عاجل

الإثنين 01/يوليو/2024

تلقينا وعودًا صادقة من حكومات ومؤسسات وجمعيات بدعم إعمار غزة

تلقينا وعودًا صادقة من حكومات ومؤسسات وجمعيات بدعم إعمار غزة

أكد وزير الإسكان والأشغال العامة المهندس يوسف المنسي وجود وعود صادقة من قبل حكومات ومؤسسات وجمعيات خيرية بدعم إعمار غزة، وهم ينتظرون فتح المعابر لإدخال مواد البناء.

وأشار المنسي، في حوارٍ خاصٍّ أجراه معه المكتب الإعلامي لحركة “حماس” شرق غزة عقب عودته من جولة خارجية استمرَّت عدة أسابيع؛ إلى وجود معلومات مؤكدة بأن تركيا رفضت تسليم “حكومة” فياض منحة الأموال لإعادة إعمار؛ غزة لأنها بعيدة عن الواقع.

ودعا المنسي جمهورية مصر العربية إلى فتح معبر رفح الدولي، وعدم الارتهان بالإملاءات الأمريكية والصهيونية، مبينًا أن فتحه سيعود بالخير الكثير على مصر؛ لأن التجارة التي ستمر من خلاله ستكون لها فائدة كبيرة على الاقتصاد المصري.

وأضاف: “إننا نوافق على مشاركة أية دولة أو مؤسسة في الإعمار؛ فنحن لا نريد مالاً.. هم يأتون بالمواد ونحن نقوم بالتنسيق لهم حسب الضوابط الوطنية التي تضمن عدم تعدي حقوق الغير والأراضي الحكومية”.

وأوضح الوزير المنسي أن الحكومة تسعى إلى توفير إمكانيات مالية جديدة وبرامج تشغيلية لسكان غزة، خاصة متضرري الحرب.

فيما يلي نص الحوار

* حدثنا عن جولتكم الخارجية الأخيرة وما تمخض عنها.

** زيارتي الأولى كانت إلى جمهورية مصر العربية بناءً على دعوة من “الرابطة الإسلامية لخريجي جامعة الأزهر”، هذه الرابطة تجمع خريجي الجامعة الذين أصبحوا في بلدانهم من أصحاب القرار ولهم علاقة بمواقع قيادية وريادية.

وخلال زيارتي وصلتني دعوة رسمية لحضور مؤتمر “الأزهر وحوار الغرب.. ضوابط وحدود”، وهي خاصة بسلسة حوارات الأديان، وقد حرصت على حضور المؤتمر بصفتي وزيرًا في الحكومة الفلسطينية الشرعية.

وكانت لي مداخلتان في المؤتمر حول الواقع الفلسطيني؛ فلقد كانوا يتحدثون عن تلطيف الأجواء الشعبية والرؤية العامة في التوفيق بين الشرق المسلم والغرب المسيحي وتهيئة الظروف للحوار السياسي والحوار بين الأديان؛ فهذا يحتاج إلي أرضية مناسبة حسب ضوابط وحدود، وحول هذا الموضوع كانت مداخلتي، وأكدت أن من أهم الضوابط إزالة الظلم الواقع علي الشعب الفلسطيني وإعادة الحقوق إلى أصحابها.

* هل كان من بين الحضور شخصيات غربية؟

** نعم.. كان هناك عدد من الشخصيات الغربية والأجنبية، خاصة أن خريجي الأزهر من كل مكان في العالم، وكان هناك عدد كبير من القساوسة وقيادات سياسية من أصحاب القرار في بريطانيا وفرنسا وأمريكا.

كما أنني في مداخلتي تحدثت عن أن الغرب هو الذي صنع “إسرائيل”، وهو الذي يحاصرنا الآن تحت اسم الديمقراطية؛ فالديمقراطية التي دعوا إليها حينما أظهرت فوز الطرف الذي لا يرغبونه حاصرونا.

من جانب آخر قلت إنه في أية كارثة أو حرب تقوم دول العالم بدعم الشعب المظلوم إلا في حالة حرب غزة؛ حيث اشتد الحصار الظالم أكثر من ذي قبل، وهذه المداخلة كانت لافتة للانتباه، وتفاعل معها كل الحضور وصفقوا بحرارة كبيرة وشاركوا بمداخلات مشابهة لمداخلتي؛ مما قوَّى موقفنا أكثر.

وبعد مصر انتقلت إلى سورية في زيارة عمل مع بعض الإخوة، وكان من المخطط أن تستمر الزيارة خمسة أيام فقط، ناقشنا من خلالها خطة عمل إعادة إعمار قطاع غزة وأطلعناهم علي بعض القضايا المهمة.

وقد حاولت العودة لكن الجانب المصري أعاق عودتي لأسباب غير واضحة من جهته، واضطررت إلى المكوث في سورية من خمسة أيام إلى 37 يومًا دون إبداء أي أسباب لتأخير عودتي.

وخلال هذه الفترة زرت مخيمات اللاجئين، وشرحنا للسكان الأوضاع في غزة منذ فوز “حماس” في الانتخابات، وأحداث الحرب الأخيرة على غزة، وتحدثنا عن معوقات إعادة إعمار غزة، وفي كل لقاء كان حضور لافت لجميع قيادات فصائل الممانعة وشخصيات عربية.

وكان من اللافت تفاعل الناس وتعطشهم إلى معرفة الحقيقة من أهل غزة الذين عايشوا هذه الأحداث، وخاصة أنني كنت أتحدث من موقع قيادي كوزيرٍ لشعب الفلسطيني، وقد قدمت أحد أبنائي شهيدًا في الحرب، فكان الحاضرون يستفسرون بواقعية عن حياة المجاهدين والاستشهاديين، خاصة أنهم كانوا يسمعون من وسائل إعلام غربية أن الاستشهاديين “انتحاريون يائسون من الحياة”، فكان ابني الشهيد أمير رحمة الله عليه نموذجًا من النماذج؛ حيث كنت أصطحب معي فيلمًا وثائقيًّا قصيرًا عن حياته، وقد عرضت هذا الفيلم أمامهم لتعديل الصورة لديهم، وخاصة أن ابني كان معيدًا في الكلية ومتزوجًا ولديه منزل وكل أمور الحياة موجودة لديه، ومع ذلك اختار طريق الجهاد والاستشهاد، وحتى كانت وصيته في بدايتها يقول فيها: “اللهم إني بعت نفسي لديك فتقبلها”، وهذا توفيق من الله عز وجل جعلني أستطيع تعديل الصورة المشوَّهة عن المجاهدين التي كانت تصلهم من وسائل إعلام غربية.

* من خلال زيارتكم الأخيرة وزيارتكم السابقة.. كيف تقيِّم العلاقات الخارجية للحكومة؟

** قبل الإجابة سأعرِّج على نقطة بأننا كنا نتواصل مع الإخوة الذين أقاموا علاقات مع الدول العربية، وقد استفدنا من هذه العلاقات وتحدثنا عن موضوع الحصار وإعادة الإعمار؛ فحقيقةً.. هناك وعود صادقة من عدد من المؤسسات والجمعيات الخيرية وحتى بعض الحكومات بدعم إعمار غزة، كما هو الحال في تركيا حينما خصصت 500 مليون دولار لإعمار غزة.

وحسب المعلومات لدينا فإن تركيا رفضت تسليم “حكومة” فياض الأموال؛ لأنها بعيدة عن الواقع، والعقبة الرئيسة أمامنا في وصول هذه الأموال هو الحصار، وأنا أكرر أننا لا نريد أموالاً فقط وإنما نريد مواد بناءٍ وأسمنتًا وحديدًا وغيرها من اللوازم؛ فجميع المؤسسات تترقب رفع الحصار حتى تتمكن من المساهمة في إعادة إعمار غزة؛ فالمشكلة هي في المعابر والحدود والحصار الظالم.

أما بخصوص العلاقات الخارجية، فلو تحدثنا عن الحكومات نجد أن هناك تفهمًا للواقع الفلسطيني عند كثير من الحكومات، ولكنها تنتظر رفع الحصار؛ فيوم أن يرفع الحصار وتفتح المعابر ستجد حراكًا شعبيًّا وسياسيًّا في دعم القضية الفلسطينية؛ فالعقبة الرئيسة هي الحصار؛ لذلك أتوجَّه إلى جمهورية مصر العربية أن تبذل قصارى جهدها في فتح معبر رفح الدولي؛ هذا المعبر المصري الفلسطيني.
وأقول لهم: كفى للقبول بالإملاءات الأمريكية والصهيونية في إغلاق هذا المعبر، وأيضًا لو فتحت مصر معبر رفح فهو خير كثير لكم؛ لأن التجارة التي ستمر من خلاله ستكون لها فائدة كبيرة لمصر من خلال التعامل التجاري.

* “كتلة التغيير والإصلاح” اقترحت تشكيل لجنة عربية محايدة لإعمار غزة، فهل الحكومة توافق على أن تقوم كل مؤسسة بإعمار ما تريد إعماره؟

** نعم.. نحن أيدنا هذا الاقتراح، وهو معلن، ولكن وفق ضوابط، وقلنا إن أية دولة أو مؤسسة تريد أن تشارك في الإعمار فلتشارك؛ فنحن لا نريد مالاً.. هم يأتون بالمواد، ونحن نقوم بالتنسيق لهم حسب الضوابط الوطنية التي تضمن عدم تعدي حقوق الغير والأراضي الحكومية؛ لأن من مسؤولية الحكومة تحديد حدود الأرض وإعطاء الرخص وتحديد وسائل النقل وأن نوفر لهم الأمن؛ فمن أجل هذه الضوابط لا بد أن يكون لهم جهة تنسيقية في غزة، وهي الحكومة الشرعية؛ لأنها هي المشرف الوحيد على قطاع غزة.

فنحن في وزارة الأشغال وضعنا خطة واضحة بعد الأسبوع الأول من الحرب ونشرناها على موقع الوزارة، وقد تلقينا اتصالات عديدة من المؤسسات والجهات الداعمة لإعادة إعمار قطاع غزة.

* إجمالي الخسائر الناتجة من الحرب في قطاع غزة حتى الآن.

** التقدير النهائي للخسائر هو ملياران و215 مليون دولار، وهذه التقديرات قابلة للزيادة والنقصان حسب أسعار المواد في السوق، وتشمل الخسائر المنظورة وغير المنظورة.

* المواطن قبل الحرب وأثناءها وبعدها يعاني من الحصار والحكومة قدمت إليهم منحة مالية.. فماذا ستقدمون لهم، خاصة أن فصل الشتاء بات على الأبواب؟

** قبل الحرب عملنا على توفير برنامج خاص للمواطنين، وهو عبارة عن تشغيل مؤقت لهم، وبعد الحرب وفرنا برنامج الإيواء العاجل لكل من فقد بيته وأثاثه؛ حيث قدمنا خمسة آلاف دولار إلى كل صاحب بيت تدمر، واعتبرناها مساعدة سريعة لإيواء المشردين لا للإعمار.

ثم ظهرت مشكلة جديدة، وهي الركام الكثير في المناطق السكنية، ومع ذلك قمنا بحراك في هذا الموضوع وطرحنا مناقصات، وقد قامت مؤسسات بدعم نفقات إزالة الركام لتسهيل مهمة إعادة الإعمار؛ فلا يمكن أن يكون هناك إعمار بدون إزالة الركام، خاصة أن هناك مناطق فقدت معالمها بالكامل، مثل عزبة عبد ربه والعطاطرة وغيرهما، كما أن هناك حدودًا للمناطق والأراضي أزيلت، وهذا يتطلب جهدًا كبيرًا من الحكومة لإعادة ترتيب المناطق والأراضي والشوارع.

* لكن هل لديكم برامج لتعزيز صمود المتضررين؟

** نحن نسعى بكل جهد إلى توفير إمكانيات مالية جديدة وبرامج تشغيلية، كما أننا في المرحلة القادمة نسعى إلى تقديم منحة جديدة، ولا يمكننا أن نَعِد بذلك؛ لأن الحصار علينا لا يزال مستمرًّا، ولكننا نعمل بجد، ونسأل الله أن ييسر لنا الأمور ونستطيع تقديم منحة جديدة.

* توني بلير في تصريح له قال: “لا يمكن إعمار غزة دون وحدة فلسطينية”، طبعًا وحدة على مقاس “الرباعية لدولية”، وها هي مساعي الحوار تتراجع، فماذا ستقدمون إلى المواطنين؟

** نحن نعلم أن الاحتلال بعد فشله في المعركة المباشرة مع المجاهدين في غزة حاول نقل المعركة إلى حرب الإعمار، وفي الساعات الأولى بعد وقف الحرب سمعنا عن الحديث عن الإعمار، ومن الواضح أن تأخير إعمار غزة مخططٌ من قبل الاحتلال وسلطة رام الله وجهات خارجية؛ لأنهم يظنون أنهم يستطيعون أن يحققوا أهدافًا سياسية عن طريق إعادة الإعمار لم يحققوها في الحرب المباشرة، فما لا يحققوه على ظهر دبابة يريدون أن يحققوه على ظهر الرافعة في إعادة الإعمار، وهذا أكدناه ونؤكده بصورة مستمرة؛ لأننا واثقون بأبناء شعبنا وجماهيرنا، خاصة أننا نزورهم ونتواصل معهم بشكل مستمر ونلمس فيهم الاستعداد للمزيد من الصمود بدون أن نقدم أي تنازل للاحتلال.

* يعني أنتم تعوِّلون على صبر المواطنين في

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات