«ليبرمان» ذئب عنصري وقسم الولاء للصهيونية

صحيفة البيان الإماراتية
قبل أسابيع عدة اقترح وزير خارجية الكيان الإسرائيلي «أفيغدور ليبرمان»، مهاجر من «الاتحاد السوفييتي»، تمرير قانون عنصري آخر جديد في الكنيست الإسرائيلي.
يقضي الاقتراح ـ القانون بضرورة إلزام حاملي الجنسية الإسرائيلية بأداء قسَم الولاء لدولة “إسرائيل” القائمة على النظرية الصهيونية. تعتمد النظرية الصهيونية الانتقائية العنصرية والاستيطان والهمجية العسكرية وإرهاب الدولة لإثبات وتوطيد وجودها. قسَم ولاء «ليبرمان» ينضح عنصرية فاشية تعود بروحها ومضمونها إلى أيام التلمود الأولى التي تستمد مقومات ديمومتها من فكرة «شعب الله المختار».
السؤال المطروح هنا هو كيف يريد «ليبرمان» التعبير بالجسد أو الإيماء عن الولاء للصهيونية بعد أداء حامل الجنسية للقسم؟!. ما هو شعار الولاء لتلك الدولة العنصرية بامتياز؟!.
ليس أقرب على مثل هذا الطرح الفاشي إلا مد الذراع إلى الأمام الأعلى وقبضة اليد ممدودة أو مشدودة مع ترديد عبارات من مثل «هايِتْ ليبرمان» على شاكلة «هايِتْ هتلر». هنالك شعار أقرب على طرح «ليبرمان» يتمثل بطريقة رسم شارة النصر الصربية أيام ذروة التطهير العرقي ضد المسلمين والكروات في جمهوريتي البوسنة والهرسك وكرواتيا. هذا إلى جانب حمل راية تحمل رسماً لنجمة داود الحمراء أو الزرقاء أو السوداء ذات الأسنان المعقوفة أسوة بالطريقة النازية الهتلرية.
اقتراح ليبرمان موجه أولاً إلى عرب فلسطين عام 1948. في المرحلة الثانية من الممكن تعميم فكرة أو قانون «ليبرمان» على مناطق جديدة في الشرق الأوسط، وربما بشكل أكبر وطأة لأن القانون ـ الفكرة يحمل نفَساً قابلاً للنشر والتمدد بسهولة. وفي مرحلة ثالثة أو نهائية يود الصهاينة لو يستطيعون سن قانون دولي يلزم بقية العالم بإعلان أو إشهار قسم الولاء للصهيونية.
هنالك إذعان ولا ـ مبالاة عربية وإسلامية ودولية تجاه أفكار ومشروعات «ليبرمان». لم يقم العالم الرسمي بما يكفي لردع الكيان الإسرائيلي من طرح وتطبيق طروحات عنصرية همجية.
البترول والغاز الطبيعي يصلان إلى الكيان الإسرائيلي ببالغ السهولة والسلاسة. وحتى كما لو لم تكن هنالك أية أزمات اقتصادية ومالية وسياسية دولية تسبب بها الكيان. كما أن هنالك مشروعات سرية وعلنية تهدف إلى حصول “إسرائيل” على ما تحتاج إليه من مياه. مشاريع المياه هذه ستأتي بالماء ل”إسرائيل” من رؤوس منابع النيل والفرات ودجلة وبأكثر الطرق تكلفة.
إعلام الدولة «اليهودية العبرية الصهيونية» يصل الآن إلى الشرائح الشعبية العربية في كل مكان. يجري ذلك على مسؤولية وسائل وأبواق الإعلام العربي تحت شعارات براقة تبدو واعدة حضارية مثل احترام الاستماع للرأي الآخر.
في ظل التفوق الإعلامي الدعائي الصهيوني الكاذب المزيف قد يصل احترام الرأي الآخر عند البعض إلى درجة متقدمة من التبني والتقديس، ونكران بل جلد وصَلب الذات العربية. بالتوازي مع اقتراح «ليبرمان» وافق البرلمان الإسرائيلي من حيث المبدأ على الشروع بتطبيق قانون فاشي عنصري تلمودي ضد من لا يعترف بيهودية الدولة. أكثر من 20%، هم عرب فلسطين المحتلة عام 1948، من تعداد سكان “إسرائيل” معرّضون للسجن بتطبيق هذا المبدأ.
لا مفاجأة قادمة من تصريحات «ليبرمان» وأي من وزراء حكومة «بنيامين نتانياهو» المتطرفة فاشياً عنصرياً وسياسياً. فدولة «نتانياهو ـ ليبرمان» قوية عسكرياً واقتصادياً لكنها تواجه الآن مأزقاً بل حقبة عسيرة في المستقبل القريب والبعيد. اقتصادياً لا تستطيع “إسرائيل” تجاهل الأزمة المالية العالمية التي قد تنهي حالة سيادة دولة “إسرائيل” على دول المنطقة. تعتمد “إسرائيل” على المعونات المالية والعسكرية الأميركية بشكل حيوي مصيري وعلى مدار الساعة.
غاب عن علم ووعي «ليبرمان» وبقية وزراء حكومة “إسرائيل” أن زمان الفاشية والنازية والشوفينية ومحاكم التفتيش والتطهير العرقي قد ولّى إلى غير رجعة. العالم اليوم أصبح مثل قرية صغيرة. قرية فيها يتشارك أتباع كافة الأجناس والأعراق والأديان في نفس مصادر الطاقة والغذاء والماء والهواء والدواء.
التقنيات المدنية والعسكرية المتقدمة باتت في متناول الجميع، وليست حكراً على أحد بعينه. أمن “إسرائيل” المنشود لا يتحقق عن طريق سلوك «إرهاب دولة» منظّم ينتهج الاستيطان العنصري وهضم بل إنكار حقوق الغير بالكامل.
جزئياً وربما تكتيكياً! وعت قيادة “إسرائيل” خطورة اقتراح «ليبرمان» والإجراءات العنصرية الموازية على ما تبقى من سمعة الدولة العبرية لدى من تبقى من أنصارها. دولة قائمة أصلاً على الدعاية الإعلامية التي تصور اليهود ضحايا النازية والفاشية والعنصرية. تم توجيه عدة تهم تختص بـ «الفساد» إلى شخص «ليبرمان» في بادرة كما يبدو لتنحيته عن منصبه، إذا ما استدعى الأمر ذلك.
حقيقةً فأفكار أمثال «ليبرمان» تظهر للصديق والعدو عمق مأساة التواجد في كنف أو بجوار دولة «ديمقراطية يهودية صهيونية». تجاهل «ليبرمان» حقيقة أن الرأي العام الأميركي لا يؤيد مثل هذه النزعات العدوانية الجسورة على حقوق الإنسان. الولايات المتحدة اليوم تختلف عن حالها عند إنشاء دولة “إسرائيل” وعن السنين وفي المواقف العسكرية والسياسية التي تلت إنشاء الدولة.
أدرك الأميركيون الآن أن تحالفهم مع الدولة «اليهودية الصهيونية» لم يجلب لهم سوى السمعة الكريهة المقيتة لدى جل شعوب ودول الأرض. لذلك فإن إعلان طلاق «البينونة الكبرى» بين الشعب الأميركي و”إسرائيل” بات يلوح في الأفق أكثر من أي وقت مضى. ذلك في الطريق نحو إعادة الهيبة والاحترام عالمياً للولايات المتحدة كدولة رائدة في مجال دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
العالم اليوم يتفهم بشكل شبه كامل حقوق ومعاناة الشعب الفلسطيني جراء العنجهية الإسرائيلية المستمرة منذ عقود طويلة. بات لزاماً على حكومات العالم أن تقف في وجه سياسة حكومة “إسرائيل” شديدة التطرف هذه.
حكومة تواصل تهديد مختلف أنواع السلم المحلي والإقليمي والدولي. ذلك بدل صرف الأنظار وتوجيه الرأي العام نحو أخطار مزعومة أخرى مثل توجيه الهجوم الإعلامي على ما استحدِث في عهد جورج بوش بما يسمى «محور الشر». “إسرائيل” هي أم الشرور وبؤرة لإثارة وإدامة التوتر وخلق الاحتقان الطائفي. هذه تُستحدَث بهدف إذكاء الحروب ونثر الويلات والفوضى والحروب الأهلية في عموم المنطقة والعالم.
جامعة الإمارات
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...

قيادي في حماس: مفاوضات متقدمة مباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام كشف قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مفاوضات متقدمة مباشرة تجري بين الحركة والإدارة الأميركية حول وقف إطلاق...

مركز حقوقي: فظائع سديه تيمان تستوجب محاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب
بيروت- المركز الفلسطيني للإعلام أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى (مستقل) أن "ما كشفته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن الانتهاكات الصادمة التي تُرتكب في...

الصحة بغزة: 19 شهيدا و 81 إصابة وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة وصول مستشفيات قطاع غزة 19 شهيدا، و 81 إصابة خلال 24 ساعة الماضية....

المقاومة توقع قوة إسرائيلية بكمين في حي الشجاعية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تنفيذ عملية مركبة في حي الشجاعية بمدينة غزة، أمس السبت، أسفرت...

الاحتلال يقتحم مجمع المدارس في حلحول ويشدد إجراءاته العسكرية في الأغوار
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من الطلبة بالاختناق، اليوم الأحد، جراء اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة مجمع المدارس في بلدة حلحول...