السبت 10/مايو/2025

بركة: دعوة عباس إلى عقد المجلس الوطني مغامرة غير محسوبة النتائج ونسفٌ للحوار الو

بركة: دعوة عباس إلى عقد المجلس الوطني مغامرة غير محسوبة النتائج ونسفٌ للحوار الو

اعتبر المسؤول السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في لبنان علي بركة أن دعوة رئيس سلطة رام الله المنتهية ولايته محمود عباس إلى عقد جلسة طارئة للمجلس الوطني الفلسطيني في مدينة رام الله المحتلة؛ بمثابة نسفٍ للحوار الوطني الفلسطيني.

وفي حوارٍ خاصٍّ مع “المركز الفلسطيني للإعلام كشف بركة عن أن تحالف قوى المقاومة الفلسطيني في دمشق سيقوم بعدة فعاليات سياسية وشعبية بالتزامن مع الجلسة التي دعا إليها عباس في السادس والعشرين من الشهر الجاري.

وأوضح بركة أن تلك الدعوة بمثابة إعادة ترتيب “منظمة التحرير” بعيدًا عن الإجماع الفلسطيني؛ وذلك بهدف الاستئثار بالقرار الفلسطيني ومؤسَّسات الشعب الفلسطيني، واعتبر هذه الدعوة مغامرة غير محسوبة النتائج واستباقًا لنتائج الحوار والتفافًا على “اتفاق القاهرة” عام 2005.

وأشار بركة إلى أن القيادة المركزية لتحالف القوى الفلسطينية في دمشق اجتمعت وناقشت دعوة محمود عباس وسليم الزعنون المجلسَ الوطني إلى الانعقاد، واعتبرتها خطوة خطيرة تساهم في تعميق الانقسام في الساحة الفلسطينية، ومحاولة للإمساك بالقرار الفلسطيني تمهيدًا للذهاب إلى مفاوضات جديدة مع الكيان الصهيوني، وتوقيع اتفاقٍ جديدٍ معه يتم فيه النزول عن الحقوق الفلسطينية وترتيب الوضع في الضفة الغربية المحتلة بما يتلاءم مع الاحتلال والمشروع الأمريكي، وخاصة بقاء “المستوطنات” مقابل تبادل الأراضي، وشطب قضية اللاجئين وحق العودة لصالح قيام دولة فلسطينية على أراضي عام 67.

وأكد بركة أنه إذا انعقدت هذه الجلسة وتمَّ لمحمود عباس ما يريده منها فإن “منظمة التحرير الفلسطينية” ستعتبر غير ممثلة للشعب الفلسطيني، وأية خطوة ستقوم بها هي خطوة ناقصة وغير شرعية، وأي اتفاق توقعه لا يلزم الشعب، مشددًا على أن قضية المنظمة ليست شأنًا فتحاويًّا بل فلسطينيٌّ، وليس من حق عباس أو الزعنون أن يتصرَّفوا في مؤسَّسات الشعب الفلسطيني دون حصول توافق فلسطيني، لا سيما وأن هناك حوارًا في القاهرة.

فإلى نص الحوار:

* في أي إطار تضعون ما دعة رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس إلى عقد اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني؟

** نضعها في سياق سعي عباس إلى إعادة ترتيب “منظمة التحرير” بعيدًا عن الإجماع الفلسطيني؛ بهدف الاستئثار بالقرار الفلسطيني ومؤسَّسات الشعب الفلسطيني، ونرى في هذه الدعوة مغامرة غير محسوبة النتائج واستباقًا لنتائج الحوار، وهي بمثابة التفاف على “اتفاق القاهرة” عام 2005.

ونحن في حركة “حماس” وقوى المقاومة نرفض عقده، وندعو إلى إعادة تشكيل المجلس الوطني عبر الانتخابات حيث أمكن، ثم انتخابات للجنة التنفيذية للمنظمة تمثل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

* هل ثمة خطوات عملية تنوون القيام بها لمواجهة هذه الخطوة؟

** اجتمعت القيادة المركزية لتحالف القوى الفلسطينية في دمشق، وناقشت هذه الخطوة من سليم الزعنون ومحمود عباس، واعتبرتها خطوة خطيرة؛ لأنها تعمِّق الانقسام في الساحة الفلسطينية، ومحاولة للإمساك بالقرار الفلسطيني تمهيدًا للذهاب إلى مفاوضات جديدة مع الكيان الصهيوني، وتوقيع اتفاق جديد معه يتم فيه النزول عن الحقوق الفلسطينية وترتيب الوضع في الضفة الغربية المحتلة بما يتلاءم مع الاحتلال والمشروع الأمريكي، وخاصة بقاء “المستوطنات” مقابل تبادل الأراضي وشطب قضية اللاجئين وحق العودة لصالح قيام دولة فلسطينية على أراضي عام 67.

لذلك قررت القيادة المركزية لقوى التحالف؛ بما فيها حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” القيام بفعاليات وتحرُّكات سياسية وشعبية للتدليل على أن هناك فريقًا فلسطينيًّا كبيرًا يعارض هذه الخطوة الانقسامية التي ستحدث في رام الله يوم الأربعاء القادم (26-8)؛ من بينها عقد مؤتمرات شعبية في بيروت ودمشق وغزة بالتزامن مع جلسة المجلس الوطني في رام الله؛ لبحث أزمة “منظمة التحرير الفلسطينية”، وسنوجِّه دعوة إلى كافة أعضاء المجلس في الداخل والخارج لمقاطعة هذا المؤتمر؛ لأنه لن يأتيَ بالتوافق الفلسطيني، ولن يساعد على تحقيق المصالحة، وقد يكون هناك طرح لتشكيل قيادة جديدة لفصائل المقاومة، وسيُعلن موقف سياسي لرفض التنازلات التي يقدم عليها فريق عباس.

* ما مدى تأثير دعوة عباس في مستقبل الحوار الوطني الفلسطيني؟

** هذه الخطوة تنسف الحوار الوطني، ونحن في الحوار الوطني اتفقنا على ضرورة إعادة بناء “منظمة التحرير”، واتفقنا على تشكيل لجنة عليا من الأمناء العامِّين للفصائل، مهمتها إعادة بناء “منظمة التحرير الفلسطينية”.

عباس الآن يستبق الأمور، وهو يتحمَّل مسؤولية فشل الحوار الوطني الذي ترعاه القاهرة؛ لذلك سنبلغ الوفد المصري في دمشق بهذا الموقف ونطالبه بضرورة ضغط القاهرة على عباس لإيقاف هذه الخطوة.

* في حال تمَّ لعباس ما يريد في هذا الشأن.. ما نظرتكم لـ”منظمة التحرير الفلسطينية” مستقبلاً؟

** نحن سنؤكد أن هذه المنظمة لا تمثلنا ولا تمثل كل الشعب الفلسطيني، وأية خطوة ستقوم بها هي خطوة ناقصة وغير شرعية، وأي اتفاق توقعه لا يلزمنا؛ لأننا لا نثق بقيادة هذه المنظمة، وقضية المنظمة ليست شأنًا فتحاويًّا بل فلسطينيٌّ، وليس من حق عباس ولا الزعنون أن يتصرَّفا في مؤسِّسات الشعب الفلسطيني دون حصول توافقٍ فلسطينيٍّ، لا سيما وأن هناك حوارًا في القاهرة.

* بمعنى آخر.. هل ستبقى “منظمة التحرير الفلسطينية” في ظل ما يسعى إليه عباس ممثلاً وحيدًا للشعب الفلسطيني؟

** حتى الآن “منظمة التحرير” ليست ممثلاً وحيدًا للشعب الفلسطيني؛ لأنه ومنذ إنشاء “حماس” و”الجهاد الإسلامي” لم يتم إدخالهما في المنظمة.

هناك فريق فلسطيني كبير ظهرت شعبيته في الانتخابات التشريعية، وهو غير ممثل في المنظمة، ونحن نريد أن نحافظ على المنظمة لتمثل الجميع وأن نعيد بناءها حتى تقود النضال الفلسطيني والصراع مع العدو الصهيوني، وما قام به عباس من دعوة المجلس الوطني يؤشر على أن هناك نوايا لديه هو وجماعته لتقديم تنازلات جديدة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات