السبت 10/مايو/2025

حملة الترهيب الإسرائيلية ضد أوباما

حملة الترهيب الإسرائيلية ضد أوباما

صحيفة الخليج الإماراتية

حري بنا التوقف أمام ما ذكره رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو وهو يعلق على أضخم تدريبات عسكرية في “إسرائيل”.. فالمدعو بيبي كما يحلو أن يسميه المقربون منه قال إن “إسرائيل” هي الأقوى وإنه يتمنى ألا تستخدم بلاده ما تمتلكه من قوة وأسلحة وذخيرة، وأن هذه التدريبات ليست غطاء لحرب. والأدهى أن نتنياهو يقول هذا ليطمئن جيرانه، ذلك أن التدريبات المشار إليها تتبنى عدة سيناريوهات خطيرة لا تقع إلا في ذهن معدي الحرب “الإسرائيليين”. وتشمل هذه السيناريوهات اجتياحاً جديداً لقطاع غزة ولكن طويل الأمد هذه المرة ويمتد لثلاثة أشهر، أي ما يكفي لحرق غزة بالكامل وتدميرها عن بكرة أبيها. ثم يتخيل معدو الحرب الصهاينة إن حزب الله سيطلق الصواريخ من لبنان باتجاه مستوطنات شمالية، وقد تنضم سوريا من طرفها بصواريخها المتطورة، وفي هذه الحالة تغمر الصواريخ “إسرائيل” بجميع مناطقها.

هذه السيناريوهات الخطيرة الخيالية والتدريبات العسكرية الحقيقية هي مجرد أوهام في العقل “الإسرائيلي” التآمري، والتاريخ يذكرنا بأن “الإسرائيليين” أنفسهم هم الذين يشنون الحروب ويشعلون الأراضي ويدمرونها ويقتلون أبناءها من الفلسطينيين واللبنانيين وغيرهم من العرب، وليس العكس. و”الإسرائيليون” هم الذين ينشرون الكذبة ثم يصدقونها، وهذا يقودنا للملف الذي نريد الحديث عنه وهو الاستيطان. فهذا الملف أصبح شائكاً للغاية لدرجة أنه بات محل خلاف كبير بين “الإسرائيليين” وحكومة نتنياهو من جهة والولايات المتحدة وإدارة الرئيس باراك أوباما من جهة أخرى.

ولم يتخيل “الإسرائيليون” أن الإدارة الأمريكية ستصعد الخلاف إلى هذه الدرجة من التشدد والمطالبة بضرورة تجميد الأنشطة الاستيطانية ووقف أعمال التوسع تماماً تحت أي ذرائع، مثل التوسع لاستيعاب النمو الطبيعي لسكان المستوطنات سواء المعروفة بالكتل الاستيطانية الكبرى أو النائية والتي تسمى بؤراً استيطانية. حتى إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد خلال مباحثاته مع الرئيس الأمريكي خطورة هذا الملف الذي قد يجهض تماماً مستقبل العملية السياسية إذا ما قررت الإدارة الأمريكية تنفيذها خلال ولاية أوباما الأولى على حساب بقية القضايا الأخرى ومنها الملف النووي الإيراني.

ولا يجدر بنا نحن العرب أن نهتم كثيراً بما يقوله “الإسرائيليون” في الوقت الراهن، ولكن الأهم أن نعول على موقف واشنطن الحالي، فممثله في هذا الملف وهو السناتور جورج ميتشل أصاب “الإسرائيليين” بخيبة أمل بسبب رفضه اقتراحات وفد نتنياهو في اجتماعات لندن الأسبوع الماضي لبلورة تفاهمات جديدة حول البناء في المستوطنات مقابل إطلاق حزمة قرارات لمصلحة الفلسطينيين من وجهة نظر “الإسرائيليين” بالطبع.

لن نستعجل نحن العرب، فسنوات أربع وهي عمر ولاية أوباما الأولى، لن تكون أطول من 60 عاماً في عمر الصراع العربي “الإسرائيلي”، ولذلك فإننا سننتظر لنرى مضمون الخطة الأمريكية الجديدة للسلام في المنطقة، باعتبار أن هذا السلام هو مصلحة قومية أمريكية كما سبق وأعلنت واشنطن. وانطلاقاً من هذه المصلحة، فيجب أن يكون الحل النهائي على قاعدة عن إعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وعلى أساس حدود 1967 والوقوف بحزم ضد مخططات “إسرائيل” لقضم وابتلاع أراضى الضفة الغربية .

لقد بدأ “الإسرائيليون” ونتنياهو تحديداً يتململون من سياسات أوباما الذي يسعى لتسوية القضية الفلسطينية، رغم أن “إسرائيل” تصور له أن الأولوية في المنطقة يجب أن تكون من نصيب الملف النووي الإيراني، وهو ما رفضته واشنطن حتى الآن.

علينا الانتظار حتى يفرغ “الإسرائيليون” من ترتيب مواقفهم وإعداد خطتهم السياسية التي يتحدثون عنها، وكذلك إنهاء واشنطن لخطتها هي الأخرى لإنهاء الصراع..

ولكن على العرب أن يتشددوا في خطتهم على تجميد جميع الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية وإلزام “إسرائيل” بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في مدى زمني قصير وليس مفتوحاً إلى ما نهاية، كل هذا مع دحض الادعاءات “الإسرائيلية” الجديدة مثل “يهودية الدولة العبرية”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...