السبت 10/مايو/2025

النائب البيتاوي: فيتو صهيوأمريكي على المصالحة.. وناكر وجود المعتقلين السياسيين ك

النائب البيتاوي: فيتو صهيوأمريكي على المصالحة.. وناكر وجود المعتقلين السياسيين ك

أكد الشيخ حامد البيتاوي النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني أن الاعتقالات السياسية مستمرَّة في الضفة الغربية منذ عامين، لافتًا إلى أن الأمر لا يقتصر على الاعتقال، بل هناك عمليات تعذيب ممنهجة داخل السجون.

وأوضح البيتاوي في مقابلةٍ مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أن مطالب حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بالإفراج عن معتقليها السياسيين مقابل السماح لأعضاء “فتح” في غزة بالمشاركة في مؤتمره هي مطالب واعية، ولكن “وللأسف الشديد.. الأجهزة الأمنية والسلطة الفلسطينية في رام الله لا تستجيب لمطالب حركة “حماس”؛ فهم يركبون رؤوسهم، ويصرون على عدم الاستجابة لتلك المطالب”.

وأكد أنه يقول أمام تهديدات قادة “فتح” التي توعَّدوا خلالها باستهداف قادة الحركة الإسلامية في الضفة الغربية “ما قال ربنا سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ﴾ (التوبة: 51)؛ فبعد كل تلك الممارسات لم يبقَ شيءٌ، ونؤكد أنه يجب الإفراج عن المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية”.

وشكك البيتاوي في فرص نجاح جهود المصالحة الفلسطينية؛ نتيجة وجود “فيتو” أمريكي صهيوني أمام تحقيق هذه المصالحة.

وبشأن مدينة القدس طالب البيتاوي، الذي يرأس “رابطة علماء فلسطين”، العالَمين العربي والإسلامي بالتحرُّك الجاد من أجل نصرة مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، موضحًا أن المدينة والمسجد يتعرَّضان لهجمةٍ يهوديةٍ شرسةٍ تستهدفهما بشكلٍ مباشرٍ.

 وقال: “منذ أن دُنست مدينة القدس المحتلة منذ العام 1948 وعام 1967م، وتهويدها مستمرٌّ ومتواصلٌ، وهذا التهويد يتمثل في العديد من الأمور؛ منها “الاستيطان” في القدس، وتفريغ سكانها الأصليين، وسحب هوياتهم، وحرمان المسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى، وتفريغ القدس من كل المؤسَّسات الفلسطينية، وتغيير معالم المدينة، وتغيير المناهج التعليمية فيها، ونشر الفاحشة والرذيلة والمخدرات، وفرض الضرائب، وغير ذلك من ممارسات”، محذرًا من مغبَّة الإقدام على أية خطوة حمقاء من قِبل الاحتلال، ومؤكدًا أن ذلك سيُواجَه بقوةٍ من الفلسطينيين والمسلمين.

ووجَّه البيتاوي في ختام المقابلة إلى كافة أبناء المقاومة الفلسطينية وإلى أبناء الحركة الإسلامية في الضفة الغربية، لا سيما أولئك الذين يقبعون خلف قضبان السلطة الفلسطينية رسالةً قال فيها: “نحن أيها الأحباب في مرحلة ابتلاءٍ، وإن الحركة الإسلامية عصية على الانكسار والاجتثاث؛ فمثلاً في مرحلة الإبعاد التي مارسها الاحتلال الصهيوني ضد قادة الجهاد والمقاومة أراد من ذلك إنهاء الحركة الإسلامية، ولكنها -ولله الحمد- عادت أقوى من قبل، وأؤكد لأبناء الحركة الإسلامية الذين يتعرَّضون للابتلاء والامتحان أنهم هم البنيان الذي ستقوم عليه الخلافة الإسلامية بإذن الله تعالى، وأذكرهم بقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ﴾ (المجادلة: 20)، فيا أحبابنا.. النصر قادم”.

وفيما يلي نص المقابلة:

* لا تزال “الأجهزة الأمنية” في الضفة الغربية تواصل هجمتها على أبناء المقاومة الفلسطينية وأبناء الحركة الإسلامية على وجه الخصوص، فتواصل هذه “الأجهزة” الاعتقالات السياسية دون أن تنظر إلى أي نداءٍ من أية جهة كانت.. في أي إطار يمكن اعتبار ذلك؟

** الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية المحتلة متواصلة منذ أكثر من عامين متواصلين، ولم تقف الأمور عند حدِّ الاعتقالات السياسية فقط، بل تطوَّرت حتى أصبحت سجون السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية مسالخ وصالات تعذيب واضطهاد.

وفي هذا الإطار لا ننسى من استشهد تحت هذا التعذيب الذي تمارسه تلك “الأجهزة”، ونحن نؤكد أن هذا استحقاقٌ تدفعه “أجهزة السلطة الأمنية” بناءً على أوامر من المخابرات المركزية ودايتون والصهاينة.

وهنا أشير إلى أقوال أحد الصحفيين البريطانيين الذي اعترف صراحةً وقال إن ما تقوم به السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ضد أبناء المقاومة وضد أبناء الحركة الإسلامية في الضفة الغربية يتمُّ بناءً على قرارات من الولايات المتحدة الأمريكية ودعمٍ من بريطانيا، وهذه المساعدات التي تقدَّم إلى تلك السلطة تدفع ثمنها غاليًا.

أما عن الذين يخرجون على شاشات التلفاز ويصرِّحون بعدم وجود معتقلين سياسيين في الضفة الغربية فدعني أقول إن هذا كله كذبٌ وافتراءٌ.. هناك المئات من المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية المطلوب الإفراج عنهم.

* كيف تعقبون على التهديدات التي يطلقها قادة “فتح” في الضفة الغربية التي توعَّدوا خلالها بأنهم سوف يستهدفون قادة الحركة الإسلامية في الضفة الغربية بحجة منع أعضائهم في غزة من السفر إلى الضفة للمشاركة في المؤتمر السادس؟

** نحن نرى أن مطالب حركة “حماس” مطالب واعية، وللأسف الشديد.. “الأجهزة الأمنية” والسلطة الفلسطينية في رام الله لا تستجيب لمطالب حركة “حماس”؛ فهم يركبون رؤوسهم، ويصرون على عدم الاستجابة لتلك المطالب.

أما بشأن التهديدات فنحن نقول ما قال ربنا سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ﴾ (التوبة: 51)؛ فبعد كل تلك الممارسات لم يبقَ شيءٌ، ونؤكد أنه يجب الإفراج عن المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية.

* يُعقد بين الحين والآخر جولات من الحوار الوطني الفلسطينية برعاية مصرية.. هل تعتقدون أن جولات الحوار هذه ستنجح؟

** أنا أشك في نجاح هذه الحوارات؛ وذلك لعدة أسباب؛ أبرزها أن هناك “فيتو” أمريكيًّا صهيونيًّا على المصالحة الفلسطينية، كما أن حركة “فتح” والسلطة الفلسطينية في رام الله غير جديَّتين ولا معنيَّتين بالمصالحة الفلسطينية ونجاحها مطلقًا، وإذا كانتا معنيَّتين بنجاح المصالحة فلماذا لا تقومان بالإفراج عن المئات من المعتقلين السياسيين من سجونهما؟!

وأنا شخصيًّا تعرَّضت يومًا لموقف مع “أجهزة السلطة”.. ذهبت لكي أحاورهم في إخراج ولدي من السجن؛ حيث اعتقل لديهم، فقلت لهم: “أطلقوا سراح ابني وأبناء الناس؛ لأن هناك أجواء مصالحة وكل شعبنا معنيٌّ بالمصالحة وإنجاح الحوار، فهيا أطلقوا سراحهم”، فقالوا لي بالحرف الواحد: “مين قال لك أننا نريد مصالحة؟!”، وهذه العبارة صادقة.. هم لا يريدون مصالحة؛ لأن تلك “الأجهزة” لها ارتباطات خارجية.

* كثرة مهرجانات الرقص والغناء في الضفة الغربية المحتلة برعاية سلطة المقاطعة.. كيف تنظرون إليها؟

** للأسف الشديد.. ذلك ليس جديًدا على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، ليس غريبًا أن تحضر فرق الأغاني الأجنبية والمحلية وتقيم المنكرات وتسهر الليالي، نحن نعوذ بالله من ذلك.

لا يليق بشعبٍ محتلٍّ أن يشرب الخمر وأن يسهر اللياليَ المليئة بالسيئات والآثام وقلة الحياء؛ فالسلطة الفلسطينية -للأسف الشديد- تشجِّع ذلك وتشجِّع مظاهر الانحلال؛ فعلى سبيل المثال تسمح لبيع الخمور بشكلٍ طبيعيٍّ.

نحن ضد هذه المظاهر البعيدة عن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، ونحن ضد هذه المهرجانات ونؤكد أن كل ذلك يتعارض مع الدين ومع المصلحة الوطنية.

* هل من رسالةٍ تودون إرسالها إلى كافة أبناء المقاومة الفلسطينية وإلى أبناء الحركة الإسلامية في الضفة الغربية تحديدًا، لا سيما أولئك الذين يقبعون خلف قضبان السلطة الفلسطينية؟

** نقول لهم: نحن أيها الأحباب في مرحلة ابتلاء، وإن الحركة الإسلامية عصية على الانكسار والاجتثاث؛ فمثلاً في مرحلة الإبعاد التي مارسها الاحتلال الصهيوني ضد قادة الجهاد والمقاومة، أراد من ذلك إنهاء الحركة الإسلامية، وظنَّ الاحتلال أنه سينجح في قلع الحركة، ولكنها -ولله الحمد- عادت أقوى من قبل، وأؤكد لأبناء الحركة الإسلامية الذين يتعرَّضون للابتلاء والامتحان أنهم البنيان التي سيقوم عليها الخلافة الإسلامية بإذن الله تعالى، ومن ثم فإن من يعادي الإسلام فحتمًا هو الخاسر، وأذكرهم بقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ﴾ (المجادلة: 20)، فيا أحبابنا.. النصر قادم.

* كيف تنظرون إلى ما يجري في القدس المحتلة؟ وما مسؤولية الأمة إزاء عمليات التهويد الجارية؟

** مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى يتعرَّضان لهجمةٍ يهوديةٍ شرسةٍ تستهدفهما بشكلٍ مباشرٍ، وهذه الحملة ليست جديدة؛ فمنذ أن دُنِّست مدينة القدس المحتلة منذ العام 1948 وعام 1967م، وتهويدها مستمرٌّ ومتواصلٌ، وهذا التهويد يتمثَّل في العديد من الأمور؛ فمثلاً “الاستيطان” في القدس، وتفريغ سكانها الأصليين وسحب هوياتهم، وحرمان الناس والمسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى، وتفريغ القدس من كل المؤسَّسات الفلسطينية وتغيير معالمها وتغيير المناهج التعليمية فيها، ونشر الفاحشة والرذيلة والمخدرات وفرض الضرائب وغير ذلك من ممارسات.

والأمة مطالبة بتحمُّل مسؤولياتها بالتحرُّك الجاد من أجل نصرة مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، والاحتلال عليه أن يعلم بشكلٍ واضحٍ أن الإقدام على أية خطوة حمقاء ناحية المساس بقبلة المسلمين الأولى ستُواجَه بقوةٍ من الفلسطينيين والمسلمين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات