فضيحة.. مناهضة مناهضي العنصرية

صحيفة البيان الإماراتية
علام كل هذه الضجة التي تكشف المواقف أكثر مما تخفي الفضائح؟ فعنصرية وعدوانية الاحتلال الصهيوني لا تخفى على الأسوياء في العالم، ولم يكن الرئيس الإيراني نجاد هو أول من وصف الكيان الصهيوني بالعنصرية، فقد أكد المتحدثون في المؤتمر ومن بينهم الوزراء الفلسطيني والسوري والليبي وغيرهم من العرب أن ممارسات الكيان الصهيوني «عنصرية وإرهابية وإجرامية»..
بل لقد سبقه العالم كله «باعتبار الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية» في قرار رسمي للجمعية العامة للأمم المتحدة لم تعترض عليه سوى الحليفتين أميركا وقاعدتها الاستعمارية “إسرائيل” فقط، وهو القرار الذي لم يسحب إلا بعد 16 عاماً قبل مؤتمر مدريد لتشجيع “إسرائيل” على إنهاء الاحتلال والقبول باستحقاقات السلام.
ولم ولن تجدي المقاطعة الإسرائيلية والأميركية والصخب الهستيري الأوروبي المناهض لمناهضة العنصرية في مؤتمر الأمم المتحدة «ديربان 2»، ولا ما حاولت الدعاية الصهيونية والغربية ترويجه للتغطية على الممارسات العنصرية والجرائم الاستعمارية ولا في استمرار النضال العالمي ضد العنصرية وليدة الاستعمار.
فيكفي أن مؤتمر ديربان الثاني، أكد في بنده الأول على قرارات مؤتمر «ديربان الأول» والتي تدين بدرجة ما عنصرية الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.. وكشف زيف شعارتهم العنصرية التي تتحدث عن حقوق الإنسان الأبيض، والديمقراطية المشروطة بالموالين للغرب فقط.
وكان انسحاب سفراء دول «حقوق الإنسان» خلال كلمتي إيران «الإسلامية» والجماهيرية «العربية» هو المشهد الفاضح لانحيازهم مع “إسرائيل” ضد العرب والمسلمين، ولتناقضهم مع شعارات حرية التعبير والحوار وحقوق الإنسان .و .و .. إذ يتذكرون «المحرقة النازية» فقط التي وقعت في أوروبا وليس في فلسطين، ولا يذكرون «المحرقة الصهيونية» التي ارتكبتها “إسرائيل” في غزة !!
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن الشعب الفلسطيني لا يزال يرزح تحت الاحتلال منذ ما يزيد عن ستين عاماً، وهو الانتهاك الأفظع لحقوق الإنسان والوجه الأقبح للعنصرية والتمييز العنصري، فصفق له المؤتمرون ووصف جدار الفصل الإسرائيلي في الضفة الفلسطينية المحتلة بأنه «جدار الفصل العنصري»، داعياً إلى زوال الاحتلال.
الرئيس الإيراني نجاد لم يقل في كلمته شيئاً يخالف وقائع التاريخ عندما قال «إن القوى المنتصرة بعد الحرب العالمية الثانية شردت أمَّة بأكملها، بذريعة معاناة وآلام اليهود في أوروبا، وكتعويض عن العواقب والنتائج المرعبة والوخيمة للعنصرية في أوروبا، ساعدوا أكثر الأنظمة وحشية وقمعاً وعنصرية بالسيطرة على فلسطين»..
ولم يقل سوى ما حدث في الواقع عن الموقف الغربي الرسمي المخزي الذي أغمض العين عن محرقة غزة عندما قال: «ومما يدعو إلى الأسى أكثر، أن عدداً من الحكومات الغربية والولايات المتحدة دافعوا عن الجناة الآثمين العنصريين الذين ارتكبوا الإبادة الجماعية، بينما أدانت الضمائر المستيقظة والشعوب الحرة في العالم الاعتداء والوحشية وقصف المدنيين في غزة».
فهل تخفي هذه الضجة الغربية الفاضحة شيئاً؟ أم تكشف ردود الفعل العبرية المخزية أشياء أخرى ؟!
كاتب مصري
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...