الخميس 08/مايو/2025

الفرصة السانحة في عالم يتغير

الفرصة السانحة في عالم يتغير

صحيفة أخبار الخليج البحرينية

بعزم أكيد أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه يدعم بقوة حل الدولتين، ومنذ توليه رئاسة القطب الأوحد في هذا العالم يستمر في إصدار العديد من المؤشرات الايجابية على أنه يقود مرحلة جديدة من التغيير، تغيير في الرؤية وفي السلوك والممارسة وطريقة التعاطي مع قضايا العالم المعقدة.

يستمد الرئيس الأمريكي قوته من تجربة طويلة من المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين رعتها الولايات المتحدة منذ توقيع اتفاق أوسلو في حديقة البيت الأبيض عام 1993م، حينما تمت المصافحة الشهيرة بين قائد الشعب الفلسطيني ورمز تاريخه المعاصر “ياسر عرفات” ورئيس الوزراء الإسرائيلي “إسحاق رابين” الذي اغتيل على يد متطرف يميني صهيوني عام 1995م، وهذه الخبرة المتراكمة من تجربة المفاوضات تدعم بمبعوثي الرئيس أوباما المعنيين بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي إلى المنطقة وهما “جورج ميتشيل والجنرال جيمس جونز” اللذان يتمتعان بإدراك كبير ومعرفة بتفاصيل الصراع، وسبق لهما أن قدما تقارير سابقة عن هذا الصراع.

ولا يخفى أيضاً أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة الحالية حريصة على عدم الصدام مع الحليف الأمريكي، مدركة أنها تتمتع بعدد قليل من الحلفاء الدوليين خاصة بعد الحرب على غزة.

وفي هذا الخضم ولد المشروع “الشرق أوسطي للولايات المتحدة” الذي يرأسه هنري سيجمان ويرأس مجلس الإدارة برنت سكوكروفت “مستشار الأمن القومي للرئيسين فورد وبوش الأب” ووقع الدراسة داعماً ومؤيداً بريجنسكي “مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس جيمي كارتر”، والسيناتور هايجيل ولي هاملتون وكارلا هيلز وجيمس بيكر وجيمس وولفنسون “رئيس البنك الدولي سابقاً”، وتحدى هذا المشروع المقدم إلى الرئيس أوباما عناصر ثلاثة إلى حد السخف وهي:

1- أن الرئيس يجب أن يولي قضايا أخرى الاهتمام مثل القضيتين العراقية والأفغانية والمفاعل النووي الإيراني ويتجاهل القضية الفلسطينية.

2- أن قاعدة واسعة من الشعب الأمريكي ستغضب نتيجة للضغط على “إسرائيل”.

3- لا يمكن فرض السلام من قبل أمريكا بل يجب تركه للأطراف نفسها.

وخلصت الدراسة إلى أنه لكي يسود السلام في المنطقة ويتم تجفيف منابع الإرهاب والقضاء على التطرف يجب تحقيق التالي:

– إقامة الدولة الفلسطينية على خط الرابع من يونيو عام 1967م.

– معالجة قضية اللاجئين حسب القرار الأممي رقم 194.

– مدينة القدس عاصمة للدولتين.

– اتخاذ إجراءات أمنية ضرورية بما في ذلك وجود قوات دولية متعددة الجنسيات على الأرض ولفترة انتقالية يتفق عليها.

– تشجيع حكومة التوافق الفلسطيني والانفتاح على حركة “حماس” إن هي قبلت بوقف إطلاق النار والاعتراف بالرئيس الفلسطيني “محمود عباس” كمفاوض رئيسي والالتزام بنتائج الاستفتاء الفلسطيني الوطني على نتائج الحل النهائي لإنهاء حالة الحرب مع “إسرائيل”.

ومن وجهة نظرنا نعتقد أن “إسرائيل” لتقبل بحل الدولتين ستضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لضمان أمنها على المدى الطويل بالحصول على تمويل مالي سخي وأسلحة متطورة تضمن تفوقها العسكري النوعي، وكذلك تطبيع كامل مع المحيط العربي والإسلامي.

وفي الختام لابد من التأكيد أن الدولة الفلسطينية العتيدة القادمة هي جزء أساسي من احترام حقوق الإنسان الفلسطيني وتحقيق العدل والقانون الدولي لضمان سلام وحرية وأمن الفلسطينيين والعالم. هذان التغير العالمي ودعم العالم قاطبة لحل الدولتين يجب أن يقابلا بوحدة فلسطينية راسخة تنهي الانقسام وبموقف عربي موحد خلف المبادرة العربية للسلام وإلا فلن يدعم العالم من لا يدعمون أنفسهم.

* كاتب فلسطيني مقيم في البحرين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...