السبت 10/مايو/2025

بادرة العشرين تنعش آمال الفلسطينيين في تحقيق صفقة تبادل مشرفة

بادرة العشرين تنعش آمال الفلسطينيين في تحقيق صفقة تبادل مشرفة

سرى خبر الإفراج عن الأسيرات العشرين مقابل شريط لمدة دقيقة واحدة للجندي الأسير غلعاد شاليط كالنار في الهشيم في أوساط الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين رأوا في رمزية التبادل قدرة رائعة على الثبات وفرض الشروط على المحتل في ظل حالة تفريط كاملة من قِبَل المفاوض الفلسطيني الذي لم يُجِد استخدام أوراق الضغط لديه، فضيَّع القضية.

وأحيت هذه البادرة آمال المواطنين في تحقيق صفقة تبادل مشرفة يفرج من خلالها أصحاب الأحكام العالية ممن ألقاهم المفاوض الفلسطيني خلف ظهره لعقدين.

لكل شيء ثمن

يقول المواطن خالد صوافطة: “ما يلفت إعجابي في مجريات التفاوض حول صفقة التبادل حول شاليط هو إجادة استخدام أوراق الضغط من قِبَل حركة “حماس”؛ فلكل شيء ثمن، ولقد أذاقتهم “حماس” من نفس الكأس الذي سقَوا منه المفاوض الفلسطيني طوال 15 عامًا”.

ويضيف: “قال شامير حين ذهب إلى مؤتمر مدريد: سأفاوض الفلسطينيين 20 عامًا ولن أعطيَهم شيئًا، واليوم تدخل المفاوضات حول شاليط عامها الرابع حتى تمكن الصهاينة من الحصول على شريط مدته دقيقة لشاليط، وبثمن”.

ويشير المواطن صالح العاصي إلى أن “الصبر الذي تحلَّت به حركة “حماس” وما أظهرته من جَلدٍ في هذه القضية يعطي نموذجًا رائعًا لمواصفات المفاوض الفلسطيني المطلوب؛ فطوال عقدين ونحن نتمنى أن نسمع كلمة “لا” أو موقف ممانعة من قِبَل جماعة “أوسلو”، وللأسف حتى عندما قال محمود عباس: لن أشارك نتنياهو في أية مفاوضات طالما لم يجمد “الاستيطان”، سقط في أول امتحان حين اجتمع معه في واشنطن”.

وأضاف العاصي: “من لا يملك أوراقًا يفاوض عليها فلا جدوى من مفاوضاته؛ لذلك ستتمكن المقاومة في نهاية المطاف من فرض شروطها على المحتل”.

نظرة وحدوية

وعبَّرت السيدة ولاء راضي عن تقديرها البالغ لإصرار حركة “حماس” على أن تكون الأسيرات المفرج عنهن من مختلف الفصائل، في إشارةٍ وحدويةٍ رغم الانقسام؛ فقد أصرَّت “حماس” على أن يكون من بين الأسيرات معتقلات من حركة “فتح” رغم ما تقوم به “فتح” من ممارسات بحق “حماس” في الضفة الغربية، ورغم ما تقوم به من تمييز في التحويلات المالية ضد الأسرى من “حماس” و”الجهاد الإسلامي”.

وتضيف: “كل عمليات الإفراج التي قادها محمود عباس خلت من معتقلين من حركة “حماس”، وكان الكيان الصهيوني يتبجَّح بأنه سيفرج عن أسرى من حركة “فتح” فقط، ولم يحرِّك المفاوض الفلسطيني ساكنًا ولم يُبْدِ نوعًا من الرفض، أما اليوم فتقول “حماس” إنها لجميع الناس ولكل المناضلين أيًّا كانت انتماءاتهم، خاصة أن “حماس” تصر على الإفراج عن جميع المعتقلين القدامى، وكثير منهم ليسوا من “حماس”.

بارقة أمل

ويعتبر المواطن صوافطة أن هذه البادرة أحيت لديه الآمال في إمكانية تحقيق صفقة تبادل أسرى قريبة يتم من خلالها الإفراج عن أصحاب المؤبدات ومن قضوا عقودًا في سجون الاحتلال، وليس لهم أمل في الإفراج إلا من خلال هذه الصفقة.

وأضاف: “أتمنى أن يكون الخبر القادم هو إتمام الصفقة بشكلها النهائي بعد أربع سنوات مارس خلالها الاحتلال أقسى أنواع القهر والضغط على المقاومة في قطاع غزة حتى تتنازل عن شروطها، ولكنها صمدت حتى النهاية”.

ويرى المواطن العاصي أن المقاومة استطاعت من خلال أسلوب تفاوضها أن تكسر كثيرًا من المحرَّمات في العقلية الصهيونية؛ فالصهاينة وافقوا في صفقة شاليط على مبدأ الإفراج عن أشخاص تسميهم “أصحاب أيادٍ ملطخة بدماء يهود”، كما أنها وافقت على مبدأ التفاوض من طرف فلسطيني حول صفقة تبادل أسرى من داخل الأرض المحتلة، وهو مبدأ كانت ترفضه في السابق.

وتعتبر المواطنة راضي أن الثبات على المواقف هو الطريق إلى تحقيق اختراقات في التفاوض مع هذا المحتل، وأن مربع المقاومة هو القادر في نهاية المطاف على أن يجبر الصهاينة على التنازل.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات