دويك: الاحتلال يقوض المؤسسة التشريعية والمصالحة ضرورة لقيام التشريعي بمهامه

أكد الدكتور عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أن الاحتلال الصهيوني يهدف إلى تدمير المؤسَّسة التشريعية الفلسطينية باختطافه النواب وإمعانه في الاعتداء على النظام السياسي الفلسطيني وخياره الديمقراطي، مؤكدًا أن المصالحة الفلسطينية هي أول الملفات التي سيعمل على إنهائها.
وأضاف دويك أن “الخطوة الأهم في سبيل قيام المجلس التشريعي بمهامه والعودة إلى دوره الفعلي هي المصالحة والوحدة الفلسطينية، والعمل على رأب الصدع وإنهاء حالة الانقسام”، مشددًا على أنها أول الملفات التي سيبذل قصارى جهده لإنهائها.
وعبَّر دويك عن ألمه لبقاء النواب والوزراء في سجون الاحتلال الصهيوني، موضحًا أن غيابهم عن عملهم البرلماني كممثلين للشعب هي المرحلة الأصعب والأشد ألمًا في تجربة الأسْر التي يحيونها؛ وذلك أنهم ممنوعون من خدمة شعبهم وأمتهم التي انتخبوا لأجلها.
وحول الجوانب السياسية التي تقف وراء اختطاف النواب، شدد دويك على أن اختطاف النواب سياسي في المقام الأول، ولا مبرر أمنيًّا له على الإطلاق، وأضاف: “لقد كان النواب يتنقلون بحرية بين مدنهم ومدينة رام الله؛ حيث مقر المجلس التشريعي، دون أن يتعرَّض لهم أحد”.
وأكد أن الاحتلال يرمي من وراء ذلك إلى عدة أهداف سياسية يمكن استنتاجها؛ أولها التدخل في النظام السياسي الفلسطيني، وعرقلة حركته الطبيعية في التطور والنماء، وثانيها التدخل في عمل المجلس التشريعي محاولاً وقف دوره وثنيه عن أداء مهمته في خدمة القضايا البرلمانية على الساحة الفلسطينية، وآخرها تقديم رسالة قصيرة لكنها قاسية؛ مفادها: توقفوا عن خدمة شعبكم؛ فنحن لكم بالمرصاد، وسجوننا مفتوحة، ونملك من القيود والأصفاد ما يمكن أن نقيد به الشعب الفلسطيني كاملاً.
* ماذا يقول الدكتور عزيز دويك في الذكرى الثالثة لاختطاف نواب الشعب الفلسطيني؟
** في هذه الذكرى أقول ما يجب أن يقال: إن الظلم لا يزال قائمًا ومنذ ثلاثة سنوات مُمارَسًا بحق النواب، وهذا الاختطاف حلقة في سلسلة إمعان الاحتلال في الاعتداء على النظام السياسي الفلسطيني وخياره الديموقراطي، وتدمير المؤسسة التشريعية التي أنجزها الشعب من خلال معاناته وصراعه مع هذا المحتل.. هؤلاء النواب الذين لا ذنب لهم سوى أنهم دعاة على طريق حرية شعبهم وأمتهم، ولهذا يستمر اختطافهم ظلماً؛ لنعلم أن الاحتلال لم يسمع بالديموقراطية بعد.
وعليه فإنني أطالب القوى الحية في العالم وفي الأمة وأولئك الذين يتحدَّثون عن الديموقراطية ويتبنونها وأولئك المعنيين بحقوق الإنسان والمنادين بالحرية والمساواة بأن ينظروا إلى هذا الظلم والتعسف المتمثل في الاختطاف، وأدعو إلى ضرورة التحرك في سبيل الإفراج عنهم.
* برأيكم.. ما المطلوب الآن لإعادة تفعيل المجلس التشريعي؟
** المطلب الأول والأهم في هذا الاتجاه هو إنهاء الانقسام الفلسطيني بكل الجهد المستطاع، انطلاقًا من تحت قبة البرلمان الذي يضم عناصر فريدة ومتميزة من أبناء شعبنا بتوجهاته وألوانه السياسية المختلفة، والتي تعكس ألوان الطيف الفلسطيني الواحد.
وقد نذرت نفسي لهذه المهمة، مع علمي ويقيني أنها مهمة صعبة وشاقة، وتحتاج إلى مجهود كبير، لكن لا بد من وحدة الكلمة، وليعرف العالم أجمع أن هناك خطوطًا حمراء لا يمكن تجاوزها، وعليه فإننا، وقبل الحديث عن تشريعات، يجب أن نفرض الوحدة؛ لأننا بها نثبت للعالم أننا على قدر كل المسؤوليات التي تقع على كواهلنا.
* بعد معاينتكم تجربة الأسْر.. ما الجوانب الإنسانية والسياسية التي تقف سببًا وراء اختطاف ممثلي الشعب الفلسطيني من نواب ووزراء؟
والاحتلال من وراء ذلك يرمي إلى عدة أهداف سياسية يمكن استنتاجها من الواقع، مع أن أهداف الاحتلال لا يعلمها إلا هو فقط، لكنا من استنتاجات الواقع نجد أنه يهدف أولاً إلى التدخل في النظام السياسي الفلسطيني وعرقلة حركته الطبيعية في التطور والنماء، وثانيًا يهدف إلى التدخل في عمل المجلس التشريعي محاولاً وقف دوره وثنيه عن أداء مهمته في خدمة القضايا البرلمانية على الساحة الفلسطينية، وأخيرًا يقدم من خلال هذا الاختطاف رسالة قصيرة لكنها قاسية؛ يقول من خلالها: توقفوا عن خدمة شعبكم؛ فنحن لكم بالمرصاد، وسجوننا مفتوحة، ونملك من القيود والأصفاد ما يمكن أن نقيِّد به الشعب الفلسطيني كاملاً من خلال اختطاف هذه القيادة الرمزية والشرعية للشعب الفلسطيني.
* بعد التجربة القاسية التي عايشها النواب في المرحلة السابق..ة هل تعتقدون أن هناك ضمانات لحقوق النواب في حال أجريت انتخابات قادمة؟ وهل من الحكمة إجراء انتخابات دون ضمانات؟
** لا توجد ضمانات بألا يتدخل الاحتلال في نتائج أي انتخابات، ورسالة “إسرائيل” واضحة، وهي أنها تنوي التدخل في العمل التشريعي الفلسطيني حتى تحقق غايتها؛ لذلك فهناك ضرورة إلى عمل جادٍّ من أجل رفع يد الاحتلال عن التدخل في النظام السياسي الفلسطيني الداخلي.
وأنا أرى أنه ليس من الحكمة إجراء انتخابات بدون ضمانات دولية تحمي النواب؛ حتى لا نعود إلى نفس الحالة التي يعيشها النواب اليوم من اختطاف وتضييق عليهم وتعطيل لمهامهم.
* هل تعتقدون أن هناك فرصًا ومساعيَ جادةً إلى تحقيق مصالحة فلسطينية؟
** هناك معوقات، لكني عقدت النية على متابعة جهود المصالحة، وأنا أنطلق في ذلك من قوله تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقْ اللهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا﴾ (النسا: 35)، وفسَّر الفاروق الإصلاح على أنه نية الحكمين في الصلح، وحين تصدق نية الوسيط فإن إنجاز المصالحة يصبح ضمن المقدور والمستطاع، وهو ما نرجوه.
* مع الأحداث الخطيرة والمتسارعة الجارية على الساحة الفلسطينية.. كيف تقيِّمون الأوضاع الحاليَّة؟ وماذا تقرؤون في الأفق؟
** لقد تابعت التغيرات على الساحة الفلسطينية، وبعد تشخيصي الأوضاعَ في الضفة وغزة أعتقد أنه يجب عليَّ أن أبدأ برأب الصدع، وهو السبب الأول وراء دعوتي إلى تبييض السجون من المختطفين على خلفية فصائلية.
وأنا على يقين أن هذا التغيير سيفرض واقعًا جديدًا على الأرض، وأرى أن الوحدة باتت ضرورة ملحة، خاصة مع صعود اليمين الصهيوني المتطرِّف؛ وهو ما يستدعي الضغط على كل القوى من أجل الاستجابة قسرًا لوحدة الصف؛ لأننا بذلك يمكن أن نعيد نتنياهو إلى مرحلة عض الأصابع من جديد.
* بعد أن منَّ الله عليكم بالإفراج، وبصفتكم رئيسًا للمجلس التشريعي.. ما الذي تحملونه في جَعْبتكم من مبادرات لتغيير ما هو موجود على الأرض اليوم؟
** قبل كل شيء، ومن تحت خيمة البرلمان الفلسطيني سأعمل على توحيد كلمة النواب في المجلس التشريعي، وسأدفع باتجاه مصالحة فلسطينية – فلسطينية بإذن الله، وهناك أمور أخرى لن أفصح عنها الآن.
* ختامًا دكتور عزيز.. هل أنتم مستعدون للقاء أبو مازن؟ وكيف تعقبون على إغلاق أبواب المجلس التشريعي يوم الإفراج عنكم؟
** لا يحول بيني وبين لقائي الرئيسَ عباس إلا الموت أو الاختطاف؛ فنحن رَأْسَيْ هرم في السلطتين التشريعية والتنفيذية، والتواصل بيننا أمرٌ حتميٌّ وضروريٌّ.
أما بخصوص إغلاق أبواب المجلس التشريعي فأنا أترفع عن التعليق على مثل هذا الأمر، وسأمضي في سبيل تحقيق وحدة الصف الفلسطيني رغم كل المعوقات.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...