الأحد 11/مايو/2025

حتى لا يصبح السلام مستحيلاً

حتى لا يصبح السلام مستحيلاً

صحيفة البيان الإماراتية

يعود المبعوث الأميركي الخاص «جورج ميتشيل» إلى المنطقة بحثاً عن تسوية للقضية أو بحثاً عن فرص لمرور السلام، فيما ساسة “إسرائيل” المتطرفين الجدد يرفضون القبول باستحقاقاته بل يرفضون السلام بصيغه الدولية والعربية والأميركية أيضاً بل ويفرضون الشروط ويهددون بالعدوان، بينما الموقف الأميركي لم يتبلور بعد!

ويتوافق وصول ميتشل إلى فلسطين المحتلة على مقربة من القدس المحتلة منذ عام 67، بينما تستمر فيها العملية العدوانية لتهويدها بهدم بيوت الفلسطينيين في أحيائها وطرد سكانها المواطنين الأصليين، وإقامة المستوطنات وتعبئتها بالمستوطنين المسلحين من حولها لفصلها عن الضفة الغربية بالمخالفة لكل قرارات الشرعية الدولية..

وبالتحديد في اليوم نفسه الذي أعلن فيه المتعصبون اليهود الصهاينة تحركهم نحو المسجد الأقصى، وهم الذين حاولوا من قبل حرقه، ولا يخفون تهديداتهم بمحاولة هدمه بحثاً عن «الهيكل» الموهوم الذي هدمه الإمبراطور الروماني من مئات السنين ولم يهدمه أي من العرب أو المسلمين.. ومع ذلك لم نسمع صيحة استنكار أميركية باعتبارها كما تقول صاحبة مصلحة في السلام.!

لكن الشعب المقدسي الفلسطيني الأعزل باستنفاره الشعبي وبغيرته على المقدسات، ونيابة عن أمة بكاملها تضم مليار ونصف مسلم في العالم، وعن لجنة القدس برئاستها الملكية التي لم تستطع أن تقدم لأولي القبلتين وثالث الحرمين الذي لا تشد الرحال إلا إليه سوى الغضب النبيل والإدانة وإلا والشجب البياني والاستنكار الكلامي هو وحده الذي تصدى بصدوره العارية من أية دروع لمحاولات الصهاينة العنصريين المتطرفين لاقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك الأسير في القدس المحتلة، ليستشهد من الفلسطينيين من استشهد وليصاب منه من أصيب وليأسر منه من أسر لا من العرب ولا من المسلمين.

وفي حين أكد ميتشل في «تل أبيب» التزام إدارة الرئيس باراك أوباما بحل الدولتين، سمع المبعوث الأميركي رفضاً واضحاً للحل الأميركي إلا بشرط اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية، وليست حركة حماس فقط هذه المرة، ب”إسرائيل” «دولة يهودية»، أي بعنصرية الدولة الصهيونية على أساس الدين!!..

وطبعاً لم نتوقع من ميتشيل أن يسأل نتنياهو.. هل هناك دولة شرعية تقوم على أساس الدين أم على المواطنة؟! وهل هناك دولة قانونية بلا حدود محددة؟.. أم أن الاعتراف المطلوب هو بدولة عنصرية دينية، وذات حدود مطاطة تتمدد بالقوة كل عدة سنوات؟!!

وبينما وصف رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة «إسماعيل هنية» كبير المقاومين هذا الشرط الصهيوني بأنه «صيحة تشنج صهيوني»، قال «كبير المفاوضين» صائب عريقات: «ينبغي وضع النقاط فوق الحروف والقبول الإسرائيلي بحل الدولتين ووقف الاستيطان ووقف تهويد القدس ورفع الحصار»..

في الواقع نحن لسنا أمام دولة لها شرعية من أي نوع سوى فرض الأمر الواقع بالقوة، وهذا ما لا يمكن لعربي شريف أو فلسطيني شريف أن يعترف به في غياب حل ينبغي أن يكون عادلاً قبل أن يكون شاملاً.. حل ينتهي بإعادة اللاجئين وتحديد الحدود ويمنع الاستيطان والعدوان ويعيد القدس عاصمة للدولة..

وهذا هو ما على أميركا حامية “إسرائيل” أن تبلور تصورها للحل في اتجاهه حتى يستعيد الموقف الأميركي توازنه المختل وصولاً إلى العدالة في قضية فلسطين التي ستبقى هي قضية القضايا للعرب والمسلمين.

[email protected]

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....