الأحد 04/مايو/2025

جوهر الصراع.. لا تفرعاته؟

جوهر الصراع.. لا تفرعاته؟

صحيفة الوطن العمانية

بعد خطاب أوباما في جامعة القاهرة، وجولة جورج ميتشل المبعوث الأميركي في المنطقة، والخطاب المنتظر لنتنياهو في جامعة بار ايلان الإسرائيلية (اليوم ـ الأحد)، تبدو المنطقة في مرحلة تجاذب شديدة تحتاج إلى متابعة حثيثة وتأمل عميق لإدراك حقيقة التوجهات ومصداقيتها.

فهل وصلنا حقاً إلى مرحلة التصادم أو التناقض بين الرؤية الأميركية والرؤية الإسرائيلية؟! بالطبع لا يمكن الإجابة عن هذا التساؤل بالإيجاب، لأننا نكون نخادع أنفسنا!.

فكما قال الرئيس الأميركي في خطاب القاهرة: (لا يمكن للعلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة أن تنفصم أو أن تكسر) فهي علاقة استراتيجية ثابتة، ولهذا لا رهان أبداً على ما ظل العرب يقولون إنها (مواجهة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة). غير أن السعي إلى تطوير العلاقات العربية ـ الأميركية، والتقريب بين وجهات النظر بين الجانبين لا يجوز أن يتوقف، وهو أمر يجري دائماً، بصرف النظر عن العلاقة ب”إسرائيل” التي هي علاقة تحالف دائم.

ومن الطبيعي أن يتفاءل بعض المحللين بخطاب أوباما وتوجهاته، وبالتغيير الذي يمثله في السياسة الأميركية بالمقارنة مع سياسة بوش وعصابة اليمين المتصهين في البيت الأبيض إبان عهده. ولكن الذهاب بهذا التفاؤل إلى حد الوصول إلى القطيعة مع “إسرائيل” ـ حتى في عهد نتنياهو ـ ليس أمراً متوقعاً أبداً.

كما أن تصريحات أوباما وميتشل تلتقي على أن على العرب أن يقدموا (المزيد) من التنازلات لتكون المبادرة العربية السلمية (بداية لا نهاية) تكشف عن مدى جدية السياسة الأميركية، ومدى المصداقية التي تتمتع بها إذا أردنا أن نأخذها (على محمل الجد) من جهة، وعلى محمل القدرة على التجاوب مع الطروحات والآمال العربية من جهة أخرى.

ولعل العودة إلى أساسيات الصراع توضح المسألة بشكل أفضل حيث إن مسألة السلام، في المنطقة لابد أن تتسع لحل الصراع العربي ـ الإسرائيلي بعامة، والصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، بخاصة وهما أمران مترابطان بقوة. والسلام الدائم لا يمكن أن يقوم ما لم يتسم بالشمول والعدل. وهذا يعني حل جذور الصراع، وبذلك نعود إلى المربع الأول الذي يريد أوباما أن يعود إليه، ولكن بما لا يتناقض مع استمرارية العلاقة الاستراتيجية الراسخة مع “إسرائيل”.

ف”إسرائيل” قامت على أنقاض مشروع التقسيم الذي أقره المجتمع الدولي (الأمم المتحدة) بالقرار 181، واستخدمت القوة لتهجير الفلسطينيين وتشريدهم بعد قتل الآلاف منهم، وحين تدخل العرب كانت المواجهة غير متوازنة إلى الحد الذي قيل فيها إن العصابات الصهيونية الإرهابية قد هزمت سبعة جيوش عربية عام 1948. وإذا كانت رؤية الدولتين التي يتحدث عنها الأميركيون والأوروبيون (اليوم) قد جاءت وليدة تفكير الإدارات الأميركية المتعاقبة، فإنها لا تختلف عن قرار التقسيم إلا بأنها لا تعطي العرب والفلسطينيين ما أعطاه لهم هذا القرار الأخير الذي رفضناه ولم نكن نملك بديلاً عنه.

ويبقى بعد ذلك أن آلاف القرارات قد صدرت عن المجتمع الدولي ولم تنفذ منها “إسرائيل” شيئا، وكلها لم تصدر بموجب الفصل السابع حتى يظل تنفيذها مفتوحاً بلا أي إلزام!!. ومنها القرار 184، و338 و242 وغيرها.

وهي جميعاً تتناول الصراع العربي ـ الإسرائيلي وتتعامل مع بعض أبعاده ومستجداته حسب سنوات صدورها. ولعل الأهم منها ما يتصل بحق اللاجئين في العودة والتعويض ومسألة حدود 1967 والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة منذ ذلك العام وما يتصل بها من حق “إسرائيل” في الوجود وحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة، وقضايا القدس والمياه والحدود، وقد جاءت الاتفاقيات العديدة كامب ديفيد (مع مصر) ووادي عربه (مع الاردن) وأوسلو 1 و2 ووادي ريفر وشرم الشيخ وسواها (مع منظمة التحرير الفلسطينية أو السلطة الوطنية) لتؤكد على كل ما سبق، لكن شيئاً على الأرض لم يتحقق الأمر الذي يعيدنا، رغم الزمن الطويل الممتد منذ عام 1947 حتى الآن (62 سنة) إلى المربع الأول وأساسيات الصراع وجذوره:

1. أهو صراع حدود أم صراع وجود؟!

2. حق “إسرائيل” في الوجود والأمن والعيش بسلام!

3. حق الفلسطينيين في إقامة الدولة المستقلة.

4. قضية القدس، ولمن تكون وهل تبقى موحدة أم تقسم أو تدول!

5. حق اللاجئين في العودة أو التعويض أو كليهما.

وبالطبع يتصل بذلك الانسحاب الإسرائيلي من سائر الأراضي العربية المحتلة عام 1967 (حدود 4 حزيران 1967) وهذا يتصل أيضاً بالمسارين السوري واللبناني.

وإذ تبحث الإدارة الأميركية عن الحلول، فتجدها في خريطة الطريق والمبادرة العربية للسلام وحل الدولتين، فإنها تراكم على تلك الأسس. غير أنها تخطئ في تصوراتها وجهودها حين تريد الانطلاق من الضغط على العرب لتقديم (تنازلات جديدة) ولا تكترث كثيراً للتشدد الإسرائيلي في شأن المستوطنات القديمة (بتوسيعها) والجديدة (بزيادتها) ورفض تفكيك أي منها باستثناء الحديث عن بعض البؤر العشوائية الصغيرة ولا تؤكد على الانسحاب الإسرائيلي الكامل.

تحاول “إسرائيل” أن تحرف النقاش والبحث عن جوهر الصراع إلى تفرعاته، وللأسف فإن الإدارات الأميركية المتعاقبة تميل مع هذا الانحراف، لهذا تبقى المنطقة تعيش على (أتون الحرب) ولا تقترب (فترا) من السلام الحقيقي.

فماذا سيقول نتنياهو؟!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حماس تشيد بالضربات المباركة من اليمن

حماس تشيد بالضربات المباركة من اليمن

المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالضربات المباركة التي تنفّذها “أنصار الله” والجيش اليمني في عمق الكيان الصهيوني....

أبو عبيدة: المجد لليمن صنو فلسطين

أبو عبيدة: المجد لليمن صنو فلسطين

المركز الفلسطيني للإعلام وجه أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، التحية لليمن، مقدرًا مواصلتها حدي أعتى قوى الظلم ورفضها...