الأربعاء 14/مايو/2025

حل القضية الفلسطينية.. مفتاح السلام في المنطقة

حل القضية الفلسطينية.. مفتاح السلام في المنطقة

صحيفة الوطن القطرية

مفتاح «التسوية» أو «السلام» في المنطقة وفي العالم هو حل القضية الفلسطينية، وحل القضية يقود إلى تفكيك الصراع العربي – الإسرائيلي رسمياً، والصراعات والحروب الأخرى بأشكالها وألوانها المتداخلة، وبأوصافها ومسمياتها المخادعة للحقيقة.

تلك حقيقة يقر بها أطراف الصراع، وإن كانت بنسب متفاوتة، وبأصوات خافتة أو عالية، تحكمها حالتا الضعف والقوة، وحالات الاستقطاب والتحالفات وطبيعة ميزان المصالح والقوى في المنطقة والعالم.

ولكن العقدة الأساس هي في جوهر «الحل» ومتطلباته، ومدى اقترابه وابتعاده عن الحقوق المستندة إلى التاريخ والجغرافيا وإلى مخلفات الاستعمار ووعود من لا يملك إلى مالا يملك، وإلى مبادئ القانون الدولي والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة سواء من مجلس الأمن الدولي أو من الجمعية العامة وهي بالعشرات ولم ينفذ منها إلا شق واحد من قرار واحد، هو قيام الدولة العبرية التي قادت الأمن والسلام الدوليين ومنذ لحظاتها الأولى إلى الكراهية والحروب وإشاعة ثقافة الخوف والإرهاب.

والسؤال هنا، من هو الذي يمتلك هذا «المفتاح» ومتى سيستخدمه، هل هم الفلسطينيون ومعهم أشقاؤهم العرب الذي لم يتركوا باباً إلا وطرقوه بحثاً عن تسوية.. ومفاوضات جادة، أم الإسرائيليون ومعهم حلفاؤهم الأميركيون قادة الغرب والعالم الذين يلونون كل شيء بألوانهم، وحسب مصالحهم، ومشاريعهم المشبوهة وطغيانهم «الناعم» أو «الخشن» حسب المرحلة ومتطلباتها لنهش جسد العالم الثالث وبخاصة العرب والمسلمين وقضيتهم المركزية أو التي كانت مركزية بالنسبة لهم أينما وجدوا.. وتحولت إلى قضية فلسطينية فقط لا علاقة للعرب بها إلا بالقدر الذي يمكن أن يخدموا فيه «التسوية» المطلوبة على المقاسات الغربية الإسرائيلية المشتركة.

تساؤل تكاد الإجابة عنه تنهض صارخة في ظل حالة الضعف العربي وارتهان القرار العربي، والارتخاء والتشاؤم والانكفاء الداخلي على الذات الضيقة عربياً وفلسطينياً، يقابله تماسك ووحدة صف متراص وفق استراتيجية متكاملة وهدف محدد لا يمكن التطاول عليه أو الإضرار به لدى الإسرائيليين بمختلف قومياتهم وشرائحهم السياسية، فالصورة مهما تعرضت للزيف والخداع فهي تكاد تنطق مع كل مرحلة من مراحل الصراع العربي – الإسرائيلي، وبخاصة في الحقبة الأسوأ، حقبة «السلام المزعوم» التي دخلت عنوة إلى المنطقة من بوابة كامب ديفيد ومستنسخها «أوسلو» التي حطمت الحقائق وحرقت الثوابت والمبادئ وتطاولت على الحقوق.. وفتحت كل الأبواب أمام غطرسة إسرائيلية لا تكتفي بما اغتصبت بل تلتهم وتلتهم وتطالب بالمزيد في كل المراحل.

المفتاح نظرياً بيد الغزاة الصهاينة، فهم يمتلكون القوة ووحدة الصف والهدف، وان تعرضوا لانكسارين استراتيجيين في جنوب لبنان وغزة، ولكن العرب الضعفاء المنكسرين المهزومين في فكرهم ودواخلهم والذين تجاهلوا ما يمتلكون من قوة وفرطوا بالإرادة طوعاً.. أجهضوا «الانتصارين»، فقط لأنهما انتصاران للمقاومة التي تدحض فكرة الخيار الأوحد الذي تبنوه… ونبذوا فيه المقاومة لصالح «سلام موهوم» لم يفرز سوى المزيد من زراعة المستوطنات، والمزيد من الجرائم الإسرائيلية والمزيد من فك الطوق والمقاطعة عن الدولة العبرية، ونقله إلى تطويق ومقاطعة «المقاومة» وكل من يساندها.. «سلام» مع الإسرائيليين الذين لا يعترفون إلا بسلامهم وأمنهم الذي يحقق لهم مشروعهم الاستيطاني و«الدولة اليهودية» والهيمنة الشاملة غير المنقوصة على الفلسطينيين والمنطقة ليحققوا بذلك «إسرائيل الكبرى» من النيل إلى الفرات سياسياً واقتصادياً وأمنياً..

تلك هي الحقيقة المؤلمة فالمفتاح عربي بامتياز ولكن الإسرائيليين الذين امتلكوا القوة من ضعف العرب وتشرذمهم وتناطح أفكارهم وأهدافهم.. فالإسرائيليون هم القادرون الآن على إدارته (المفتاح)، فتكون «التسوية» أو «السلام»، فقط لمجرد قبولهم بمبادرة السلام العربية التي تشكل في الواقع مكافأة لــ «القوة» وإقراراً بهزيمة العرب واعترافاً بــ «الضعف» الذي يتمدد في الجسد العربي الموبوء بالارتخاء والاستسهال والهروب من واجب الدفاع العربي المشترك.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...