطراوي: لماذا طلب عباس من سفيره في جنيف أن يطالب بعقد جلسة استثنائية لمجلس حقوق الإنسان، وفي نفس الوقت يقول في خطابه: لقد سحبنا التقرير من أجل حشد مزيد من التأييد من الدول الأعضاء، وما الذي سيختلف في عشرة أيام؟! فهذا يؤكد أن مسألة التأييد أو عدمه ليست هي السبب في سحب التقرير؛ بل هي مجرد حجة واهية ظهر زيفها!.

وأضاف: تحدث عباس عن المكاشفة والمصارحة التي يقول إنه عوَّد شعبه عليها، ولكننا لم نشهد هذه المصارحة في أيِّ من القضايا الملحَّة التي طرحها.. كان كمن يقرأ نشرة أخبار موجزة.. نريد أن نعرف ماذا سيفعل حيال استمرار “الاستيطان”؟ ما التحركات التي قام بها حيال أحداث الأقصى الأخيرة؟! ما السقف الزمني المطلوب من الشعب الفلسطيني أن ينتظره حتى يحكم على توجهات أوباما؟ أين وصل ملف المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام؟!

ويشير البطراوي إلى أنه لم تمر فترة تكون فيها القيادة منسلخةً عن الشعب مثل هذه الفترة، وهذا شيء محزن للغاية، نحن لا نريد ذلك لهم؛ لأن النتائج كارثية على الجميع، ولكنهم مصمِّمون على الاستهتار بالجمهور وقواه حتى النهاية مقابل مشروع مفاوضات لأجل المفاوضات.
ويلاحظ المتابع لردود أفعال المواطنين صباح اليوم أن حالةً من عدم الرضى والسخط تسود الأجواء، يضاف إليها حالة من التلعثم لدى أنصار حركة “فتح” وكوادرها الذين لا يملكون إجابةً يقدمونها للمواطنين حول هذه الجريمة سوى محاولات إثارة النعرات بين المواطنين، وتقزيم قضية “تقرير غولدستون” في سياق الصراع مع حركة “حماس” دون تقديم رؤية منطقية للوقائع.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات