خريشة: الفلسفة الأمنية لأجهزة عباس تقوم على أنها وُجدت لحماية إسرائيل وتصفية الم
دعا النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور حسن خريشة إلى فتح تحقيق في المواجهات التي شهدتها مدينة قلقيلية يوم السبت الماضي (30-5)، والتي أسفرت عن استشهاد اثنَين من “كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” مطلوبين لقوات الاحتلال منذ سنوات طويلة، بالإضافة إلى استشهاد صاحب البناية وثلاثة من أجهزة عباس حين حاصرت قوة من الأجهزة الدايتونية التابعة لسلطة رام الله برئاسة محمود عباس المنتهية ولايته منزلاً تحصَّن به المقاومان، واصفًا ما جرى بأنه تصعيدٌ خطيرٌ، ومؤكدًا وقوف الشعب الفلسطيني خلف المقاومة الفلسطينية.
وقال خريشة في تصريحات لوكالة “قدس برس” اليوم الثلاثاء (2-6) إن ما جرى في قلقيلية أمر خطير في الساحة الفلسطينية، ويجب على القوى التضافر حتى لا يتدهور الوضع إلى أكثر من ذلك، مطالبًا بتشكيل لجنة تحقيق وتحديد المسؤولين عن هذا الحادث؛ لمنع انحدار الوضع على الساحة الفلسطينية إلى الأسوأ، محذِّرًا من محاولات جرِّ الشعب الفلسطيني إلى اقتتال داخلي.
واتهم خريشة سلطة رام الله بقتل مواطنيها، مشيرًا إلى أن من قُتِلَ هم مواطنون ومقاومون وعناصر من الأجهزة الأمنية، داعيًا السلطة الفلسطينية، وكل من له علاقة بوقف التدهور على الساحة الفلسطينية، واحترام إرادة الشعب الفلسطيني التي عبَّر عنها من خلال صندوق الانتخابات، وأن يتخلّوا عن كل إرادات أخرى مهما كانت هذه الإرادات قوية، سواء كانت لجنة رباعية أو أمريكية.
وأوضح النائب خريشة أن ما تقوم به حكومة رام الله الحالية والسابقة هو تنفيذٌ لما يسمَّى بخارطة الطريق، التي يتضمن شقُّها الأول ضرب المقاومة وتفكيكها، مضيفًا أن البداية كانت من خلال الاعتقالات وزجّ المقاومين بالسجون وتجريدهم من السلاح، والآن هناك خطوةٌ كبرى؛ وهي تصفية كل من يقف في وجه مشروع دايتون.
وأكد خريشة أن ما جرى في قلقيلية جزءٌ من خطوات مستقبلية مترابطة مع بعضها البعض، وكلها تصبُّ في إطار تنازلات تقدمها السلطة للكيان الصهيوني بحثًا عن السلام الموهوم الذي لن يحقِّق لها شيئًا، بل يزيد من تدهور الوضع الداخلي، وفي المقابل يواصل الاحتلال “الاستيطان” وتهويد القدس.
وقال: “بات مفهومًا أن هناك أطرافًا في السلطة، تتقاطع مصالحهم مع المفاوضات، ولذلك هم يصرُّون ويتمسَّكون بالمفاوضات مع “إسرائيل”، على الرغم من كل ما تقوم به “إسرائيل”، من بناء للمغتصبات، والاستمرار في بناء جدار الفصل، وتهويد القدس، وهدم منازل المقدسيين، وهذا انحدار ما بعده انحدار.
واستنكر خريشة وصف رجال المقاومة الفلسطينية بالخارجين عن القانون، وقال هذا يعني أن الشعب الفلسطيني كله خارج عن القانون؛ لأن جموع الشعب الفلسطيني في كل مكان مع خيار المقاومة، على أساس أنه الخيار الوحيد لمقاومة الاحتلال وليس المفاوضات، ولهذا الخيار صوَّت الشعب الفلسطيني في انتخابات المجلس التشريعي.
وحذَّر خريشة من أن هناك تعبئةً داخليةً لأفراد الأجهزة الأمنية في الضفة تقوم على أساس أن هذه الأجهزة وُجِدت لحماية “إسرائيل” و”الإسرائيليين” وليس لحماية الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو التي قال فيها: “إن السيد دايتون يقوم ببناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية وتشكيلها حتى تصبح قادرةً على حماية “إسرائيل” و”الإسرائيليين” والأمن “الإسرائيلي” وليس الأمن الفلسطيني”.
وأكد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي أن الشعب الفلسطيني موحَّد خلف المقاومة، وأن المقاومة تملك الأغلبية في البرلمان الفلسطيني، وأن المجلس التشريعي تعهَّد بحماية المقاومة والمقاومين، وأن غالبية الشعب الفلسطيني تبنَّت هذا الخيار من خلال انتخاب ممثلي المقاومة في المجلس التشريعي.
ورأى أن المستفيد الوحيد مما جرى في قلقيلية من ملاحقة المقاومين هو الاحتلال الذي عبَّر عن مشاعر الفرح والسعادة؛ لتصفية عدد من المقاومين في قلقيلية، بعد فشلها في تعقُّبهم، وقيام آخرين بهذا الدور، مشيرًا إلى أن الكيان الصهيوني يطبِّق المبدأ البريطاني؛ أي “الاعتماد على الآخرين في الحروب”، و”إسرائيل” تحارب المقاومة بأجهزة دايتون.