الصواف: خطاب مشعل أكد ثوابت حماس وأن الخلاص مرهون بإرادة حقيقية للأمة

أكد مصطفى الصواف الكاتب والمحلل السياسي أن خطاب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” جاء تأكيدًا من الحركة لثوابتها التي يعرفها الجميع، مشددًا على أنه كان خطابًا واضحًا وجليًّا ولا يحتاج إلى تحليل أو توضيح أو تفسير، ولا يحمل غموضًا ولا كلامًا يحتمل أكثر من تفسير.

وأشار الصواف الذي يرأس تحرير صحيفة “فلسطين” التي تصدر في غزة، في تصريح خاص أدلى به الخميس (25-6) إلى “المركز الفلسطيني للإعلام”، إلى أن مشعل بدأ الخطاب برفض خيارات العرب المعتمدة على الترقب ونظرتهم إلى الخلاص عبر كلمات أو خطابات هنا أو هناك، مؤكدًا أن الخلاص مرهونٌ بإرادة حقيقية للأمة، وأن الأمر بيدها لو حسمت أمرها، وأكد ثوابت القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وتاريخهما في الأرض والحقوق والمقدسات، ودور فلسطين على مدار التاريخ في الحضارة العالمية والقيم الإنسانية، كالعدل والحرية، والمساواة والرحمة، والتعاون مع الحضارات.

ورأى الصواف أن في ذلك رد على الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي أراد أن يقول في خطابه إنه جاء ليعلم العرب والمسلمين هذه القيم الإنسانية، ونفي لكون أمريكا صاحبة هذه القيم.

وقال: “تطرَّق مشعل إلى خطاب الرئيس الأمريكي، مشيرًا إلى أن “حماس” والشعب الفلسطيني لم ينخدعا باللغة التي تحدث بها أوباما، وأن التغيير في السياسة الأمريكية لم يتعدَّ التغيير اللفظي، وأن المطلوب هو التغيير في الأفعال والحزم في المواقف وطرح المبادرات الجادة وإنهاء الاحتلال”.

وشدد على أن مشعل فنَّد في خطابه كل ما جاء في خطاب نتنياهو ورفضه جملة وتفصيلاً، سواء حديثه عن الدولة التي وصفها مشعل بأنها سجن كبير أو عن يهودية الكيان؛ لأن فيه إلغاءً لحق العودة وخطة لترحيل من تبقى من الفلسطينيين في الأراضي المحتلة من عام 48 ومسخًا لكل الحقوق الفلسطينية والدولة.

ونوَّه الصواف بتشديد مشعل في خطابه على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة ككل شعوب العالم كله التي تعرَّضت للاحتلال، سواء أمريكا أو فرنسا أو فيتنام، وأن حركته ترفض حرمان الشعب الفلسطيني من حقه في مقاومة الاحتلال، بالإضافة إلى دعوته العرب والعالم إلى دعم المقاومة الفلسطينية، وفي نفس الوقت تبني إستراتيجية جديدة تجمع بين المقاومة والسياسة، وأن يتخلى العرب عن طرح العروض المستهلكة والمكشوفة، وخاصة بعد أن قلب نتنياهو الطاولة على الجميع.

وبالرغم من ذلك رأى الصواف أن مما يؤخذ على خطاب مشعل أنه لم يعْطِ القدس حقها في الخطاب وتعرَّض لها فقط بكلام موجز رغم المخاطر التي تتعرَّض لها، معتبرًا أنه كان من الأفضل أن يخصص مشعل في خطابة مساحة تتناسب والمخاطر التي تتعرَّض لها القدس وكيفية مساندتها هي وشعبها.