وزير الزراعة يحذر من مجاعة خفية بدأت تتضح ملامحها في قطاع غزة

حذر وزير الزراعة الدكتور محمد رمضان الأغا مما سمَّاه “المجاعة الخفية” التي بدت ملامحها تتضح في قطاع غزة من جرَّاء إغلاق المعابر ومواصلة فرض الحصار، مؤكدًا أن القطاع يعاني من نقصٍ شديدٍ في المواد الغذائية، وخاصةً البروتين.

وشدد على أن ذلك ينعكس بصورةٍ مباشرةٍ على الوضع الصحي لدى عامة المواطنين، والأطفال بشكلٍ خاصٍّ، نتيجة انخفاض المناعة وعدم القدرة على مقاومة الأمراض، متهمًا دولة الاحتلال باتباع سياسةٍ ممنهجةٍ لتدمير الوضع الاقتصادي والتسبُّب في مجاعةٍ بدت ملامحها واضحةً خلال الأشهر الأخيرة.

جاءت تصريحات الأغا خلال جولةٍ ميدانيةٍ قام بها الأربعاء (22-4)، في مرفأ الصيادين الرئيسي بمدينة غزة، ولقائه عددًا من الصيادين وممثليهم من نقابة الصيادين، واجتماعه بموظفي الإدارة العامة للثروة السمكية التابعة للوزارة.

وأوضح الأغا أن المرحلة الحاليَّة تتطلَّب من الجميع الاستعداد والتخندق الحقيقي لخوض “معركة البروتين” في مواجهة المخطط الصهيوني الهادف إلى تجويع الشعب الفلسطيني، لافتًا إلى أن ما نسبته 50% من مزارع الدجاج البياض وحوالي 150 مزرعة للدجاج اللاحم تم تدميرها خلال الحرب الأخيرة على غزة.

وأشار إلى أنه لم يدخل قطاع غزة منذ سنتين سوى أربعة آلاف رأس من الأبقار، بينما حاجة القطاع حوالي 30 ألف رأس للذبح سنويًّا، منوهًا بأن الاحتلال يمنع دخول الأعلاف والغاز ليُفاقم الأزمة ويحُول دون التربية المحلية للحيوانات، فضلاً عن قتل أعدادٍ كبيرةٍ من الأبقار والأغنام خلال الحرب؛ حيث أدى ذلك إلى حرمان الكثير من الأسر الفلسطينية من الحصول على منتجات الألبان والحليب الضروري في سلة الغذاء، وخاصةً الأطفال.

وفي السياق ذاته ندَّد الأغا بمواصلة الاحتلال ملاحقة الصيادين في عرض البحر واستهدافهم بشكلٍ مباشرٍ، مؤكدًا أنها جزءٌ من هذه الممارسات التعسفية والمعاناة اليومية للصيادين.

ولفت إلى أن هذه الممارسات بحق الصيادين تندرج ضمن المخطط الصهيوني لحرمان سكان قطاع غزة من الحصول على البروتين المهم، مطالبًا بتحركٍ عربيٍّ ودوليٍّ عاجلٍ لردع الاحتلال ووقف عدوانه ورفع الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من ثلاثة أعوام.