الأحد 11/مايو/2025

سلطات الاحتلال تسمح للشيخ الأسير جمال أبو الهيجاء برؤية ابنته الصغرى

سلطات الاحتلال تسمح للشيخ الأسير جمال أبو الهيجاء برؤية ابنته الصغرى

أمضت الليل بطوله تجهِّز نفسها وتكرِّر ما تريد قوله لوالدها التي لم تره منذ زمن بعيد.. يقاطع أحلامها ويقطع تسلسل أفكارها رسائلُ الأم والأخت والأخ بقولهم: “سلِّمي لنا عليه يا ساجدة”؛ فالأخت الكبرى بنان تهمس في أذن أختها الصغيرة ساجدة بأن تخبر والدها بموعد عُرسها الشهر القادم، وأخوها عبد السلام يقول لأخته: “أخبري والدي بخروجي من السجن قبل 45 يومًا”، أما الأم فتجلس بين نكات أولادها ومزاحهم وبكائهم حائرةً لا تعلم كيف توصِّل مع ساجدة ما في الصدر من شوقٍ وحنينٍ للزوج الذي أبعده الأسْر منذ 26-8-2002 ولا يزال يبعده.

هكذا أصبحت حياة عائلة الأسير الشيخ جمال أبو الهيجاء (50 عامًا) بعدما أن علمت بقرار ما يسمَّى “محكمة العدل العليا” الصهيونية السماح لابنته ساجدة برؤية الشيخ الأسير المعزول منذ سبع سنوات في زنزانةٍ انفراديةٍ.

قلق وخوف

وخرجت ساجدة جمال أبو الهيجاء (13 عامًا) من منزلها مع ساعات الفجر الأولى لزيارة والدها في سجن “جلبوع”، وقالت لمركز “أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان” السبت (23-5): “ما إن وصلنا إلى بوابات السجن حتى زادت دقات قلبي، واندفعت لأسلِّم التصريح وقرار المحكمة إلى ضابط السجن الذي لم يُعرني أي اهتمامٍ، فبدأ يصرخ في وجه أهالي الأسرى، وطالبهم بترتيب أنفسهم، وبعد أكثر من أربع ساعات سمح لي برؤية والدي الأسير”.

وأردفت ساجدة بحزنٍ عميقٍ: “وقفت خلف الشباك البلاستيكي السميك بعد أن اخترت لنفسي مكانًا مناسبًا، وبدأت أرقب فتح باب الزيارة، وبعد أن فُتح ظهَر أبي غير قادرٍ على المشي بسبب القيد الذي يكبِّل قدميه”، وأضافت: “فحبست الدموع في عيني، وما إن اقترب حتى وضع يده على الزجاج في إشارةٍ منه إلى إلقاء السلام عليَّ”.

وتابعت ابنة الـ(13 عامًا) قائلة: “هالني منظر والدي الذي بدا أصفر اللون، وبدت يده المبتورة مصابةً بالتهابٍ حادٍّ من جرَّاء قلة العلاج، إضافة إلى الحساسية التي ظهرت بوضوحٍ عليه نتيجة رطوبة المكان وسوء التهوية والوضع النفسي الذي تعرَّض له في العزل الانفرادي”.

وقالت إن أباها الأسير فرح بخروج ولديه عاصم وعبد السلام من السجن، وأخذ يبكي عندما علم بقرب موعد زواج ابنته بنان.

ليس وحده

وفي سياقٍ متصلٍ، أكد الباحث في شؤون الأسرى الفلسطينيين ومدير “مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان” فؤاد الخفش أن “حالة أبو الهيجاء ليست الوحيدة بين الأسرى المحرومين من رؤية ذويهم، بل هناك أكثر من ألف أسير محرومون من رؤية أولادهم وآبائهم وزوجاتهم”، مشددًا على أن حالة أبو الهيجاء “تُعَد أصعب الحالات؛ وذلك لكبر عمر الشيخ ووضعه الصحي”.

وأضاف أن أبو الهيجاء “يحتاج إلى رعايةٍ خاصةٍ، ويعاني من ظروفٍ اعتقاليةٍ في غاية الصعوبة، في حين تتعامل معه مصلحة السجون بطريقةٍ استفزازيةٍ لتحطيم روحه المعنوية”.

وطالب الخفش كافة المؤسسات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان بضرورة “تسليط الضوء على المحرومين من زيارة أُسَرهم، وفضح ممارسات الاحتلال تجاه هذه الفئة التي تستحق منا الكثير”.

والشيخ جمال أبو الهيجاء من مواليد مخيم جنين عام 1959م، وهو متزوجٌ وله من الأبناء أربعة ومن البنات اثنتان، وحصل على دبلوم تربية إسلامية من الكلية العربية في عمان، وعمل في التدريس في اليمن والسعودية لمدة 11 عامًا، ثم عاد إلى أرض الوطن عام 1990 ليشارك في انتفاضة شعبه ضد الاحتلال آنذاك.

وأدار أبو الهيجاء مراكز تحفيظ القرآن الكريم في محافظة جنين، ويُعد أحد قادة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في المحافظة، كما أنه أحد قادة معركة الدفاع عن المخيم، وله باعٌ طويلٌ في العمل الجهادي.

ووضعه الكيان الصهيوني على قائمة المطلوبِ اعتقالهم عبر الورقة التي قدَّمها الجنرال الأمريكي زيني إلى السلطة الفلسطينية خلال انتفاضة الأقصى، واختطفته قوات الاحتلال قبل سبع سنوات من مخيم جنين، وحُكم عليه بالسجن تسعة مؤبدات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....