هل تفكر إسرائيل في اغتيال أوباما؟

صحيفة العرب القطرية
تطورات خطيرة تشهدها منطقة الشرق الأوسط، جرت بسرعة مذهلة، ولم تترك أي فرصة للدبلوماسية لكي تقوم بتسوية الوضع للمنطقة التي تلتهب وتقف على حافة الكارثة، وقد كانت البداية بصورة مفاجئة ولم يكن أحد يتصور التطورات.
هجوم عربي عسكري شامل على “إسرائيل” تقوم به كل من مصر والأردن وسوريا ولبنان وكل الفلسطينيين في الداخل، بمشاركة من السعودية ودول الخليج، وتغطية شاملة من دول المغرب العربي، يرافقه ضغط عربي وتهديد بمقاطعة نفطية شاملة تؤدي إلى وقف تصدير الأسلحة وقطع الغيار إلى الجيش الإسرائيلي.
الأوضاع السياسية بدورها تتطور بسرعة في الولايات المتحدة، حيث تحتج واشنطن رسمياً على قصف آبار النفط السعودية، وتمتنع عن التصويت في مجلس الأمن عندما اتخذ قرار بطرد إسرائيل من المنظمة الدولية.
وتتطور الأحداث إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وتل أبيب، عندما تهاجم القوات الإسرائيلية طائرة أواكس أميركية، فتصدر واشنطن قراراً بمنع النشاطات الصهيونية بأميركا، ويحاصر الأسطول السادس الشواطئ الإسرائيلية مهددا بالضرب في أي لحظة إذا لم تنسحب إسرائيل من كامل الأراضي العربية المحتلة.
«إنني لم أشعر في حياتي بهذه الإهانة والعجز»، هكذا قال السفير الإسرائيلي بالولايات المتحدة للمسؤول عن الاتصالات مع الكونغرس، وقد وصف السفير الإسرائيلي محاولاته باليائسة والمستجدية لمنع الانهيار التام، خاصة عندما طُلب منه تقديم وصف للتطورات الأخيرة في الميدان، فقد أرسلت مصر جيشاً كاملاً إلى قطاع غزة، وهم يفكرون في الاقتحام شمالاً وشرقاً.. وكذا في إيلات، فضلا عن معارك طاحنة يخوضها الأردنيون الذين يحاولون السيطرة على السفوح الشرقية لجبال نابلس والمواجهة الدائرة مع الجيش السوري في سفوح هضبة الجولان.
لقد أصبح الإسرائيليون يتحدثون عن دمار شامل، وعن معجزة فقط يمكن أن تمنع العرب من اجتياح “إسرائيل” بالكامل، في ظل انضمام اللبنانيين والسعوديين ودول عربية أخرى.
السفير الإسرائيلي لدى واشنطن يتلقى مكالمة هاتفية في ساعة متأخرة من الليل، وعندما يتناول السماعة يدرك للوهلة الأولى أن صوت الطرف الثاني ليس إلا صوت وزير الخارجية الأميركي في حالة غضب شديد: ماذا تفعل حكومتك هناك؟ هل جننتم؟ فيجيب السفير الإسرائيلي: لا أعلم عن أي شيء تتكلم. فيرد الوزير بغضب أشد: لا تقل إنك لا تعلم، إن سلاحكم الجوي يقوم منذ نصف ساعة بقصف حقول النفط السعودية، إن هذا منتهى الجنون، هل قررتم الانتحار معنا؟ إنكم تحرقون الجسور القليلة الباقية لكم في الغرب. أبلغ حكومتك باسمي وباسم الرئيس الأميركي أنكم إذا لم تتوقفوا فوراً فستكون نهاية العلاقة الجيدة التي بيننا، وستكون لهذا الأمر نتائج خطيرة جداً.
النقاش استغرق ساعات طويلة دون جدوى، وفي هذا الوقت بالذات كانت نقاشات حادة تدور في أروقة الأمم المتحدة التي قررت في الأخير إلغاء أوراق اعتماد “إسرائيل” كعضو في المنظمة الدولية، حيث صوتت إلى جانب القرار 102 دولة وامتنعت 38 دولة عن التصويت فيما عارضت القرار دولتان. وقال الممثل الأميركي لدى المنظمة للممثل الإسرائيلي: إن الوضع الاقتصادي الدولي لم يترك لنا خياراً آخر، فهناك ضغوط كبيرة جعلت الولايات المتحدة تمتنع عن التصويت، ولو كان هناك أي أمل في أن يغير الصوت الأميركي نتيجة التصويت لقمنا بذلك، رغم الثمن السياسي والاقتصادي الباهظ.
وفي ظل رفض “إسرائيل” تنفيذ قرارات مجلس الأمن قامت الولايات المتحدة باتخاذ بعض الخطوات، حيث استدعت سفيرها لدى “إسرائيل” وأمهلت الملحق العسكري الإسرائيلي بواشنطن 24 ساعة لمغادرة البلاد، وتم تقليص الطاقة البشرية العاملة في القنصليات الإسرائيلية في كل من لوس أنجليس وميامي وشيكاغو وغيرها.. وأمهلت القناصلة العامين 48 ساعة لمغادرة أراضيها، وقد اتخذت الولايات المتحدة هذه القرارات بعد أن حاولت إقناع “إسرائيل” بالتراجع عن مواقفها ولكنها فشلت.
وتطورت الأوضاع بين واشنطن وتل أبيب بصورة خطيرة، عندما اعترضت طائرات مقاتلة إسرائيلية طائرة أواكس تابعة لسلاح الجو الأميركي بينما كانت في مهمة استخبارية في الأجواء المصرية على بعد 60 كلم من الحدود الإسرائيلية، حيث كانت تقل 42 شخصاً لقوا حتفهم كلهم. مباشرة بعد الحادث صدرت ردود فعل من البيت الأبيض أكدت أن هذا عمل إسرائيلي جنوني، أرادت “إسرائيل” من ورائه ضرب المصالح الأميركية بسبب موقف هذه الأخيرة المحايد في النزاع. ووصفت واشنطن الحادث بمثابة إعلان حرب، ومباشرة قررت قطع جميع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية والثقافية مع “إسرائيل”، وأعلنت أن العصر الذهبي انتهى وكان لا بد له أن ينتهي.
السفير الإسرائيلي لم يمكث طويلاً، حيث حزم أمتعته بعد أن أمضى ساعات طويلة في تسوية الأمور المتعلقة بالسفارة وإتلاف الوثائق السرية، لكنه أصر على إلقاء كلمة على الجالية اليهودية، قال فيها إن “إسرائيل” ستسوي أمورها وستنتصر، مشيراً إلى ساحة القتال، حيث أقامت القوات السورية خنادق حول دمشق بعد أن تخلت عن المناطق الأخرى، وأن الجيش المصري محاصر في غزة، والقوات الأردنية انسحبت بعد أن انقطعت عنها الإمدادات، فيما احتلت القوات الإسرائيلية هضبة إربد، وهي تهدد العاصمة عمان الآن. وأضاف السفير الإسرائيلي أنه يعتقد أن الأميركيين سيكتشفون بعد الحرب أنهم أجروا رهاناً خاطئاً.
السفير الإسرائيلي كان يتحدث بصوت منخفض وبإحباط كبير بالنظر إلى ما جرى بين بلاده والولايات المتحدة، مشيراً إلى حدوث كارثة يهودية جديدة، وأن أميركا لا يمكنها أن تضحي بنفسها من أجل اليهود، وختم كلمته بهذه العبارة: لم يبق أمامكم طريق آخر سوى الخروج من هنا.
وكانت تخمينات السفير الإسرائيلي في محلها، ودعوته اليهود للخروج من الولايات المتحدة كانت منتظرة، حيث أصدرت الإدارة الأميركية أمراً يقضي بحظر ممارسة أي نشاط يهودي في الولايات المتحدة عقب الاعتداءات الإسرائيلية على طائرة الأواكس، وأعمال الشغب الخطيرة في نيويورك وواشنطن وعدة ولايات أخرى، والدعوات الصادرة من حاخامات يهود بالتمرد وخلق الفوضى. كما قررت واشنطن مصادرة أملاك اليهود ومنعت إخراج مبالغ مالية كبيرة لتفادي تدهور أوضاع البنوك، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك عندما أرسلت أسطولها السادس ليقف في حالة تأهب تام أمام الشواطئ الإسرائيلية لمواجهة أي احتمال.
* * *
كل هذه التطورات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط ليست مجرد تفكير رغبوي أو صورة خيالية لهجوم عربي شامل يخلق جملة من الأحداث في المنطقة، وإنما هي صورة تعكس فعلاً الهواجس الإسرائيلية الداخلية والخارجية التي تضمنها كتاب صدر قبل سنوات في “إسرائيل” بعنوان: «الهروب الأخير»، وتوقع هذا الكتاب نشوب حرب إسرائيلية عربية قريباً، وهي صورة تعكس أيضاً الغرور الإسرائيلي عندما يصور الكاتب انتصار الجيش الإسرائيلي في المعارك ومحاصرته لعمان ودمشق، في محاولة لتطمين النفس في مواجهة الهواجس الإسرائيلية.
آمل فقط أن «لا يكون» هذا السيناريو قد أدى إلى سيناريو آخر بحمل أحدكم السلاح والاتجاه إلى نقاط المواجهة مع “إسرائيل”.
إذا كان الطرف الإسرائيلي قد طرح هذا السيناريو في وقت كانت فيه الإدارة الأميركية السابقة أكثر التحاماً بتل أبيب، فكيف والعلاقات الأميركية الإسرائيلية تمر حاليا بأسوأ حالاتها منذ أكثر من 20 سنة، ومؤشرات ذلك عديدة، سواء من خلال مواقف أوباما من المستوطنات وحل الدولتين، أو من خلال ما تنقله وسائل الإعلام الإسرائيلية عن هذا الرجل الذي -بنظرها- عنصري يكره اليهود ويميل إلى العرب والمسلمين.
أعتقد أن “إسرائيل” لا يمكن أن تسكت على أي زعيم أميركي بهذه الصورة والمواقف، وهي بالتأكيد بصدد البحث عن الوسائل المتاحة لإعادة الأمور إلى نصابها على قاعدة الغاية تبرر الوسيلة، وهو الذي يعني أن أحد خيارات “إسرائيل” المطروحة: اغتيال أوباما.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس تثمّن قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال الصهيوني وحظر التجارة والاستثمار مع...

صاروخ من اليمن يعلق الطيران بمطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام توقفت حركة الطيران بشكل مؤقت في مطار بن غوريون، بعد صاروخ يمني عصر اليوم الجمعة، تسبب بلجوء ملايين الإسرائيليين إلى...

27 شهيدًا و85 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 27 شهيدًا، و85 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال الـ 24 ساعة الماضية؛ جراء العدوان...

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك وباحاته، وسط تشديدات وإجراءات مكثفة فرضتها...

الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم لليوم الـ103
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ103 على التوالي، ولليوم الـ90 على مخيم...

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز معلومات فلسطين "معطي" استشهاد 1000 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر...

استطلاع: نتنياهو يحصل على 48 مقعدًا والمعارضة 62
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام كشف استطلاع رأي نشرته صحيفة معاريف، اليوم الجمعة، أن ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيحصل على 48 مقعدًا في...