جولة الحوار القادمة قد تُحسم خلال ساعة شريطة تخلِّي فتح عن الاشتراطات الخارجية

قال القيادي في حركة “حماس” الدكتور خليل الحية إن جولة الحوار الوطني القادمة المقرَّرة في السادس والعشرين من الشهر الجاري قد تُحسم خلال ساعة واحدة، شريطة تخلِّي “فتح” عن الاشتراطات الخارجية.
وأشار الحية في حوارٍ خاصٍّ مع مكتب الحركة الإعلامي في غزة إلى أن حركته ناقشت مقترح مصر بشأن الحكومة وطوَّرت فيه وستقدِّمه إليها في الجولة القادمة للحوار، وأن الحركة تأمل الوصول إلى حل وسط لتجاوز الأزمة.
في ذات السياق، أكد الحية أن حركة “حماس” ستدرس كل الخيارات والبدائل لرفع الحصار الصهيوني على القطاع في حال فشل الحوار الوطني، قائلاً: “لا نتوقَّع أن يُفتح الباب أمام الإعمار ورفع الحصار حتى بالاتفاق؛ وذلك بسبب تعنُّت الاحتلال”.
وشدد القيادي البارز في حركة “حماس” على أن من يظن أن الحرب الأخيرة على غزة كبَّلت “حماس” فهو مخطئٌ، مبينًا أن حركته والحكومة، قياداتٍ وعناصرَ، تتحرَّك وفق ترتيباتٍ أمنيةٍ وتمارس مهامها.
وبشأن التوقُّعات بحربٍ صهيونيةٍ جديدةٍ قال: “نتوقَّع حربًا أشرس من سابقتها، ونحضِّر كل التجهيزات للمقاومة وصد العدوان”، مُحمِّلاً في الوقت ذاته مسئوليةَ ما يحدث في القدس والضفة- إلى جانب الاحتلال الصهيوني- السلطةَ؛ بسبب ملاحقتها المقاومةَ وكشف أسرارها.
وفيما يلي نص الحوار:
* متى يتوجَّه وفد “حماس” إلى القاهرة لاستكمال ملفات الحوار؟ وما الملفات التي سيتم مناقشتها؟
** ما تم الاتفاق عليه مع المصريين أن موعد الجولة القادمة للحوار بيننا وبين حركة “فتح” بالرعاية المصرية في السادس والعشرين من شهر نيسان (أبريل) الحالي، ووفد “حماس” القادم سيحمل الملفات التي بقيت عالقة، وهي ملفات: المنظمة، والانتخابات القادمة، وقانون الانتخابات القادمة، وتفعيل المجلس التشريعي، والملف الأمني وتشابكاته، وضرورة إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة بشكلٍ متزامنٍ وموضوع الحكومة.
* نرى أن ذات الملفات التي ذهبتم لها في البداية هي نفسها التي تريدون مناقشتها في الجولة القادمة.. وما القضايا الصغيرة المتبقية ذات الإستراتجية الكبيرة التي تحدث عنها الدكتور محمود الزهار قبل يومين؟
** تحدثتُ عن القضايا التي بقيت عالقةً في الملفات؛ فنحن قد أنجزنا إنجازاتٍ كبيرةً في كل الملفات، وبعض الملفات تم الانتهاء منها، وهذه القضايا تعيق الاتفاق، وهي إستراتيجيةٌ بالفعل؛ فقانون الانتخابات موضوعٌ إستراتيجيٌّ مهمٌّ لمستقبل الديمقراطية الفلسطينية.
* عندما نتكلم عن الحكومة فنحن أمام قضية في برنامج الحكومة.. هل نحن أمام حكومة ستستجيب لإملاءات الرباعية والإملاءات الصهيونية؟
* ما طبيعة المقترح المصري؟ وما رد “حماس”؟
** وجهة نظرنا أن الفترة الزمنية التي ستعطى للحكومة الانتقالية قصيرةٌ، والمهمات التي تنتظرها كبيرةٌ، وعليه نريد حكومة تنجز هذه الملفات تشكَّل وفق القانون الأساسي، وهذا مقترح حركة “حماس” من اليوم الأول للحوار، ويشاركنا الموقفَ عددٌ كبيرٌ من الفصائل؛ من بينها “الجهاد الإسلامي” و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” و”الجبهة الشعبية- القيادة العامة”، لكن الإشكالية وجود مطلب فتحاوي يصر على أن تكون هذه الحكومة ببرنامجٍ سياسيٍّ، وهذا يعني أن تلتزم الحكومة بالاتفاقيات التي وقَّعتها المنظمة التي تتنصل منها اليوم الحكومة الصهيونية.
* “حكومة المهمات” أو الحكومة التي طرحتها “حماس” هي نفس الحكومة التي طرحتها مصر بمعنى أن مصر توافق عليها.
** لا .. مصر لم تقترح حكومة ذات مهمات، بل “حماس” هي التي اقترحتها.. مصر طرحت في اللقاء الأخير تشكيل لجنة مشتركة لإدارة قطاع غزة في المرحلة القادمة، ويومها لم تكن الرؤية متبلورةً بشكلٍ واضحٍ.
ومن جانبنا فقد ناقشنا المقترح المصري وطوَّرنا فيه، وسنذهب إلى الإخوة المصريين لنناقشهم في هذا المقترح ومقترحات أخرى، ونأمل أن نصل إلى حلٍّ في هذا المقترح كحل وسط للخروج من إشكالية تشكيل الحكومة.
* في حال تم تشكيل هذه الحكومة بتوافق “حماس” و”فتح”.. هل ستبدأ هذه الحكومة مهامها في ملف الإعمار وكسر الحصار وما إلى ذلك من أمور وتبقى باقي القضايا عالقة مع إمكانية الحوار حولها في فترةٍ لاحقةٍ؟
** نحن نتحدث عن حوار رزمة وشامل؛ فنحن لا نقبل أن نتفق على قضية وننسى القضايا الأخرى.. نريد حوارًا شاملاً في كل الملفات يخرج باتفاق رزمة في كل الملفات؛ فلا يوجد ملف أقل أهميةً من الملف الآخر؛ فملف الحكومة ليس أهم من ملف المنظمة، وملف المنظمة ليس أقل أهمية من ملف الأجهزة التي ستشرف على هذا الأمر.
* في السادس والعشرين من الشهر الجاري ستنطلق الجولة الرابعة لحوار القاهرة.. كم المدة التي تتوقعها للحوار بين حركتي “فتح” و”حماس”؟ وهل تتوقع استجابةً من قِبل حركة “فتح”؟
** صراحةً.. نحن لا نتوقَّع أن يُفتَح الباب أمام الإعمار ورفع الحصار حتى بالاتفاق الوطني؛ لسببين: أولاً لأننا نتعامل مع عدوٍّ صهيونيٍّ يتملَّص ويحاول أن يهرب من كل الالتزامات، ثانيًا: العدو فرض حصاره منذ أن بدأت قضية تبادل الأسرى؛ ولذلك لهذين السببين أتوقَّع أن تستمر الحالة حتى بعد الاتفاق الفلسطيني.
لذلك إذا ما فشلنا- لا سمح الله- أمام تعنُّت “فتح” وصلابتها في النقاش وتمسكها بالاشتراطات الخارجية، فـ”حماس” ستتحمَّل مسؤولياتها الوطنية والأخلاقية تجاه شعبنا كما هو الحال، ولن نترك بابًا يمكن أن يخفِّف عن شعبنا، وسندرس كل الخيارات والبدائل لرفع الحصار وإعادة الإعمار.
* إلى متى ستبقى الأوضاع في قطاع غزة على ما هي عليه فلا هي حالة حرب ولا هي سلم؛ ما قد يؤدي إلى دورٍ منقوصٍ للحكومة ولـ”حماس”؟
** أولاً: من الطبيعي أن تكون الحالة بيننا وبين عدونا هكذا؛ يعني هناك فتراتٌ تكون حربٌ مستعرةٌ ظالمةٌ مجرمةٌ ليس فيها أخلاق، وتارةً تكون فترة هدوءٍ باتفاقٍ أو بدون اتفاق، وأحيانًا تكون لا حالة حرب ولا غير ذلك، وتارة تكون حالة استنزاف.. هذه هي العلاقة بين المتخاصمين والأعداء.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...