الأحد 11/مايو/2025

قطر تصلح وأطراف عربية تخرب

قطر تصلح وأطراف عربية تخرب

صحيفة الشرق القطرية

تلعب قطر دوراً مهما في إصلاح الخلافات العربية- العربية، جندت قياداتها السياسية بكل درجاتها من أجل إصلاح ذات البين العربية، في الشأن الفلسطيني بذلت كل جهودها من أجل الإصلاح بين الأشقاء، رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ذهب بنفسه إلى غزة ومعه كبار مساعديه من كوادر وزارة الخارجية والتقى بالسيد محمود عباس وكبار موظفيه قبل انتهاء ولايته، والتقى أيضاً برئيس وزرائه في حينه السيد إسماعيل هنية وكبار مساعديه، كان الهدف من وراء الجهود القطرية إصلاح ذات البين قبل أن يستفحل الخلاف بين الأشقاء، لقد استشرفت قطر خطورة ما تقوم به بعض العناصر غير المنضبطة من الحزب الفلسطيني الذي لم يحالفه الحظ في الانتخابات التشريعية التي جرت في 2006، ورمت بثقلها لاحتواء أي خلاف بين الأشقاء لكن مع الأسف لم يكتب لتلك الجهود أي نجاح، لأن أطرافاً فلسطينية ذات ارتباط بأطراف خارج الجغرافيا الفلسطينية لا تريد أن تحقق الجهود القطرية أي نجاح في أي عمل عربي أياً كان، وبكل بساطة في القول، إن تلك الأطراف مرتبطة بمصالح مع الكيان الإسرائيلي تعمل بكل الجهود كي لا يصل الأشقاء في فلسطين إلى اتفاق في شأنهم بل تعمل على تجذير الخلافات بينهم، وحاولت المملكة العربية السعودية الإصلاح، تمثل ذلك بصلح مكة الذي وقع بين قيادات فتح وقيادات حماس بجوار بيت الله ولم يكتب له النجاح للأسباب ذاتها، وكانت مصر مبارك كارهة لأي صلح وراحت القيادة السياسية في صنعاء تجرب حظها في المصالحة بين فتح وحماس وفشلت لأن جمهورية مبارك مرة ثالثة ترفض أي حلول لا تخرج من تحت عباءتها الرثة.

قطر الدولة الوطنية وقياداتها الواعية التي تعلم أنه لا مستقبل لأمتنا العربية في ظل التنازع والتشتت العربي راحت تعمل بكل جهودها من أجل تعميق ثقافة المصالحة بين الأشقاء العرب المختلفين مقرونة بخطوات عملية فاعلة وقد وفقت كل التوفيق فيما ذهبت إليه في الشأن اللبناني رغم كل الجهود التي بذلتها وما انفكت تبذلها مصر مبارك لإفساد ما تم إصلاحه في لبنان، وكذلك الحال في السودان في شأن دارفور، الكل يعلم بأن كل القوى المختلفة في شأن دارفور أتوا إلى الدوحة وحصل التفاهم ثم الاتفاق وبدأت مسيرة التنفيذ تأخذ طريقها نحو النجاح، فما كان من جمهورية محمد حسني مبارك إلا أن تقف ضد مشروع المصالحة فدعت إلى تشكيل لجنة في القاهرة أشركت فيها عدداً من الأفارقة لا بهدف الإصلاح وإنما بهدف إفشال جهود قطر الخيرة وامتدت يد التخريب المباركية إلى إفشال الجهود القطرية في المصالحة السودانية التشادية.

يقول الرئيس الاريتري أسياسي أفورقي: “إن هناك أطرافاً لا تريد للمبادرة القطرية أن تنجح وسوف تستخدم كل الحيل الخبيثة لإفشال الجهود القطرية” وفي هذا السياق أعلن وزير خارجية مصر على رؤوس الأشهاد أن لمصر مبارك الشرف أنها أفشلت مؤتمر الدوحة لنصرة غزة إبان العدوان الصهيوني على القطاع.

والحق أن جمهورية حسني مبارك لا تريد الاستقرار للفلسطينيين ولا للسودان ولا تريد للقرن الإفريقي الأمن والسلام لأن إبقاء الحال على ما هو عليه فيما ذكرت أعلاه يخدم المصالح الإسرائيلية والأمن الإسرائيلي وهذا في اعتقاد الإدارة السياسية المصرية يدخل ضمن نطاق أكذوبة اتفاق كامب ديفيد الملعون.

آخر القول: أقدم أحر التعازي القلبية لوالدي حفيد حسني مبارك في فقيدهم الذي وافته المنية مؤخراً وعجز الطب عن إنقاذ حياته، وأحب هنا التذكير بأطفال غزة الذين يموتون يومياً جراء الحصار فعل نلتفت إليهم؟.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات