السبت 10/مايو/2025

وزير الأسرى: نجدد مطالبنا لآسري شاليط بالتمسك بشروطهم ونثمِّن الموقف الليبي من ت

وزير الأسرى: نجدد مطالبنا لآسري شاليط بالتمسك بشروطهم ونثمِّن الموقف الليبي من ت

جدَّد المستشار محمد فرج الغول وزير الأسرى والمحرَّرين في الحكومة الفلسطينية دعمَه موقف الفصائل الفلسطينية الآسرة للجندي الصهيوني جلعاد شاليط، مطالبًا إياها بضرورة التمسك بشروطها؛ من أجل إنجاز صفقة تبادل مشرفة يخرج بموجبها أسرانا من سجون الاحتلال معزَّزين مكرَّمين.

واستعرض الغول -في مقابلة صحفية خاصة مع “المركز الفلسطيني للإعلام”- الأوضاع المأساوية للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، مشيرًا إلى صعوبة الحياة المعيشية والصحيَّة للأسيرات الفلسطينيات والأسرى القدامى والمرضى، مطالبًا العالم كله بالوقوف إلى جانبهم ونصرتهم والعمل الجاد والفاعل من أجل الإفراج عنهم.

وثمَّن الوزير الغول موقف دولة ليبيا في الأمم المتحدة؛ التي رفضت تقريرًا للأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون” تجاهَلَ خلاله معاناة الأسيرات الفلسطينيات عندما تناول قضايا المرأة والأمن والسلام في العالم.

وأكد الغول أن الوزارة تتابع بقلق الشائعات التي تردَّدت مؤخرًا حول وجود مرض إنفلونزا الخنازير بين صفوف الأسرى الفلسطينيين، مبينًا أن المعلومات الأولية لدى الوزارة لا تشير إلى وجود هذا المرض بين الأسرى، ولكن الأمر ما زال خاضعً للتحقيق.

وفيما يلي نص المقابلة:

* تواردت بعض الأنباء عن إصابة عدد من الأسرى الفلسطينيين بمرض إنفلونزا الخنازير، كيف تردون على ذلك؟

** منذ أن تلقينا هذه الأخبار تابعنا الأمر فورًا وتواصلنا مع العديد من الجهات؛ منها الصليب الأحمر الدولي، وعقدنا لقاءً عاجلاً مع مدير البعثة الدولية للصليب في غزة، وقدمنا رسالةً نطالبهم بإرسال مندوبين إلى سجن “عوفر”؛ حيث وقعت المشكلة، وذلك من أجل الاطِّلاع على أوضاع الأسرى في السجن المذكور للاطمئنان عليهم؛ حيث وافانا مندوب الصليب بنتيجة زيارته إلى السجن بأن ما حدث في عوفر هو أعراض إنفلونزا عادية، ولكنها كانت حادة جدًّا، ولم تكن مرض إنفلونزا الخنازير، ولكنها انتشرت بسرعة بين الأسرى نتيجة استهتار إدارة السجن بصحة الأسرى والإهمال الطبي المتعمَّد الذي تمارسه تلك الإدارة بحق الأسرى، وأن الأسرى الذين أصيبوا يتماثلون للشفاء والأوضاع مستقرة في السجن.

ومن هنا نناشد المنظمات الطبية الدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، بتشكيل وفود طبية للتأكد من صحة الشائعات حول ظهور مرض إنفلونزا الخنازير بين الأسرى، وكذلك الاطِّلاع على أوضاع الأسرى الصحية في السجون، والتي تزداد قسوةً نتيجة الإهمال الطبي المتعمَّد لأكثر من 1600 حالة مرضية في سجون الاحتلال، بعضهم يعاني من أمراض خطيرة كالسرطان والقلب والجلطات والسكري والضغط والفشل الكلوي.

* انتقدت ليبيا مؤخرًا تقريرًا للأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون”، يتعلَّق بالمرأة وتحقيق السلام والأمن العالمي، كيف تعلِّقون على الموقف الليبي؟!

** تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كان تقريرًا غير منصف في كثير من جوانبه، وليبيا انتقدت هذا الموقف الأممي، ونحن بدورنا أصدرنا بيانًا ثمَّنَّا فيه موقف ليبيا؛ لأنه كان موقفًا مشرفًا؛ حيث انتقد تقرير الأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون” لتجاهله معاناة الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال، اللاتي يعانين الظروف الاعتقالية الصعبة والقاسية؛ لذلك كان موقف ليبيا موقفًا جريئًا، ونحن نعتزُّ بموقف نائب المندوب الليبي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير إبراهيم الدباشي، ونعتبر انتقاده للتقرير المذكور إنما يكشف حقيقة المؤسسات الدولية التي تجاهلت عن عمد جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وأسراه الذين يقبعون خلف القضبان، وهنا نعلن استغرابنا الشديد من تجاهل واقع الأسيرات المرير من قِبَل التقرير الأممي، لماذا لم يتناول التقرير الممارسات التعسفية الظالمة التي يمارسها الاحتلال بحق هؤلاء الأسيرات؟ ولماذا لم يتطرَّق إلى تعرُّضهن للتعذيب الجسدي والنفسي بشكل يخالف القانون الدولي؟! ونحن من خلالكم ندعو مندوبي الدول العربية في المؤسسات الدولية، وخاصةً الأمم المتحدة، إلى الاقتداء بالموقف الليبي في هذا الصدد، وبالتالي اتخاذ مواقف قوية، وندعوهم إلى تفعيل قضية الأسرى في المحافل الدولية، والكشف عن الظروف القاسية التي يعيشونها في سجون الاحتلال، والتي طالت كافة مناحي حياتهم، وكان من نتائجها حرمانهم من أبسط حقوقهم الأساسية التي كفلتها الأعراف السماوية وحتى الأرضية، كالحرمان من العلاج، وتعمُّد سياسة الإهمال الطبي، ومنع الأسرى من الزيارات، وغيرها العشرات من الانتهاكات الواضحة.

* بالحديث عن الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الصهيوني، كيف تصفون لنا وضعهن المعيشي والصحي وكيف تبينون معاناتهن؟

** دعني أوضح أن عدد الأسيرات في سجون الاحتلال بلغ 65 أسيرةً، منهن 3 أسيرات من قطاع غزة، وهن “وفاء البس” و”فاطمة سعد” (الزق) و”روضة سعد” (حبيب)، بينما يوجد 4 أسيرات من مدينة القدس المحتلة، وتتوزَّع بقية الأسيرات على محافظات الضفة الغربية المحتلة.

وهؤلاء الأسيرات يعشن معاناةً مستمرةً ومنظَّمةً، تقودها إدارة السجون الصهيونية، وتتمثل صور وأشكال هذه المعاناة مثلاً في منعهن من زيارة الأهل أو تبادل الرسائل مع الأهل، وحرمانهن من إدخال مستلزماتهن من الملابس والأحذية وشرائها من “كانتين” السجن بأسعار مضاعفة وعالية، واستمرار سياسة اقتحام الغرف في ساعات متأخرة من الليل، والعبث بالأغراض الخاصة بالأسيرات، واستخدام سياسة العزل الانفرادي، وفرض الغرامات المالية الباهظة على الأسيرات تحت حجج واهية وكاذبة، وبالمناسبة فإن الاحتلال يتعمَّد تنفيذ ذلك من أجل كسْر الروح المعنوية للأسيرة الفلسطينية وتحطيم نفسيتها، ولكنه فشل في ذلك.

أضف إلى تلك المعاناة انتهاجَ سياسة الإهمال الطبي المتعمَّد؛ حيث إن ثلث الأسيرات يعانين من الأمراض؛ بينهن حالات خطيرة، إضافةً إلى عدم وجود طبيبة نسائية مختصة لرعاية شؤون الأسيرات المريضات، فيما لا يتوفر العلاج داخل السجن سوى المسكنات؛ مما يضطر الأسيرات إلى اللجوء إلى الوصفات الطبية المتوفرة من الأعشاب وزيت الزيتون، كما يعاني عدد من الأسيرات من أمراض مزمنة قد تشكِّل خطرًا على حياتهن من جرَّاء سياسة الإهمال الطبي التي تتبعها إدارة مصلحة السجون بحقهن، فمثلاً الأسيرة “أمل فايز جمعة” من مخيم عسكر تعاني من سرطان في الرحم، وترفض سلطات الاحتلال الإفراج عنها، وكذلك الأسيرة نوال السعدي والتي تعاني من جلطة بقدمها من جرَّاء تعرضها للتعذيب، وترفض سلطات الاحتلال كذلك الإفراج عنها.

وهنا لابد من تقديم قادة الاحتلال الصهيوني للمحاكمة كمجرمي حرب؛ بسبب ارتكابهم انتهاكات صارخة بحق الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال، فمثلاً لو قلنا أن عددًا من الأسيرات أنجبن داخل السجون، وهؤلاء الأسيرات يعانين من ظروف صعبة عند عملية الولادة، فيتم نقلهن وهنَّ مكبلات للمستشفى ولا يُفكُّ القيد إلا لحظة الولادة، وبعضهن ولَدن وهنَّ مكبلات، وهذه نحن نعتبرها جريمةً حقيقيةً ضد الإنسانية، ولعل من أكثر القضايا المؤلمة -بالإضافة إلى ذلك- مكوث أصغر أسير في العالم في السجن حتى الآن، وهو الأسير الطفل يوسف الزق؛ الذي أنجبته أمه داخل السجن.

* كيف تصف لنا وضع الأسرى القدامى، سواء الفلسطينيون أو العرب؟! وما هي مطالبكم في هذا الخصوص؟!

** يبلغ عدد الأسرى القدامى 327 أسيرًا، بينهم 106 أسرى أمضَوا أكثر من 20 عامًا في سجون الاحتلال، و12 أمضوا ما يزيد عن ربع قرن، و3 أسرى أمضوا أكثر من 30 عامًا.

تصور أن هناك إنسانًا يعيش بعيدًا عن أهله وذويه لمدة 30 عامًا متواصلةً، هذه تعتبر وصمة عار على جبين العالم كله، وقبل أيام دخل الأسير “أكرم عبد العزيز منصور” (47 عامًا) عامه الثلاثين، وهو من سكان مدينة قلقيلية، وتمَّ اعتقاله بتاريخ (2-8-1979م) ويمضي حكمًا بالسجن لمدة 35 عامًا، وهذا الأسير الآن يعتبر ثالث أقدم أسير في العالم بعد الأسيرين “نائل صالح البرغوثي” المعتقل منذ (4-4-1978)، والأسير “فخري عصفور البرغوثي” المعتقل منذ 23-6-1978؛ حيث أمضيا أكثر من 31 عامًا في سجون الاحتلال.

ومعاناة هؤلاء معاناة قاسية؛ حيث إنهم من المفترض أن يكونوا قد حُرِّروا من السجون بعد اتفاق أوسلو؛ لأن هذا كان استحقاقًا، ولكن للأسف فإن العدو الصهيوني فوق كل القوانين ويضرب بهذه القوانين عرض الحائط، فمثلاً الأسير “أكرم منصور” توفي والده ووالدته وإحدى شقيقاته وهو داخل السجن، والاحتلال لم يسمح له بالمشاركة في بيوت عزائهم، والآن يعيش في حالة صحية سيئة؛ حيث بدأ يعاني من فقدان للوعي لأكثر من مرة في اليوم، كما يشكو من آلام في الرأس والأسنان وارتفاع في ضغط الدم، وفقدان سمع في أذنه اليسرى، ويحتاج إلى صورة مقطعية بشكل عاجل لمعرفة سبب فقدان الوعي الذي بدا ينتابه، إلا أن إدارة السجن ترفض معالجته أو حتى إجراء صورة له، فحياته في خطر!.

أضف إلى ذلك أن الأسير “حسن علي نمر سلمة” المعروف “بأبي علي سلمة (51 عامًا) من بيتونيا برام الله قد أنهى هو الآخر عامه الـ27 في سجون الاحتلال؛ حيث إنه معتقل منذ 8-8-1982، ويقضي حكمًا بالسجن مدى الحياة، وكذلك الأسير “إسرار مصطفى سمرين” (40 عامًا) من رام الله والمحكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة؛ حيث أنهى عامه الـ17 في سجون الاحتلال، ودخل في عامه الـ18؛ حيث اعتقل بتاريخ 4-8-1992، ومحروم من زيارة ذويه حتى من الدرجة الأولى، وبخاصةٍ أشقاؤه الشباب الذين لم يسمح لهم بزيارته منذ أكثر من 10 سنوات.

ولا ننسى أن نذكر إخواننا الأسرى العرب، فمثلاً الأسير السوري من هضبة الجولان بشر سليمان المقت (44 عامًا) دخل عامه الـ24 في سجون الاحتلال؛ حيث اعتقل في (12/8/1985)، ومحكوم بالسجن لمدة 27 عام،ا ويعتبر عميد الأسرى العرب بعد الإفراج عن الأسير اللبناني المحرر سمير القنطار.

وبالمناسبة فإننا نناشد من خلالكم المؤسسات الدولية بضرورة متابعة الملف الطبي للأسير بشر المقت الذي يعاني من المرض، ونطالب بالضغط على الاحتلال لإطلاق سراحه كما حدث مع الأسير السوري سيطان الولي، والذي قررت محكمة صهيونية إطلاق سراحه لخطورة وضعه الصحي.

نكرِّر مطالبتنا كلَّ العالم وإلى كل المؤسسات الدولية الرسمية والأهلية؛ بضرورة التحرك الفاعل والجاد من أجل وضع حدٍّ لهذه المعاناة المستمرة التي يعيشها الأسرى في سجون الاحتلال.

* بعض وسائل الإعلام تناقلت بعض الأخبار المتفرقة عن صفقة تبادل الأسرى وعن قضية الجندي الصهيوني الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط، ماذا تقولون بهذا الخصوص؟

** بخصوص شاليط نحن دعَونا أكثر من مرة الفصائل الفلسطينية الآسرة للجندي بضرورة التمسك بشروطها ومطالبها؛ لأننا نعتقد أن هذه المطالب عادلة، وناشدناهم كذلك

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات