مواطنو غزة: مشعل تحدث كقائد للشعب الفلسطيني لا لحركة سياسية

عبَّر مواطنون في قطاع غزة عن ارتياحهم لخطاب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، وتأكيده الثوابت ورفضه الخضوع للابتزاز، ورأوا في تصريحات خاصة أدلوا بها إلى مراسلي “المركز الفلسطيني للإعلام” في غزة أنه تحدث كقائد للشعب الفلسطيني لا لكبرى الحركات الفلسطينية.

وقال المواطن أحمد عبد الرؤوف إن مشعل تحدث بلهجة قوية وحازمة، وقدم رؤية متوازنة، وأثبت مجددًا أصالة حركة “حماس”، وأن كل الضغوط والتهديدات لم تنجح في ثني إرادتها كما كان يتوقَّع البعض، مضيفًا أن “هذا الثبات والصمود يقدم نموذجًا حقيقيًّا لطبيعة القيادة الفلسطينية التي تأبى الخنوع وترفض الاستسلام”.

وكان مشعل قد أكد في خطابه السياسي -الذي ألقاه في دمشق الخميس (25-6) أمام جمع من الدبلوماسيين والمسؤولين- التمسك بالثوابت الفلسطينية، ورفض يهودية الكيان الصهيوني التي طالب نتنياهو الفلسطينيين بالاعتراف بها؛ لأنها تلغي حق ستة ملايين فلسطيني في العودة، وتعني تهجير أهالي 48 من قراهم وأرضهم، وطالب الإدارة الأمريكية بإدراك أن الشعب الفلسطيني لا يشتري الأوهام ولا الوعود.

قائدٌ للشعب

الطالب في قسم العلوم السياسية حمادة رائد رأى بدوره أن مشعل لم يتحدث كقائدٍ لحركة المقاومة الفلسطينية، إنما تحدث كقائد للشعب الفلسطيني من خلال تقديمه مصلحة الشعب على مصلحة الحركة، معتبرًا أن ذلك انقلاب في مفاهيم قادة الأحزاب التي اعتادت أن تقدم مصلحتها الشخصية والحزبية على مصلحة الوطن والشعب.

وشدد مشعل في خطابه على أن قضية فلسطين ليست مجرد حكم أو أجهزة أمنية أو نشيد أو علم، ولكنها وطن وهوية وحرية وقضية قدس وحق عودة للاجئين، وأضاف أن “الأرض عندنا أهم من السلطة”.

واعتبر رائد أن قول مشعل “إن أولوية “حماس” ليست اعتراف الآخرين بها، ولكن الاعتراف بحقوق شعبنا وحقه في تقرير المصير؛ فالقضية مقدمة على الحركة ومصلحة الوطن فوق كل المصالح”؛ ستبقى كلمات تسجل بأحرف من نور في سجل هذا القائد وتاريخه هو والشعب الفلسطيني.

حق العودة

الحاجة نوران حمدان (60 عامًا) التي تعود جذورها إلى بلدة الجورة داخل فلسطين المحتلة، عبَّرت من جانبها عن ارتياحها لتأكيد مشعل التمسك بعودة اللاجئين إلى أراضيهم ورفض أي تفريط في هذا الحق.

وقالت: “كل من يفرِّط في أي جزء من أرضنا لا يحق أن يبقى على جزء آخر ويتحدث باسمنا؛ فحقنا لن نتنازل عنه، وسنورِّثه أبناءنا وأحفادنا، ونريد من كل القادة أن يكونوا كمشعل في تأكيده هذا الحق”.

اعتزاز بالموقف من المقاومة

أما محمود أبو عبد الله الذي قال إنه أحد المقاومين في صفوف “ألوية الناصر صلاح الدين”، فقال إنه شعر بارتياح عميق لتأكيد مشعل التمسك بحق المقاومة وأنه بدونها لا تسترجع الأوطان، معتبرًا أن ذلك هو الكلام السليم.

وكان مشعل أكد التمسك بالمقاومة خيارًا إستراتيجيًّا لتحرير الوطن واستعادة الحقوق، مشددًا على أنه “ليس من حق أية دولة في العالم منع شعبنا من حق مقاومة المحتل؛ فشعوب أوروبا وآسيا مارست هذا الحق”.

وقال: “إن المقاومة السلمية التي يبشروننا بها تصلح للنضال من أجل الحقوق المدنية، ولا تصلح لمواجهة العدو إلا المقاومة المسلحة، ولن يجد شعبنا بديلاً عنها”.

أين المزايدون؟!

فيما اعتبر الطالب الجامعي حسين أحمد الذي ينشط في جهاز العمل الجماهيري لحركة “حماس” أن مشعل بخطابه وجَّه رسالة واضحة أن كل الضغوط والمبادرات وسياسة الترهيب والترغيب لا تفلح في دفع “حماس” إلى التنازل، وأن هناك ثوابتَ هي خط أحمر لا يمكن تجاوزها.

وقال: “اليوم نقول لكل الذين زايدوا علينا: أمس كنا في الميدان أبطالاً ندافع عن شعبنا، وكان قادتنا وأبناؤهم في خط المواجهة الأول، وها نحن على العهد باقون وسائرون لا تزحزحنا مغانم ولا مغارم”.

ورأى حسام جابر أن رد مشعل على نتنياهو وأطروحاته كانت حازمة لا تعرف التردد ولا التلاعب بالكلمات الذي ظهر في مواقف متنفذي إقطاعية رام الله، وقال: “بالفعل ما بجيب الرطل إلا الرطلين”.