الجمعة 09/مايو/2025

نكبة فلسطين وخلود الحق

نكبة فلسطين وخلود الحق

صحيفة البيان الإماراتية

لا واحد وستين عاماً ولا قرن ولا ألف عام يمكن أن يسقط حقوق العرب والمسلمين، سواء في «الأرض المباركة» من حول المسجد الأقصى أو من حول القدس في «الأرض المقدسة» في فلسطين..

فالحق لا يسقط بالتقادم، إذ هو بإذن الله الحق لا محالة قادم، بالإرادة والتصميم وبمواصلة النضال الشعبي والرسمي جيلاً وراء جيل دون تنازل أو تفريط أو خذلان أو نسيان، لأن الحقوق لا تعود لأصحابها بالتنازل عنها أو بعدم الإصرار على استعادتها، أو بالاعتراف لمغتصبيها بما اغتصب، وحقوق الشعوب لا تنتهي بمرور جيل أو بعجز جيلين أو أكثر لأنها مسؤولية وحق لكل الأجيال الفلسطينية والعربية والإسلامية.

والحق في الأرض هو الحق في الوطن الذي يبقى ملكاً شرعياً لكل مواطنيه، وليس ملكاً لجيل واحد يمكنه التنازل عنه أو التصرف فيه، وليس لأي من مغتصبيه المستعمرين أو المستوطنين بالقوة أو بالدعاوي الأسطورية أو بالأطماع الاستعمارية غير الشرعية.

وكل المواثيق بل والقرارات الدولية التي تمثل الشرعية الدولية لا تجيز إضفاء أية شرعية على أراض أو أوطان تم الاستيلاء عليها بالقوة وليس بالحق، والقوة مهما بلغ جبروتها لا ترتب حقاً شرعياً بالأمر الواقع مهما توالت العقود بل والقرون والأجيال..

ولم تشرع أي من رسالات السماء الصحيحة كلها، لا العدوان ولا سرقة الأرض والأوطان، ولا العنصرية الدينية أو العرقية، بقتل المواطنين الأبرياء، أو طرد السكان من أرضهم وبيوتهم.

ولا هدم المساجد والمعابد واقتحام ومحاصرة الكنائس بالإرهاب والقوة، بل فرضت حق الدفاع الشرعي عن الدين والنفس والعرض والمال والأرض، وواجب الدفاع عن الإنسان والأوطان والأديان، وشرعت لأصحاب الحق المقاومة ضد قوة الباطل لاستعادة الحق، ورد العدوان الظالم.

لم نسمع يوماً أن المعتدين المحتلين الظالمين عبر كل الأزمان انسحبوا من تلقاء أنفسهم، أو تراجعوا من دون ما يجبرهم أحد على التراجع، أو خرجوا من أرض احتلوها عن طيب خاطر، من هنا شرع القتال الدفاعي، ومن هنا كان التفريق واضحاً في القانون الدولي بين الحروب العدوانية والحروب العادلة التي تسعي بالقوة أو المقاومة لاستعادة الحقوق الإنسانية المغتصبة وفرض السلام العادل.

وإذا كان الاختلال الواقع اليوم بين الحق والقوة، وبالمنطق المقلوب بأن القوة هي الحق، وبأن الأقوياء هم المنتصرون وهم الذين يفرضون منطقهم على المهزومين، بل وهم الذين يكتبون التاريخ الزائف للمعارك بين الحق والباطل، فإن هذا في التاريخ دائماً هو الاستثناء وليس القاعدة.

وهو الوضع المؤقت وليس الدائم، فدوام الحال من المحال، والحال المائل لا محالة زائل، لكن تصحيح هذا الاختلال مرهون باستمرار مقاومة الحق لقوة الباطل جيلاً وراء جيل حتى يصبح للحق قوة ويصبح الحق هو القوة وليس العكس.

والتاريخ علمنا أن مصير الاحتلال إلى زوال، فكم من العقود والقرون فرض فيها الاستعمار احتلاله الغاصب على شعوب أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية، ولكن هل استطاع الاستمرار؟!.. نضال الشعوب أجبره على الرحيل، ولم يبق من بقايا عصر الاستعمار الراحل إلا «فلسطين»، وهو ما يشير أنها النفس الأخير للمحتلين وليس للشعوب، لأن الحرية هي الحق والاحتلال هو الباطل، وعمر الاحتلال مهما طال قصير وعمر الشعوب هو الأطول.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...