إعلاميون متخصصون يوصون بضرورة الاهتمام والنهوض بقضية الأسرى في سجون الاحتلال

أجمع إعلاميون وصحفيون ومختصون بشؤون الأسرى على ضرورة إعادة النظر في دور المؤسسات الإعلامية والحقوقية والحكومية تجاه قضية الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الصهيوني، مؤكدين أن تراجع الدور الفلسطيني تجاه نقل معاناتهم غيَّبهم عن الرأي العام العربي والعالمي.
وشدد هؤلاء خلال ورشةٍ نظَّمها “منتدى الإعلاميين الفلسطينيين” الثلاثاء (21-4)، بعنوان “دور الإعلام في خدمة قضية الأسرى الفلسطينيين”، على ضرورة وضع رؤيةٍ شاملةٍ للإعلام تجاه قضية الأسرى وتفعيلها عربيًّا وعالميًّا، وتخصيص مساحات كبيرة من وسائل الإعلام لنقل ومعالجة هموم الأسرى وذويهم.
ودعا الإعلاميون إلى التنسيق بين وسائل الإعلام والجهات الحكومية المعنيَّة لدراسة أسباب تصاعد نسبة الاتجاهات السلبية العالمية تجاه قضية الأسير وحقوقه، والتي قام الاحتلال بتشويهها عبر حملاته الإعلامية، والتي زعم فيها أن الأسير الفلسطيني قاتل.
وضع إستراتيجية واضحة
رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الدكتور حسن أبو حشيش قال من جهته: “إن دور الإعلام الحكومي تجاه قضية الأسرى الفلسطينيين موسميٌّ، ويتخذ طابع الفردية وردة الفعل منذ سنوات طويلة”، معتبرًا أن تفعيل القضية خضع لسياسة المسؤول في الإعلام، أو المذيع، أو الصحفي، واتسم بالبُعد عن العمق والاستراتيجية.
وأضاف أبو حشيش أن “فعاليات الإعلام الحكومي يقتصر على مناسباتٍ موسميةٍ كيوم الأسير، أو حدوث إضراب، أو استشهاد أسير، مشيرًا إلى ضرورة تفعيل هذا الدور الحكومي خلال هذا العام.
وأوضح المسؤول الإعلامي الحكومي أن نشاطات وزارتي الإعلام والأسرى خلال هذا العام كانت قوية ومميزة على المدى المنظور والمعلوم، مبرهنًا ذلك بتخصيص نشرات، وإطلاق فعاليات تضامنية، إضافةً إلى تخصيص صفحات لنقل فعاليات الأسرى في جريدة “الرأي” الحكومية التي بدأ إصدارها مؤخرًا.
ودعا إلى وضع إستراتيجيةٍ واضحةٍ لتخصيص مساحة في الإذاعات والفضائيات المحلية والعربية لنقل فعاليات ومعاناة الأسرى وأهليهم، مشددًا على ضرورة أن يتم ترجمة ذلك عمليًّا في أسرع وقت.
إغفال الجانب الإنساني
رئيس “منتدى الإعلاميين الفلسطينيين” عماد الإفرنجي قال بدوره: “إن هناك تقصيرًا إعلاميًّا فلسطينيًّا تجاه الأسرى داخل السجون”، مشيرًا إلى أن الإعلام يقتصر على بعض الفعاليات التي تختص بالأسير دون التطرق إلى معاناتهم من الجانب الإنساني.
ودعا الصحفيين إلى إعادة النهوض بقضية الأسرى عبر وسائل الإعلام المختلفة التي يعملون فيها، مشيرًا إلى فكرة إنتاج أفلام كرتونية حول الأسرى وتضحياتهم، ونشرها عبر الفضائيات المحلية، كفضائيات “القدس” و”فلسطين” و”الأقصى”.
تقصير واضح تجاه قضية الأسرى
واعتبر عميد كلية الإعلام بجامعة الأقصى في غزة الدكتور أحمد حماد أنه في الوقت الذي جسَّد فيه الأسرى الفلسطينيون الوحدة الوطنية الفلسطينية بتوقيع “وثيقة الوفاق الوطني” داخل السجون، فإن كافة وسائل الإعلام والمسؤولون قصَّروا تجاه قضيتهم”، لافتًا إلى أن سلطات الاحتلال تقوم، ومنذ فترة طويلة، بحملةٍ قذرةٍ لتشويه صورتهم خلال هجمات إعلامية مستمرة.
وأوضح حماد أن كافة الجامعات الفلسطينية ومراكز البحث العلمي ووسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية غيَّبت قضية الأسرى بشكلٍ حقيقيٍّ، واصفًا دورها بالمنقوص وغير القادر على مواجهة الهجمة الصهيونية التي أثرت في الرأي العام الغربي من خلال سفارات الاحتلال وجالياته في الخارج.
رسم خريطة إعلامية
وأوصى بدراسة أسباب عدم وجود صفحاتٍ متخصصةٍ بهذه القضية في وسائل الإعلام الفلسطينية، وأسباب تصاعد الاتجاهات السلبية تجاههم في الغرب، معتبرًا أن بعض وسائل الإعلام المحلية استخدمت معاناة الأسرى لأهدافٍ حزبيةٍ، واقتصرت على بعض الحالات التي تنتمي للحزب التابعة له.
الصحفية هديل عطا الله قالت من جانبها: “إن الصحفيين مقصِّرون في نقل معاناة الأسرى وتطرُّقهم إليها في تقاريرهم؛ إما لانشغالاتهم المهنية أو لاعتقاد الجميع أن الاعتصامات الأسبوعية لأهالي الأسرى لم تَعُد تأتي بجديدٍ”، معتبرةً أن نقل الصحفيين أخبارَ الأسرى وذويهم أصبح خاليًا من اللمسات الإنسانية”.
وطالبت عطا الله بوجود مؤسسةٍ إعلاميةٍ تختص بالأسرى وتنشر كافة المعلومات التي يفتقد إليها الصحفيون في استحضارهم لقضايا الأسرى.
وزارة الأسرى والمحررين
رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بوزارة الأسرى والمحررين في الحكومة الفلسطينية قال من جانبه: “إن الوزارة وحدها غير قادرة على تفعيل قضية الأسرى”، مشددًا على ضرورة تكاثف الجهود الإعلامية مع الوزارة لطرح القضية عربيًّا وعالميًّا لا على الصعيد المحلي فقط.
وأوضح أن هذه الفعاليات من شأنها أن تؤثر في المجتمع المدني للضغط على الاحتلال بالالتزام بالاتفاقيات التي وقَّع عليها مع السلطة الفلسطينية التي تضمن حقوق الأسرى المنتهَكة من قِبل الاحتلال.
ولفت الأشقر إلى أن الوزارة تقوم بإعداد خطة كل ثلاثة أشهر لطرح كل ما يتعلَّق بقضايا الأسرى من ندواتٍ، وورشٍ، واعتصاماتٍ، واحتفالاتٍ بالإمكانيات البسيطة التي تمتلكها في ظل الظروف الراهنة.
وطالب وسائل الإعلام بالاستفادة من تجربة الاحتلال في خدمة قضية جنديه غلعاد شليط من خلال الإعلام، ودراستها بشكلٍ متعمقٍ، والعمل على إنتاج أفلام تُعنى بمعاناة الأسرى داخل السجون، وتكشف ممارسات الاحتلال بحقهم.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس تثمّن قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال الصهيوني وحظر التجارة والاستثمار مع...

صاروخ من اليمن يعلق الطيران بمطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام توقفت حركة الطيران بشكل مؤقت في مطار بن غوريون، بعد صاروخ يمني عصر اليوم الجمعة، تسبب بلجوء ملايين الإسرائيليين إلى...

27 شهيدًا و85 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 27 شهيدًا، و85 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال الـ 24 ساعة الماضية؛ جراء العدوان...

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك وباحاته، وسط تشديدات وإجراءات مكثفة فرضتها...

الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم لليوم الـ103
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ103 على التوالي، ولليوم الـ90 على مخيم...

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز معلومات فلسطين "معطي" استشهاد 1000 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر...

استطلاع: نتنياهو يحصل على 48 مقعدًا والمعارضة 62
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام كشف استطلاع رأي نشرته صحيفة معاريف، اليوم الجمعة، أن ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيحصل على 48 مقعدًا في...