الثلاثاء 13/مايو/2025

الطالبة خلود أبو عسكر.. صمود وتحدٍّ من وسط الركام

الطالبة خلود أبو عسكر.. صمود وتحدٍّ من وسط الركام
لم تتمالك الطالبة خلود أبو عسكر نفسها بمجرد علمها بحصولها على درجة الامتياز في امتحان الثانوية العامة؛ فخرَّت لله ساجدةً شاكرةً لنعمته عليها بالنجاح والتفوق، في ظل معاناة مرَّت بها أبو عسكر؛ ما بين نسف الاحتلال لمنزلها واستشهاد شقيقيْها وأحد أعمامها.
في منزل العائلة البديل تجمَّع الأهل والأصدقاء، وبدا اليوم استثنائيًّا لأفراد العائلة، الذين عايشوا أهوال “معركة الفرقان” لحظةً بلحظة، فيما كانت الطالبة خلود مبتهجةً لإدخال البسمة والفرحة على عائلتها.

تفوق رغم الصعاب

 
وقالت خلود الحاصلة على 90.3% في القسم العلمي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: بعد أن استعدت توازني إثر ما تعرَّضنا له من المعاناة التي فقدتُ فيها منزلي واثنين من أشقائي إلى جانب عمي؛ قرَّرت أن أُدخل البهجة على أهلي من خلال تحقيق التفوق”.
وصمتت لحظاتٍ وهي تتذكَّر يوم السادس من كانون ثان (يناير) الماضي، بما شهده من أحداث وأهوال، شكَّلت فارقًا مؤثرًا في مستقبلها ومستقبل عائلتها بأسره، وأضافت: “تلقَّينا من الاحتلال إنذارًا بإخلاء منزلنا في شارع الفاخورة شمال القطاع؛ تمهيدًا لقصفه، وما هي إلا دقائق حتى تحوَّل البيت إلى كومة من الحجارة، بعد أن احتضن مزيجًا من الذكريات الحلوة والمرة”.
وتابعت بقولها: “لجأنا إلى منزل مجاور في نفس المنطقة، ولم تكَد تمضي ساعات حتى اقترفتْ قوات الاحتلال مجزرة مدرسة الفاخورة عصر نفس اليوم؛ ليُستشهد شقيقاي خالد (19 عامًا) وعماد (14 عامًا)، إلى جانب عمي رأفت (30 عامًا)”.
ويشار إلى أن هؤلاء الشهداء لم يكونوا الأوائل في تاريخ العائلة المجاهدة، فقد سبق أن استُشهد عمِّ خلود أحمد أبو عسكر عام 2006م.

معاناة قادت إلى النجاح

ومثلما تعرضت منازل الكثير من المواطنين للتدمير؛ واجهت عائلة خلود نفس هذه المعاناة المتجددة، قبل أن يستقرَّ بهم المقام في منزل مؤقت لحين إعادة إعمار المنزل.

فتروي أبو عسكر بنبرة كلها تحدٍّ وقوة: “كل ذلك أدَّى إلى إرباك شديد لخططي الدراسية، وعشت في حالة تشتُّت وعدم توازن أكثر من شهر ونصف؛ ولكنني عزمت وسط هذه المعاناة والأحزان على أن أُدخل البسمة على والدي وأشقائي الأربعة الذين تبقَّوا، وكذلك على أعمامي وشقيقيَّ”.

ونجحت خلود بفضل الله ثم التجائها إليه، ومن ثمَّ مواظبتها وإصرارها على التفوق والنجاح، في ظل تشجيع من العائلة، في انتزاع التفوق الذي تعيش أجواء بهجته كلُّ العائلة ومحبيها.
وتنوي خلود دراسة الصحافة والإعلام؛ لتسهم في تسليط الضوء على معاناة شعبها، والتي عاشت فصولاً قاسيةً منها.

رسالة إرادة

والد خلود المجاهد، أحد القيادات المحلية لحركة “حماس” شمال القطاع، أشار إلى مشاعر السعادة والبهجة التي تعيشها الأسرة اليوم بتفوق الابنة خلود،

وقال: “هناك فرحة خاصة بعد ما مررنا به من استشهاد ابنيَّ وأخي وهدم منزلنا”، مؤكدًا أنه رغم البطش الذي لحق بالأسرة والشعب بأسره، إلا أن العلم سلاحٌ مهمٌّ في مواجهة الاحتلال الصهيوني.

من جانبها تقدمت كتلة “التغيير والإصلاح” في المجلس التشريعي الفلسطيني إلى آل أبو عسكر بالتهنئة؛ لتفوُّق الطالبة، رغم الظروف الاستثنائية التي مرَّت بها العائلة، من جرَّاء العدوان الصهيوني، من تدمير المنزل واستشهاد عدد من أفرادها.
وشدَّدت الكتلة على أن الطالبة خلود تحدَّت الصعاب، وضربت أروع نماذج التحدِّي والإصرار في النجاح، وهي نموذج للفتاة الفلسطينية التي تحمَّلت المشاقَّ والصعاب، وسطَّرت بمداد من نور أروعَ نماذج الصمود والتحدِّي والنجاح والتفوق؛ لتقهر بتفوقها العدو، وتنتصر عليه بصبرها وثباتها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات