الشيخ عبد المجيد الزنداني يدعو إلى قيام اتحاد عربي لوقف مساعي هدم المسجد الأقصى

دعا الداعية الإسلامي الشيخ عبد المجيد الزنداني علماء الأمة العربية والإسلامية إلى الوحدة والوقوف صفًّا واحدًا في وجه الهجمة الصهيونية الرامية إلى هدم المسجد الأقصى، وأشار إلى أن هذا الفعل سيكون التحدي الأكبر للأمة، وسيمثل منعطفًا في تاريخ الصراع مع الصهاينة.

وأضاف الشيخ الزنداني في لقاء له مع فضائية “الأقصى” مساء الإثنين (27-4) أن هدم المسجد الأقصى لا سمح الله مسألة كبيرة تمس شرف الأمة وكرامتها، وتنال من قياداتها العلمية والفكرية، وتنال من الحكام بالدرجة الأولى.

وحمَّل الشيخ الزنداني القيادات العربية المسؤولية تجاه ما يحصل اليوم للأمة من ذلٍّ ومهانةٍ، داعيًا هذه القيادات إلى أن تتخلص من العوائق التي تعترض طريقها، وأن تتنادى فيما بينها في الأمور الجامعة بينها على أقل تقدير.

وأشار الزنداني إلى أن أمام القيادات العربية تحديًا كبيرًا إذا أعلن الصهاينة هدم المسجد الأقصى المبارك، حيث سيؤدي هذا الأمر إلى تغييرٍ جذريٍّ في الصراع العربي الإسلامي- الصهيوني، وهي مسالة كبيرة تمس كرامة الأمة وشرفها، لكن الخوف هو من وقوف القادة صامتين لا يحركون ساكنًا، موضحًا أن المخرج الذي يجعلنا لا نصل إلى هذا هو أن يقتنع هؤلاء القادة أن اليهود لن يعطوا أيَّ شيءٍ ولن يتنازلوا عن أهدافهم إلا إذا كان هناك قوة تردعهم وتجعلهم يوافقون على إعطاء الشعب الفلسطيني حقه، وهذه القوة هي الجيوش، وهي كذلك القوة السياسية والاقتصادية، وإلا لن يكون للعرب والمسلمين أيُّ مكان في هذا العالم، ولن يستطيعوا تحقيق أمنهم وكرامتهم، ونيل أيٍّ من حقوقهم، لأن العالم اليوم يعتمد على القوة، فإذا كان للعرب فإن حقوقهم ستتحقق وكرامتهم ستصان.

ثم تحدث الشيخ الزنداني عن الشعوب العربية مبينًا أن قوة الشعوب لها تأثير كبير، وذلك من خلال الضغط على الحكام كي يحققوا أمن شعوبهم واستقرارهم، موضحًا أن على الحكام أن يستمعوا إلى شعوبهم، وألا يلتفتوا إلى الضغوط الغربية والأمريكية، وأشار إلى أن الغرب كما يخطط للحكام، فإنه يخطط للشعوب، حيث يحيك المؤامرة تلو المؤامرة من أجل إسقاط الشعوب وإلهائها عن قضاياها المصيرية.

واستدرك الزنداني كاشفًا أن الشعوب واعية، وخير مثال على ذلك أنه عندما دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى يوم الغضب، هب العالم العربي والإسلامي كله، كما امتلأت الساحات العامة أيام الحرب على غزة، تلك الحرب التي اعتبرها الزنداني أنها رفعت من معنويات الشعوب، مبينًا أن هذا النصر الذي تحقق يؤكد أن بإمكان قلةٍ مؤمنةٍ صابرةٍ أن تهزم أية قوة كانت.

وشدد الشيخ الزنداني على ضرورة قيام اتحادٍ عربيٍّ موحدٍ حتى نكون أمة قوية نستعصي على أعدائنا، مشيرًا إلى أن قيام مثل هذا الاتحاد سيكون كفيلاً بردع الصهاينة، ووقف مساعيهم نحو هدم المسجد الأقصى المبارك.

كما دعا الشيخ الزنداني وسائل الإعلام المختلفة، وعلى رأسها القنوات الفضائية، إلى تخصيص جزء من وقتها لفلسطين والأقصى، لأن قضية الأقصى هي قضية العرب والمسلمين، وليست قضية الشعب الفلسطيني وحده.