الأسرى للدراسات: وزير الأمن الداخلي الصهيوني يرى السجن مكانًا لتعذيب الأسرى وقتل

وحذر مركز الأسرى من مغبَّة استهداف الأسرى في السجون الصهيونية، واستنكر الخطوات المتتالية بحقهم بهدف إهانتهم والمس بحياتهم، منوهًا بأن هنالك سعيًا ممنهجًا من وزارة الأمن الداخلي الصهيونية، وعلى رأسها “إيتسحاك أهرونوفيتش”، إلى تصعيد سياسات تطويق الأسرى ومضايقتهم على كافة الصعد، والتي كانت آخرتها اعتداء وحدة خاصة صهيونية على 20 أسيرًا في سجن “عسقلان” بالضرب المبرِّح بعد رفضهم الانصياع لأوامر إدارة السجن وارتداء الزي البرتقالي أثناء نقلهم إلى محكمة “سالم” العسكرية، بالإضافة إلى توصيات اللجنة الوزارية برئاسة وزير القضاء “دانيل فريدمان” بمعاقبة الأسرى عامة، والتي اقترحت إجراءات قاسية صادقت عليها الحكومة الصهيونية.

واعتبر المركز أن هذه الإجراءات برمتها مخالفة للديموقراطية وحقوق الإنسان التي يسوِّق الكيان الصهيوني للعالم أنه الوحيد في الشرق الأوسط الذي يحترمها.

كما حذَّر المركز من تصعيدٍ معلنٍ من ضباطٍ كبارٍ في إدارة السجون بحق الأسرى يفسِّر حالة التوتر والحقد والقمع الشديدة بحقهم، خاصة بعد أن صرَّح أحدهم في إحدى الصحف الصهيونية بأنه يتميز غيظًا من حال الأسرى الذين وصفهم بأنهم قتلةٌ وسفلةٌ لا يعربون عن الندم، ومع ذلك يعيشون في مخيماتٍ صيفيةٍ جماعيةٍ؛ يأكلون ويشربون ويتعلمون ويتمتعون ويقضون أوقاتهم في ظروف استثنائية، على حد زعمه.

وقال رأفت حمدونة مدير “مركز الأسرى للدراسات” تعليقًا على تصريحات الضابط عن حياة الأسرى في السجون الصهيونية إنها أكاذيب وتضليلات عارية من الصحة.

وأضاف حمدونة أن هذا الضابط تلميذ “أهرونوفيتش” الذي يرى أن السجن مكانٌ للموت والقتل والتعذيب ويستكثر على الأسرى أدنى مقوِّمات الحياة بكل الحرمان الذي يعيشونه على كل المستويات، مضيفًا أن هذه العقلية المتطرِّفة تفسِّر بطريقةٍ جليَّةٍ أسباب موت الأسرى في السجون.

وبيَّن أن ما خفي من أشكال الانتهاك والممارسات والمخالفات التي يقوم بها أمثال هؤلاء بحق الأسرى في السجون أعظم بكثير، كالاستهداف النفسي، والمحكوميات العالية، والسجن الإداري بلا محاكمة، والعزل الانفرادي، والإرهاب اليومي بحق الأسرى والاعتداء الجسدي.

وطالب حمدونة المجتمع الدولي بالتدخل لحماية الاتفاقيات الدولية التي ينتهكها الكيان الصهيوني بحق الأسرى الفلسطينيين، وأن تنظم أوسع فعاليةٍ تتوافق مع كل هذا الحجم من المعاناة وهذه الخطورة من الاستهداف؛ فهذه القضية الإنسانية والأخلاقية والوطنية جديرةٌ بالالتفاف والوحدة والعمل المشترك.

وناشد مدير “مركز الأسرى للدراسات” كل المؤسسات الحقوقية المختصة بقضايا الأسرى والمعتقلين، إثر الكشف عن حقد إدارة مصلحة السجون على الأسرى، أن تتدخَّل لحفظ حقوقهم وإنقاذ حياتهم من أيادي هؤلاء المتطرفين.

ودعا التنظيمات والشخصيات والمؤسسات والمراكز التي تُعنَى بقضية الأسرى والمتضامنة معهم إلى تفعيل دورها بالتزامن مع هذا التصعيد؛ “ليعلم العالم حجم العذابات والانتهاكات التي يلاقيها ما يقارب من عشرة آلاف أسير وأسيرة وطفل في السجون والمعتقلات الصهيونية”.

جديرٌ بالذكر أن “إيتسحاك أهرونوفيتش” ينتمي إلى تيارٍ متشددٍ في دولة الاحتلال، ومن صقور حزب “إسرائيل بيتنا” الذي يدعو زعيمه أفيغدور ليبرمان إلى إغراق الأسرى الفلسطينيين والعرب في البحر الميت كعقوبةٍ لهم وللتخلص منهم وإعدامهم، وعُيِّن كوزيرٍ للأمن الداخلي بدلاً من “ديختر” في الحكومة الثانية والثلاثين الصهيونية، وكان نائبَ رئيس الكنيست في الانتخابات السابعة عشرة، وعضوًا بديلاً في لجنة الخارجية والأمن في نفس الفترة، وشغل مناصب أخرى، مثل عضوية كلٍّ من لجنة الداخلية وشؤون البيئة، ولجنة مكافحة آفة المخدرات، ولجنة المالية.