الإثنين 05/مايو/2025

الشيخ رياض الولويل.. ثبات وصمود رغم شدة التنكيل (تقرير)

الشيخ رياض الولويل.. ثبات وصمود رغم شدة التنكيل (تقرير)

شيخ لم يبقَ في لحيته شعرة سوداء.. تجاوز عقده الخامس.. دبَّت في جسده أنواع كثيرة من الأمراض؛ منها القلب والمعدة وارتفاع الضغط، والتهابات بالمريء والقصبات الهوائية والإثني عشر.. وفوق كل هذا وذاك فإن الاحتلال أكمل على ما فيه من قوة، وقد اعتقله ست مرات متنقِّلاً بين سجونه.

عندما نسمع أن ظلم ذوي القربى أكثرُ مضاضةً من وقع السيف؛ نشعر أن هذا المعنى أيضًا لا يصوِّر الحالة التي يظلِم بها ذوو القربى شيخًا مثل الشيخ رياض ولويل؛ لأن من يُفترَض أن يُكرمَه ويرعاه ويُشعرَه بالأمان؛ يتسلَّط عليه ويُحيل حياته إلى جحيم!.

الشيخ رياض ولويل من مدينة قلقيلية شمال الضفة المحتلة.. يبلغ من العمر 55 عامًا.. شخصية تشهد له محافظة قلقيلية وما بعدها؛ بسبب تفانيه في تقديم ما يستطيع لشعبه وبلده، من نشر الحب والوئام والصلاح.. داعية ومصلح اجتماعي كبير.. أحد أهم أركان لجان الإصلاح وعمل الخير وبناء المساجد في منطقته.

مسيرته حافلة مع السلطة التي تهيمن عليها حركة فتح، منذ أن وَطئت أقدامها الضفة الغربية، والتي حملت معها مشروعًا لم يكن مقبولاً لدى أغلب المواطنين داخل الأرض المحتلة، لكنها جاءت وهي تتكئ على الحديد والنار في فرض رؤيتها ومشاريعها على الناس والبسطاء والعامة، فاعتقلته السلطة عام 1996م لمدة 17 شهرًا، أمضاها ظلمًا وعدوانًا دون تهمة قانونية أو ذنب اقترفه.

وبعد مرور أكثر من عشر سنوات، وبعد أن أعادت سلطة عباس تنسيقها الأمني مجدَّدًا بصورة لم يسبِق لها مثيل؛ عادت من جديد للتسلُّط على الشيخ ولويل وكأنها تحفظ ملفَّه في مكان آمن لا يطاله التلف، أو أنه محفوظٌ عند أيدٍ متعاونةٍ أمينةٍ، فقد تسابقوا إلى اختطافه بكل مسمَّياتهم.

اختُطِف أكثر من ست مرات على أيدي ما يسمَّى بجهاز الاستخبارات العسكرية وجهاز الوقائي وجهاز المخابرات، وعلى أيدي قوات الأمن الوطني والشرطة، وكان آخرها اختطافه من بيته أمس.

حاول الشيخ رياض ولويل السفر كثيرًا لأجل العلاج فمُنِعَ من ذلك، ولم يُسمح له باجتياز الحدود مرات كثيرة؛ حيث فقد الأمل من ذلك، وبَقِيَ في بلده صابرًا محتسبًا، تصارعه أنياب وحوش آدمية لا تعلم أن للإنسان قيمةً، فضلاً عن أن يكون إنسانًا بقيمة مميزة مؤثرة في مجتمعه، ويصبر على ابتلاء مرضه من جهة أخرى، يشكو أمره إلى الله الذي لا تضيع عنده شكوى ولا يردها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات