قضايا عربية ساخنة

صحيفة الشرق القطرية

أم القضايا العربية ومحور أزمات الشرق الأوسط تدور رحاها في القاهرة، اجتماع ثنائي ـ فتح وحماس ـ يجرى بإشراف المخابرات المصرية، وسائل الإعلام العربية والدولية تناقلت أخباراً مفادها أن مدير المخابرات المصري راعي الشأن الحواري الفلسطيني أصدر تهديداً للطرفين ـ حماس وفتح ـ بأن عليهما أن يتفقا في خلال هذه الجولة من المباحثات الجارية الآن وإلا فإن الأمور ستسير في غير ما هو مرغوب فيه.

صحفي مصري في روزاليوسف له علاقة بالمخابرات المصرية قال للإذاعة البريطانية الناطقة باللغة العربية يوم الأحد الماضي في سياق حديث عن محادثات القاهرة الفلسطينية: إن على حماس أن تدرك أنه لن يكون لها مستقبل في فلسطين ما لم تقبل بالاندماج في المسيرة السلمية، أي عليها أن تعلن قبولاً لا لبس فيه بجميع الاتفاقيات التي وقَّعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع “إسرائيل” من أوسلو إلى أنابوليس وبخارطة الطريق وما تقول به اللجنة الرباعية وكذلك المبادرة العربية. هذا الكلام لا يمكن أن يمر دون التوقف عنده وربطه بالتهديد الذي قيل عنه والصادر عن الوزير عمر سليمان، بمعنى آخر، أن على حماس أن تخضع لكل الشروط الإسرائيلية وما تمليه عليها الإدارة المصرية وإلا فإنها الخاسر.

كل هذه الضغوط على حماس تجرى لأن حسني مبارك سيحج إلى واشنطن ويطوف بالبيت الأبيض ويقول للرئيس الأمريكي أوباما “أهوه أنا جبت لك الديب من ديله” يعني ركَّعت لك حركة حماس وقبلت بكل شروطكم والإسرائيليين، كل هذا يجرى في الوقت الذي تعاني فيه مصر أزمات داخلية متفاقمة قد تطيح بالنظام السياسي القائم في القاهرة، وبتلك الخدمات التي يقدمها نظام مبارك للصهيونية وأمريكا يطلب في مقابلها حماية نظامه ومساعدته في توريث الابن، لكن القول الفصل في هذا يعود إلى شعب مصر العظيم فقط.

(2)

الملك الهاشمي عبدالله الثاني عاد من واشنطن يحمل مشروعاً أمريكياً أبلغ به بعض القادة العرب، وتناقلت الصحافة أخبار تلك المبادرات التي ينوي الرئيس الأمريكي إعلانها عندما يصل إلى القاهرة في زيارته القادمة مؤدى تلك المبادرات “اعتراف الدول العربية والإسلامية بدولة إسرائيل” والتطبيع الكامل معها وفتح المجال الجوي لحركة الطيران الإسرائيلي، وتبادل التجارة والوفود الرسمية مع كافة الدول الإسلامية، بعد تنفيذ ذلك المطلب من العرب ومنظمة المؤتمر الإسلامي، “إسرائيل” ستوافق على القبول بحل الدولتين وطبعاً سيأخذنا هذا المشروع 20 عاماً من التفاوض لتنفيذه.

لكن لم يقل لنا أحد من القادة العرب ما طبيعة الدولة الفلسطينية، وما حدودها، وما عاصمتها؟ وفي ذات الوقت الذي يتحدث الكل عن حل الدولتين، المستوطنات تتسع يوماً بعد يوم، وسور يتلوى حول القرى والمدن والمزارع الفلسطينية كالثعبان في سرعته وقضم فريسته، والقدس انتهى أمرها والملوك والرؤساء العرب يطالبون الحكومة اليمينية المتطرفة في “إسرائيل” بالقبول بهذه الدولة المسخ، ويعللون النفس بأن الأمريكي أوباما سيضغط على الإسرائيليين للقبول بحل الدولتين.

“إسرائيل” الليكودية العنصرية المتطرفة قد تعلن القبول بالدولة المزعومة، شرط أن تكون دولة منزوعة السلاح وظيفتها حماية المستوطنات الصهيونية وتوفير الأمن للمستوطنين وتقديم الخدمات لهم بأبخس الإثمان يضاف إلى ذلك القبول بالدولة اليهودية ومعناها أخرج من تبقى من الفلسطينيين منذ عام 1948 من الأرض المحتلة وإنهاء حق العودة. طبعا السلطة العباسية وسلطة مبارك القاهرة وآخرون من قادة العرب الميامين ليس عندهم مانع لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يقبل الشعب الفلسطيني هذا الحل؟ أشك في ذلك.

(3)

الذي يحدث بين السودان وتشاد من قتال تارة وتبادل الاتهام بين النظامين تارة أخرى أمر يبعث على الحيرة والارتباك، اتفق الطرفان في الدوحة على إنهاء خلافاتهم والبدء بصفحة جديدة في العلاقات، لم يجف حبر اتفاق الدوحة حتى اندلعت الحرب بين الطرفين وتطور إلى استخدام سلاح الطيران. أفيدونا ما الذي يحدث، يقيني أن مصر حسني مبارك تتحمل المسؤولية عما يجرى بين البلدين لأنها بكل بساطة لا تريد حلا يأتي من خارج حدود مصر، لكن الحكم المصري المتواطئ مع “إسرائيل” في الشأن الفلسطيني لم يقم بما يجب عليه القيام به تجاه هذا النزاع بين السودان وجيرانه. وعندي اليقين بأن الأخ القائد معمر القذافي إذا حسنت نواياه فإنه قادر على المساهمة في حل هذا النزاع فهل يقدم أم يحجم لأن المبادرات كلها من قطر ولو كان شريكها في بعض المراحل؟

سؤال آخر لماذا ترك العرب الصومال يعيش في حروب متتابعة، الصومال عضو في الجامعة العربية فلماذا لا تهب الأنظمة العربية وجيوشها لإنقاذ الصومال من هذه الحروب الشرسة، أليس في هذه الأمة قائد رشيد يعمل على احتواء الأزمات في عالمنا العربي؟