السبت 28/سبتمبر/2024

الحاج علي: غليانٌ وسخطٌ شديدان في السجون بسبب التهويد.. وحرق أي زي برتقالي يدخل

الحاج علي: غليانٌ وسخطٌ شديدان في السجون بسبب التهويد.. وحرق أي زي برتقالي يدخل

دعا النائب المحرر أحمد الحاج علي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن “كتلة التغيير والإصلاح” ممثلة حركة “حماس”، في رسالةٍ له، وفدي حركتَي “حماس” و”فتح” المتحاورَين في العاصمة المصرية القاهرة إلى ضرورة إنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية من أجل إنهاء حالة الانقسام الذي تعيشه الساحة الفلسطينية، مناشدًا إياهم التحليَ بروح المسؤولية أمام الشعب الفلسطيني الذي يتطلَّع إلى تحقيق المصالحة المنشودة.
وطالب الحاج علي في مقابلةٍ صحفيةٍ أجراها معه مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” السلطة في رام الله بوقف الاعتقالات السياسية المحمومة ضد أنصار حركة “حماس” وأبنائها وأبناء المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، معتبرًا هذه السياسة لا تخدم القضية الفلسطينية مطلقًا.
وفيما يلي نص المقابلة:

الحوار الفلسطيني – الفلسطيني

* بدايةً.. باسم “المركز الفلسطيني للإعلام” نهنئكم بمناسبة الإفراج عنكم من سجون الاحتلال الصهيوني.
** بارك الله فيكم ونشكركم على هذا الاهتمام.
* هل لكم أن توضحوا لنا رسالتكم كأسرى ونوابٍ مُختطَفين في سجون الاحتلال إلى المتحاورين في القاهرة؟
** أخي الفاضل.. نحن كنا وما زلنا نناشد الفصائل الفلسطينية، خاصةً حركتَي “فتح” و”حماس” اللتين تجلسان على طاولة الحوار في العاصمة المصرية القاهرة ضرورة إنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية من أجل إنهاء حالة الانقسام الذي تعيشه الساحة الفلسطينية، ونناشدهم باسم كافة الأسرى والمعتقلين والنواب، وباسم رئيس المجلس التشريعي الدكتور عزيز دويك، ضرورة الوقوف كلٌّ عند مسؤولياته والتحليَ بروح المسئولية أمام الشعب الفلسطيني الذي يتطلَّع إلى تحقيق المصالحة المنشودة، والتي نتمنَّى أن تتم في أسرع وقتٍ ممكنٍ.
ونحن نؤكد أن شعبنا الفلسطيني سئم هذا الانقسام الفلسطيني، والجميع يتمنَّى أن يزول هذا الكابوس المزعج الذي جثم فوق الواقع السياسي في فلسطين الحبيبة.

الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية

* كيف تابعتم قضية استمرار الاعتقالات السياسية التي تقوم بها سلطة رام الله ضد أبناء حركة “حماس” وأبناء المقاومة في الضفة الغربية؟ وما رسالتكم إلى السلطة بهذا الخصوص؟
** نحن نتابع هذه القضية بألمٍ ومرارةٍ وحرقةٍ، ونتساءل كل يوم: لماذا تقوم السلطة في رام الله بمواصلة حملات الاعتقال السياسي؟! لمصلحة من يتم ذلك؟!
إننا نطالب سلطة رام الله بوقف كل الاعتقالات السياسية ضد الشرفاء في كافة الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية.
كل يوم نسمع أن هناك اعتقالاتٍ سياسيةً، ثم يدور الحديث من قِبل السلطة عن أن هذه الاعتقالات ليست سياسية.
وهنا نتساءل: هذه الاعتقالات إن لم تكن سياسية فماذا ستكون؟! نحن نؤكد أن هذه الحملات هي حملاتٌ ممنهجةٌ وهدفها سياسي، وهي طبعًا مرفوضةٌ من قِبل كافة الأسرى؛ لأننا كلنا أبناء شعب واحد، ونواجه عدوًّا واحدًا هو الاحتلال الصهيوني الذي ما زال يرتكب المجازر ضد الأطفال والنساء والشيوخ العزل الذين لا حول لهم ولا قوة، وبالتالي يجب على الجميع توحيد الجهود من أجل موجهة العدو الصهيوني، ولندع سياسة الاستقواء والقمع.

عمليات تهويد مدينة القدس والأقصى

* الاحتلال يصعّد من إجراءاته بحق مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى.. كيف تنظرون إلى عمليات التهويد المُمَنهجة التي تقوم بها سلطات الاحتلال بحق المدينة والمسجد الأقصى؟
** هناك غليانٌ وسخطٌ شديدان من قِبل الأسرى بسبب عمليات التهويد التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق مدينة القدس والمسجد الأقصى، ونتوقَّع أن يكون هناك ردة فعل غير طبيعية إذا ما أقدم الاحتلال على أية حماقة تجاه المدينة والمسجد المبارك.
ونحن ننظر ونتابع عمليات التهويد التي تتعرَّض لها القدس، وندعو الجميع إلى الوقوف عند مسؤولياته.
إننا نهيب بالأمتين العربية والإسلامية ضرورة التحرك العاجل لوقف سياسة تهويد القدس وضياع الهوية العربية والإسلامية للمدينة المقدسة، ونحذِّر الاحتلال من اللعب بالنار ومحاولة تغيير معالم هذه المدينة، ونؤكد له أن كل المخططات الاغتصابية سوف تبوء بالفشل الذريع أمام صمود أهالي القدس والمرابطين هناك.
ومن خلال مركزكم الكبير فإننا نحث جماهيرنا في مدينة القدس المحتلة وأراضي عام 48م على مواصلة اليقظة والحذر لصد كافة محاولات ومخطَّطات تهويد مدينة القدس المحتلة وانتهاك حرمة مقدساتها بالوجود الكثيف في باحات المسجد الأقصى المبارك في مختلف الأوقات، وعدم الغفلة عن تحركات جنود الاحتلال وأوباش المغتصبين الذين لا يرقبون في مقدساتنا إلاًّ ولا ذمة.

أوضاع الأسرى والنواب في السجون

* كيف تصفون لنا أوضاع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال؟ وماذا عن سياسة الإهمال الطبي؟
** الظروف المعيشية التي يعيشها كافة الأسرى والأسيرات والنواب الفلسطينيون في سجون الاحتلال ظروفٌ قاسيةٌ وصعبةٌ للغاية، وتفتقر إلى أدنى مقوِّمات الحياة الكريمة.
هناك إهمالٌ طبيٌ فظيع جدًّا بحق الأسرى، خاصةً المرضى منهم؛ حيث تتزايد أعدادهم بسبب سياسة الإهمال الطبي المتعمَّدة التي يمارسها الاحتلال، وتتفاقم أوضاعهم الصحية بشكلٍ سيئٍ للغاية.
ونؤكد أن من بين الأسرى الذين عانَوا نتيجة هذه السياسة رئيس المجلس التشريعي المختطف د. عزيز دويك الذي من المفترض أن يتمتع بالحصانة البرلمانية.
فالاحتلال يمارس التعذيب الطبي الممنهج؛ حيث إنه يقوم بنقل الأسرى المرضى عبر سياراتٍ مصفحةٍ عبارة عن صندوقٍ حديديٍّ يتنقل به إلى المستشفى؛ ما يحدث أضرارًا بالغةً بشكلٍ أكثر على الأسير المريض، حتى إن حالته تسوء أكثر، بدلاً من توفير سيارةٍ طبيةٍ ملائمةٍ لنقل الأسرى المرضى إلى المستشفيات.

الإجراءات العقابية للأسرى

* وماذا عن سياسة القمع والإرهاب والانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال وإدارات السجون بحق كافة الأسرى؟
** العدو الصهيوني عدوٌّ مجرمٌ، ولا يراعي أية نواحٍ إنسانيةٍ لكافة الأسرى، حتى الأطفال منهم والنساء والمرضى؛ فهو يمارس العديد من الإجراءات العقابية ضد الأسرى في السجون.
ونذكر من هذه الإجراءات العقابية سياسة الاعتقال الإداري مثلاً، وهي سياسةٌ مخالفةٌ لكافة القوانين والأعراف الدولية والإنسانية، ونحن نستنكر استمرار الاحتلال العمل به حتى الآن؛ لأنه إجراءٌ تعسفيٌّ؛ حيث إنه يهدف من وراء ذلك إلى تحطيم الروح المعنوية للأسير الفلسطيني وتدمير نفسيته، ولكن كافة الأسرى في سجون الاحتلال صامدون في وجه العدو الصهيوني المتمثل في إدارات السجون التي تمارس السياسات العقابية اليومية بحق الأسرى.
وأيضًا نريد أن نعرِّج على سياسةٍ عقابيةٍ ينوي الاحتلال تعميمها على كافة السجون، وهي سياسة فرض الزي البرتقالي على الأسرى، ونشدد على أن هذه السياسة مرفوضةٌ تمامًا من قِبل كافة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال.
ونؤكد لكم أن الأسرى اتخذوا موقفًا بحرق أي زي برتقالي سوف يدخل السجون؛ على اعتبار أن هذا الزي مرتبطٌ برمزية عنصريةٍ سيئةٍ.
ومن خلالكم فإننا نوجِّه رسالةً إلى كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية بضرورة التدخل العاجل لوقف التجاوزات الخطيرة التي يمارسها الاحتلال بحق الأسرى في السجون، وندعوهم إلى وقوف كلٍّ منهم عند مسئولياته تجاه قضية الأسرى.

اختطاف نواب التشريعي

* هل تعتقدون أن اختطافكم كنواب تشريعي جاء بسبب اختطاف الجندي الصهيوني غلعاد شاليط؟ أم أن عملية الاختطاف كانت ذات هدفٍ سياسيٍّ؟ وكيف تصف لنا أحوال النواب المختطفين؟
** بخصوص اختطاف نواب المجلس التشريعي، خاصةً نواب “كتلة التغيير والإصلاح” فإننا نؤكد أن سلطات الاحتلال عندما اختطفتنا لم تختطفنا مقابل اختطاف شاليط، بل كانت هذه السياسة الحمقاء من أجل تقويض عمل المجلس التشريعي الفلسطيني، ومن أجل إفشال عمله وشله، وسياسة الاختطاف هذه مدانةٌ من الجميع؛ لأنها انتهاكٌ صارخٌ بحق الحصانة البرلمانية لنواب المجلس التشريعي الفلسطيني، أضف إلى ذلك أن النواب الأسرى يعانون هم الآخرون كما يعاني باقي الأسرى؛ فهم يُعتقلون في ظروفٍ سيئةٍ جدًّا، ولا تليق بقادة الرأي الفلسطيني، وهذا الاحتلال يمارس سياسة الكذب من أجل تبرير ما يقوم به من جرائم بحق القانون الدولي والبرلماني.
ونحن نؤكد للجميع أن كافة الأسرى، ومعهم النواب المختطفون، يُبدون صمودًا كبيرًا في وجه سلطات الاحتلال وإدارات السجون، ونحن كأعضاء منتخبين من قِبل أبناء شعبنا الفلسطيني لن نتراجع عن مهمتنا التي كلَّفنا بها أبناء شعبنا الفلسطيني، وهذا شرفٌ كبيرٌ لنا أن نخدم شعبنا الصامد المعطاء.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات