التحرك الصهيوني والسكون العربي!

صحيفة البيان الإماراتية

بينما كان الرئيس الأميركي باراك أوباما يستعد لرحلته المرتقبة إلى السعودية ومصر لتوجيه رسالة سلام إلى العالم الإسلامي من القاهرة على خلفية تخوف إسرائيلي من تقارب أميركي إسلامي خصماً من تحالف أميركي إسرائيلي، وخلاف في وجهات النظر حول الخطوات اللازم اتخاذها إسرائيلياً سيراً نحو السلام وأولها ضرورة وقف الاستيطان والموافقة على ما يعرف بحل الدولتين.

وبينما عاد وزير الخارجية الروسية لافروف من جولته بدول المنطقة لتوجيه رسالة دعوة لمؤتمر موسكو للسلام في الشرق الأوسط على خلفية قلق إسرائيلي من التقارب الروسي الإيراني، ومن الحوار الروسي مع حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني، وخلافات في وجهات النظر حول الاستيطان الصهيوني وإقامة الدولة الفلسطينية، لم تضيع “إسرائيل” وقتاً في محاولة لاحتواء الخلاف مع واشنطن، ومحاولة التأثير على موسكو لتغيير موقفها المتحاور مع من تعاديهم “إسرائيل” تفادياً لعزلتها عن كل من موسكو وواشنطن، وحاولت استباق رسالة أوباما للسلام، وتحضيرات موسكو لمؤتمر السلام بتحركات نحو الدولتين الكبيرتين المؤثرتين على مسار السلام في المنطقة..

وقبل مغادرة الرئيس أوباما لواشنطن بساعات كان ليبرمان وزير الخارجية الصهيوني في موسكو فيما كان وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك في واشنطن، بعد أسبوعين من أول اجتماع غير متوافق بين نتانياهو وأوباما في واشنطن، والتقي باراك بالرئيس أوباما لعشر دقائق فقط ضمن اجتماع عام اكتفي فيه أوباما بالاستماع فقط.

غير أن باراك أجري المحادثات مع نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن ووزير الدفاع روبرت غيتس ومبعوث أوباما إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، مع التركيز على العلاقات الدفاعية الثنائية بما في ذلك بيع “إسرائيل” 75 مقاتلة أميركية إف 35، بقيمة 2. 15 مليار دولار، وعلى محاولة تل أبيب وواشنطن وقف النشاطات النووية الإيرانية، وأخطر ما صرح به في واشنطن بعد هذه المحادثات هو تلويحه بالخيار العسكري ضد إيران، مناقضا لتصريح ليبرمان في موسكو بأن “إسرائيل” لن تشن عملاً عسكرياً ضد إيران! لكن أخطر ما صرح به ليبرمان في موسكو هو أن استبعاده للعمل العسكري الإسرائيلي ضد إيران لأن هناك من الدول الغربية والعربية من يرون إيران خطراً عليهم مثل “إسرائيل” وبالتالي فإن ل”إسرائيل” تعول على تصديهم مع “إسرائيل” لهذا الخطر.

وادعائه للتطابق الأميركي الإسرائيلي بالنسبة لقضايا المنطقة! لكن كلام ليبرمان في موسكو عن العالم الإسلامي «المنقسم على نفسه» مستبقاً كلام أوباما في القاهرة عن التقارب مع العالم الإسلامي كان هو الأخطر، حيث قال محاولاً زيادة الفتن بين الفلسطينيين وبين العرب والعرب وبين المسلمين بشكل مفضوح: “إسرائيل” لا تشكل تهديداً لأي دولة عربية!، وأن «المواجهة الأساسية في الشرق الأوسط لا تجري بين “إسرائيل” والفلسطينيين أو بين “إسرائيل” والبلدان العربية، بل داخل العالم الإسلامي، وأن حركة حماس تمثل تهديداً لحكومة سلام فياض، في حين يهدّد حزب الله حكومة السنيورة»، زاعماً أن الجهات التي حاولت التآمر على الرئيس المصري حسني مبارك هي إيران والعراق وحزب الله!.

وفيما حاول الوزير الإسرائيلي الناطق بالروسية مغازلة روسيا للتقارب مع رؤية “إسرائيل”، فقد أثار حفيظة أميركا وحذر روسيا، وبينما أبدي كلامياً استعداداً للتفاوض الفوري مع سوريا دون شروط وتجاوباً شكلياً مع مؤتمر موسكو الدولي للسلام، اشترط لحضور “إسرائيل” عدم مشاركة حماس الفلسطينية أو حزب الله اللبناني، بما يثير السؤال عن موقف الفلسطينيين والعرب والمسلمين هل سيبقون منقسمين ليقدموا ورقة للعب الإسرائيلي، وللحيرة الأميركية والروسية معها؟!.. سؤال ينتظر الجواب.

[email protected]