الثلاثاء 13/مايو/2025

الفلسطينيون ولبن الصيف!

الفلسطينيون ولبن الصيف!

صحيفة الوطن العمانية

ينتظر كثير من العرب ومن المسلمين – وبالطبع من الفلسطينيين، بكثير من الحيرة والتساؤلات موعدين مهمين على ما يبدو في هذا الصيف. والموعدان مكانهما واحد هو القاهرة. الأول هو الرابع من يونيو (عله يكون يوماً يخفف وقع وبلاء الخامس منه) حيث قيل إن الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما سيلقي خطاباً موجهاً إلى العرب والمسلمين، وبالطبع منهم الشعب الفلسطيني، وهو خطاب (مصالحة) و(دعوة إلى فتح صفحة جديدة) في العلاقات بين المسلمين بدولهم السبع والخمسين والولايات المتحدة الأميركية، بدليل أن الإدارة الجديدة الأميركية تريد، أيضاً، طرح مبادرة سلام جديدة لحل القضية الفلسطينية التي صار اسمها – يا سبحان الله – مشكلة الشرق الأوسط.

إذا لنا، في هذا المجال ما نقوله مجدداً فهو: إن طرح مبادرة جديدة يعني أن كل ما سبق فاشل ومرفوض، بما في ذلك بالطبع قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام، وضمن المرفوض والفاشل تلقائياً الرباعية الدولية وخارطة الطريق واتفاق أوسلو.

ماذا إذا نتوقع؟ هل يستطيع الرئيس الأميركي القفز من فوق تاريخ العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن وتل أبيب، وهو لم ينبس ببنت شفة أمام نتنياهو الذي يعلن (رفض حل الدولتين ويؤكد أن القدس هي العاصمة الأبدية الموحدة لإسرائيل) كما أنه لم يفكك مستوطنة واحدة ولم يلغ أي قرار أو إجراء يهدف إلى تهويد القدس ـ عاصمة فلسطين ـ والتي فيها الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين؟

إذا ينبغي ألا يعول أحد على أن يأتي لبن الصيف إلينا من (زق) الرئيس الأميركي أوباما بصرف النظر عما إن كان اسمه باراك حسين أوباما أو باراك أوباما (من غير حسين).

الموعد الآخر في القاهرة بين الخامس والسابع من يوليو، وهو المحدد لاجتماع القيادات واللجان الفلسطينية الخمس الخاصة بالحوار الوطني الفلسطيني، وهي لجان أنجزت كما قيل الكثير، ولكنها عجزت أيضاً عن انجاز الكثير، ما يعني أن القاهرة وضعت للفصائل الفلسطينية سقفاً زمنياً يعبر عن تبرمها بالمماطلة كما يعبر عن ألم شعب فلسطين من المماطلة ومن عدم الاتفاق على الجملة السياسية وعلى (طريقة الانتخابات) وعلى (تشكيلة الأمن الوطني)، التي يجب أن تكون في القطاع كما في الضفة، إلى جانب السعي الجاد لإنهاء حصار القطاع والشروع في إعادة بناء ما دمرته المحرقة الصهيونية.

هل نتوقع اختراقاً ههنا؟ لماذا لجأت رام الله إلى تشكيل حكومة جديدة برئاسة فياض ذاته، أن كانت تأمل أن ينجح الحوار الوطني في (يوليو) ويسقى الفلسطينيون العطاشى اللبن في عز الصيف فينطفئ لهيبه الذي يحرق أجوافهم؟

الحقيقة أن المقدمات تقول أن الصيف الفلسطيني حار وجاف ولا يبشر بالوصول إلى حيث اللبن يروي الظمأ. والدليل استمرار التعاون الأمني بين السلطة ودايتن، والحرص على التنابذ حول الشرعية بين رام الله والقطاع ، وإذا كنا نرى أي نتيجة في الحوار وفي موعده القادم فإن تصريحات المسؤولين في الطرفين المختلفين لا تعطينا أملاً على الإطلاق خاصة هذه السخرية المريرة والمفجعة من شعارات عربية وفلسطينية شعبية من مثل (المقاومة – والممانعة – والصمود – والتصدي) بصرف النظر عن نجاحها أو إخفاقها، فهي شعارات كانت تثير خوف وحنق وغضب المحتلين والغزاة ولا تزال. وفي الصيف اللاهب هذا سينتظر الفلسطينيون طويلاً وهم يتأملون أن يرووا عطشهم ـ قبل أن يقول قائلهم (في الصيف ضيعت اللبن).. إن لم يركلوا كل الرايات والضغوطات ويختاروا جميعاً أن يكونوا تحت ظل الراية الوطنية الفلسطينية وحدها.

كاتب فلسطيني

[email protected]

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات