الأحد 04/مايو/2025

فتوى تاريخية بتحريم تدويل القدس والمسجد الأقصى وتحريم التطبيع مع الاحتلال

فتوى تاريخية بتحريم تدويل القدس والمسجد الأقصى وتحريم التطبيع مع الاحتلال
أصدر علماء الأمة الإسلامية الاربعاء (3-6) فتوى تحرَِم تدويل قضية القدس والأقصى، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في مدينة القدس المحتلة دعت إليه مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، وحضرته قيادات إسلامية من القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

وأعلن في المؤتمر الفتوى الصادرة عن علماء الأمة الاسلامية في العالم والتي “تحرم تدويل قضية القدس والمسجد الأقصى وتدعوإلى لتحريرهما” في الذكرى الـ42 لاحتلال مدينة القدس والمسجد الأقصى، وذلك في ظل الحديث عن تدويل قضية القدس والأقصى وزيارة الرئيس الأمريكي أوباما للشرق الأوسط.

وتلا رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 الشيخ رائد صلاح في مؤتمر صحفي عاجل بمدينة القدس المحتلة فتوى علماء المسلمين الموقعة من 53 عالمًا، أبرزهم الشيخان يوسف القرضاوي وسلمان بن فهد العودة إضافة إلى نخبة من أئمة السعودية والأردن وفلسطين وتركيا وموريتانيا وغيرها.

وتدعو الفتوى، التي أعلن أنها غير قابلة للاعتراض أو النقاش، إلى تحرير القدس والمسجد الأقصى وسائر فلسطين كواجب شرعي كل على قدر استطاعته ومسؤوليته، وأضافت الفتوى أن الأقصى والقدس مرتبطان بالنص القرآني والأحاديث النبوية التي تؤكد على قدسيتهما وحرمة التفريط فيهما والتنازل عنهما.

وقال الشيخ صلاح: “بموجب الفتوى، فإن أي إجراءات تتيح لليهود السيطرة على القدس أو تهويدها ببيع الأراضي أو البيوت أو تأجيرها لليهود محرمة شرعًا”.

كما اعتبرت الفتوى أن “أي مواقف سياسية تؤدي إلى سيطرة اليهود على الأقصى بكل ساحاته ومبانيه فوق الأرض وتحتها، محرمة شرعًا، ويعد كل من يتبناها خائنًا لله ورسوله والمؤمنين”.

وشددت الفتوى -التي عدت مصيرية وتاريخية- على حرمة تدويل القدس والتنازل عن السيادة الإسلامية عنها، إلى جانب حرمة التطبيع مع الاحتلال أو بناء العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية باعتبار ذلك دعمًا للاحتلال.

وبناء على الفتوى، دعا الشيخ رائد صلاح إلى التصدي لأية دعوات من الرئيس الأميركي أوباما للتطبيع في ظل استمرار الاحتلال الصهيوني بتهويد الأرض والمقدسات في القدس والضفة وحصار قطاع غزة.

وأكد الشيخ رائد صلاح في ختام كلمته أن التطبيع مع الاحتلال في ظل مواصلته كل الجرائم التي يمارسها ضد الشعب الفلسطيني هو حرام شرعًا، ويجب أن يكون هذا مبدأ كل رأي وموقف كل السياسيين مهما كانت مراتبهم ومنازلهم على صعيد الأمة الاسلامية والعربية.

 

وبين أيضًا أن حرمة الفتوى تسري على دعوات التنازل عن حق العودة لملايين اللاجئين الفلسطينيين وإغلاق ملفهم.

وأضاف الشيخ صلاح: “53 عالمًا مسلمًا وقع على الفتوى ولا يزال هناك حشدٌ وتجميعٌ لتواقيع أخرى من علماء آخرين، وتقديري أن العدد سيصل إلى المئات”.

من جانبه قال رئيس الهيئة الاسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري: “نعلن تأييدنا للفتوى التي تليت عليكم لأنها تعبر عن ضمير الأمة بأكملها، وقد سبق أن أعلنا عن مضمونها في المسجد الأقصى المبارك، يوم الجمعة الماضي حول حرمة تدويل مدينة القدس، فالتدويل هو مرفوض شرعًا كما أن التهويد مرفوض شرعًا”.

وأضاف: “الذين ينادون بالتدويل لا يدركون خطورة هذا المشروع العدواني الغاشم على القدس، إنهم يسلبون سيادة العرب والمسلمين بشكل جماعي ودولي”.

وأشار إلى أن جميع الطروحات السياسية المتعلقة بالإدارة الأمريكية ليست في صالح أهل القدس وفلسطين، إنما يريدون أن يحلوا المشكلة على حساب مصالح أمتنا، ونحن لا ننظر إلى هذه الحلول الممسوخة التي لا تأتي بحق، خاصة أن الوضع العام العربي لا يساعد في أي حل سياسي، لأن الهوان والمذلة محيطان بالدول العربية، وهناك دعوات من هنا وهناك للتطبيع والقفز على القضية الفلسطينية”.

 

وشدد الدكتور عبد الرحمن عباد الأمين العام لهيئة العلماء والدعاة في بيت المقدس على أن واجب علماء الأمة تحريم التطبيع مع الاحتلال الصهيوني.

وقال: “لقد فطن لذلك علماء مصر خاصة نقابة المحامين عندما رفضوا التطبيع السياسي والشعبي، والمطلوب من العلماء تحرير العقول العربية، ويجب توعية كل مواطن وطفل رضيع على رفض الاحتلال، وخاصة احتلال العقل”.

وأضاف: “هذه الأرض ترفض الاحتلال الذي يعادي الانسانية والفكر الانساني، ونطالب الأمة بالتحرير وليس التغيير”، وطالب باسم علماء الأمة من السياسيين أن لا يقفوا مع الأعداء وضد شعوبهم، مؤكدًا على أن حق العودة هو حق ديني عقائدي يوثق كل الحقوق، ويوثق ثقافة الرفض التي ترفض الظلم والاحتلال، موضحًا أن “هذا ما تعلمناه في صغرنا، ويجب أن نعلمه لأبنائنا”، مضيفًا: “رسالتنا لحكامنا وأولادنا أن لا تقبلوا بأقل من حق العودة الذي لا يمكن أن يقسم على اثنين”.

وأوضح الشيخ خالد غانم رئيس المجلس الاسلامي للإفتاء أن الخطر واقع في هذه الديار والقدس والمسجد الأقصى والمقدسات والانسان، بل كل الكائنات الحية في خطر لأن الاحتلال يمارس الظلم، فلا بد من إزالة هذا الخطر وإزالة أسباب الاحتلال، ودعا الشيخ غانم أن يُحشد لهذه الفتوى الشرعية حشدٌ إعلاميٌّ وبشريٌّ في فلسطين وغيرها.

 

وقال: “يجب أن يكون هناك موقفٌ إسلاميٌّ صريحٌ من هذه القضية، وأن يكون الحق واضحًا، وأن تعود هذه الديار ومقدساتها إلى أصحابها”، مشيرًا إلى أنه “لا بد أن يأتي يومٌ وتعود الأرض إلى أهلها، لأن الاحتلال هو عداء للإنسانية والمنطق وكل دين”.

ودعا الشيخ جميل الحمامي عضو الهيئة الإسلامية العليا في كلمته علماء فلسطين بلا استثناء أن يظهروا تأييدهم على أرض الواقع، وحذر في رسالة له للجانب الأمريكي من الدخول إلى عالمنا العربي من النافذة، مؤكدًا أن “الاحتلال يريد أن يزيلنا من الوجود”.

وخاطب علماء الأمة قائلاً: “لا يجوز أن نختلف على المسجد الأقصى والقدس وفلسطين، فنحن الجسر الذي تعبرون عليه بعزٍّ وكرامةٍ للصلاة في المسجد الأقصى المبارك”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حماس تشيد بالضربات المباركة من اليمن

حماس تشيد بالضربات المباركة من اليمن

المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالضربات المباركة التي تنفّذها “أنصار الله” والجيش اليمني في عمق الكيان الصهيوني....

أبو عبيدة: المجد لليمن صنو فلسطين

أبو عبيدة: المجد لليمن صنو فلسطين

المركز الفلسطيني للإعلام وجه أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، التحية لليمن، مقدرًا مواصلتها حدي أعتى قوى الظلم ورفضها...