خرافة التنازلات المؤلمة

صحيفة البيان الإماراتية
التنازل مفهوماً ومنطقاً يشير إلى تخلي طرف ما كرهاً أو طوعاً عما يُعد حقاً من حقوقه مضموناً له وفقاً لأدوات الشرعية القانونية. عملاً بهذا المعنى، لم يسبق لـ”إسرائيل” منذ وجدت إلى يومنا هذا أن قدمت أي تنازل للعرب أو الفلسطينيين. وكل ما يطرحه “الإسرائيليون” من مقولات عن تنازلات مؤلمة أو غير مؤلمة قدموها أو هم بصدد عرضها، لا يعدو كونه دعاية رخيصة، وبدعة مرّروها على من يحازبونهم أو على من لا دراية لهم بتفاصيل الصراع على أرض فلسطين ومحيطها الإقليمي.
لو انسحبت “إسرائيل” من كل الأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلتها عام 1967 وعن 20 في المائة من مساحتها قبل ذلك العام، لما كان ذلك منها تنازلاً بالمفهوم الحرفي.. ذلك لأن جميع القرارات الدولية الخاصة بالصراع الصهيوني العربي، علاوة على مبادئ القانون والأعراف المنظمة للعلاقات بين الأمم المتحضرة، لا تمنح لـ”إسرائيل” أي حق في هذه الأماكن.
وقياساً بقرار تقسيم فلسطين رقم 181 لعام 1947، وهو الصك الوحيد المحدد لمساحة هذه الدولة، يمسي كل تمدد لها خارج هذه المساحة مجرد توسع مفروض بالقوة لا سند له من الشرعية الدولية.
بالتوازي والقياس ذاته، يظهر العرب والفلسطينيون كمتنازلين عن حقوق ثابتة لهم معززة بالصكوك والمواثيق والقرارات الدولية. فليس ثمة ما يحول قانوناً دون هؤلاء والمطالبة بالعودة لمرجعية القرار 181، وبالتداعي ينكشف التوسع “الإسرائيلي” في 20% من فلسطين التاريخية وفي القدس (شرقها وغربها) زيادة على القسم المخصص لها. هذا حتى إن تراجعت هذه الدولة إلى حدود 1967!.
تجاوز المفاوض الفلسطيني (والعربي) عن صيغة قرار التقسيم يُعد مظهراً أصيلاً للتنازل من أجل سلام يحقن الدماء. والأمر ذاته ينطبق على الاعتراف بـ”إسرائيل” وإقامة العلاقات والتطبيع بكافة أبعاده معها.. فالقرار 242 لعام 1967 لا يقضي بهذه الأمور. ويندرج تحت باب التنازل أيضاً أن يتخلى الفلسطينيون عن المقاومة المسلحة لصالح الاعتماد الكامل على أدوات اللاعنف والبحث عن انتزاع حقوقهم بالطرق السلمية..
ما يجري في غمرة الصراع والتسوية بين “إسرائيل” والعرب بعامة لا يتعلق بحقوق متنازع عليها كما تصور “إسرائيل” أو تسوق.. ما يجري هو طموح “إسرائيلي” لابتلاع حقوق عربية وفلسطينية ودفاع عربي وفلسطيني عن هذه الحقوق. ولذا فإن الاحتجاج بفكرة التنازلات المتبادلة هو كلمة حق في غير موضعها أو سياقها. وعلى المجادلين بغير ذلك أن يعلمونا عما تنازلت عنه “إسرائيل” من حقوق لها حتى نشكرها عليه.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...