الأحد 04/مايو/2025

مسلسل سقوط الجواسيس

مسلسل سقوط الجواسيس

صحيفة البيان الإماراتية

أكثر من ضربة تلقتها المخابرات الإسرائيلية أخيراً في لبنان، فخلال أقل من شهرين فقط سقط عشرات المتهمين بالتجسس لحساب «الموساد» في قبضة الأمن اللبناني، بما يصل لنحو 45 شخصاً، في أكثر من 14 شبكة، بعضهم برتب عسكرية أو بوظائف حساسة أو في مهن مختلفة، ولكنهم جميعاً يشتركون في «الخيانة العظمى» لأنفسهم ولشعبهم ولوطنهم بعدما باعوا أنفسهم للشيطان!

حملة الأمن اللبناني لتصفية الشبكات الصهيونية لم تتوقف، ويبدو أنها لن تتوقف حتى تكتشف المزيد من هؤلاء المشبوهين وتتوصل إلى كشف غموض الكثير من الجرائم التي وقعت في لبنان، ولهذا فر العديد منهم ممن كانوا على قوائم الاعتقال إلى “إسرائيل” في إشارة واضحة إلى دليل دامغ بأنهم عملاء للعدو الصهيوني، بل إن “إسرائيل” بإيوائها لهؤلاء الفارين، إنما تدينهم مثلما تدين نفسها، وتفتح الأبواب للقضاء اللبناني وللمحكمة الدولية الخاصة بلبنان لتوسيع دائرة الرؤية حول المجرمين الحقيقيين الذين يقفون وراء جريمة اغتيال الشهيد الحريري ومن قبل الحريري ومن بعد الحريري لإشعال الفتنة بين الطوائف والمذاهب وتفجير لبنان.

وبينما يري ألاستر كروك، خبير الشؤون الأمنية أن خسارة هذه العيون والآذان الإسرائيلية هي انتكاسة استراتيجية كبرى بالنسبة ل”إسرائيل”، بلعت “إسرائيل” لسانها ولم تستطع التعليق على واحدة من أسوأ الانتكاسات الاستخباراتية في تاريخها على يد الأمن اللبناني، بعدما منيت بنكسة سابقة في واحدة من أسوأ الإخفاقات العسكرية في تاريخها على يد المقاومة اللبنانية صيف عام 2006.

لكن ما يزيد من خيبة “إسرائيل” وعملائها في لبنان أن هذه الضربات اللبنانية الاستخبارية المتوالية، تأتي بعد أن بدأت اللعبة القذرة في لبنان تتضح وتتكشف فيها الأطراف الإجرامية الفاعلة، سعياً لإشعال حرب طائفية في لبنان تارة، وحرب مذهبية في لبنان تارة أخرى، لفصل لبنان عن سوريا أولاً وفك وحدة المسارين، ثم لتوريط المقاومة في حرب داخلية لبنانية لشغلها عن دورها على الجبهة الإسرائيلية.

ولأن أعداء العرب وأعداء لبنان جربوا الحروب وفشلوا في فرض الاستسلام أو القبول بالشروط الصهيونية، وجربوا الانقلابات وفشلوا، وجربوا الاغتيالات وفشلوا وسقطت رهاناتهم على تصفية المقاومة، لم يعد في أيديهم حالياً سوى آخر الأوراق التي باتت مكشوفة..

وذلك بمحاولة قلب معادلة الصراع من عربي إسلامي في مواجهة “إسرائيل” إلى شق الصف العربي بفتن مذهبية وشق الصف الإسلامي بفتن طائفية، والسعي لتحويل الصراع العربي الإسرائيلي، إلى صراع عربي فارسي، ومحاصرة المقاومة السنية في فلسطين والشيعية في لبنان والسنية الشيعية في العراق بالفتنة المذهبية ليتحول الصراع إلى سني شيعي بدلاً من عربي صهيوني، فحذار من السقوط في الفخ الصهيوني.

ولهذا بعد فشل الألاعيب الصهيونية بالإفراج عن الضباط اللبنانيين الأربعة، وفشل اتهام “إسرائيل” وعملائها للأجهزة الأمنية اللبنانية السورية لإبعاد الأنظار عن المجرمين الحقيقيين، وبعدما اقتربت خيوط التحقيق في الجرائم التي وقعت في لبنان باتجاه الخلايا السرية لـ «تشيني ـ شارون» والتي يزيدها اقتراباً سقوط شبكات التجسس الصهيونية، لم تجد “إسرائيل” طوق نجاة سوى طريق التقرير المفبرك.

وهو ما نفته المحكمة الدولية، الذي نشرته المجلة الألمانية إياها، وتلقفتها بعض وسائل إعلامية عبرية وعربية تسويقاً لاتهام حزب الله باغتيال الحريري في محاولة لإنقاذ “إسرائيل” من الاتهام بمحاولة إشعال الفتنة المذهبية من جديد، خصوصاً قبل الانتخابات التي تخشى فيها “إسرائيل” من فوز قوى الثامن من آذار وهو ما ستعتبره ضربة سياسية استراتيجية جديدة ضدها!

كاتب مصري

[email protected]

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حماس تشيد بالضربات المباركة من اليمن

حماس تشيد بالضربات المباركة من اليمن

المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالضربات المباركة التي تنفّذها “أنصار الله” والجيش اليمني في عمق الكيان الصهيوني....

أبو عبيدة: المجد لليمن صنو فلسطين

أبو عبيدة: المجد لليمن صنو فلسطين

المركز الفلسطيني للإعلام وجه أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، التحية لليمن، مقدرًا مواصلتها حدي أعتى قوى الظلم ورفضها...