مسيرة للطواقم الطبية تطالب المجتمع الدولي بالتحرك لمحاسبة الاحتلال على جرائمه

طالبت الطواقم الطبية العاملة في المنظَّمات الأهلية الصحية الفلسطينية بتحرُّك المجتمع الدوليِّ لحماية المرافق والطواقم الطبية، ومحاسبة الاحتلال الصهيوني على جرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وبخاصةٍ المؤسسات والطواقم الطبية.

جاء ذلك خلال المسيرة الحاشدة التي نظَّمها القطاع الصحي في شبكة المنظَّمات الأهلية، الثلاثاء (7-4) بمناسبة “يوم الصحة العالمي” تحت شعار “نطالب بتوفير الحماية للطواقم والمرافق الصحية الفلسطينية”، والتي تقدَّمتها سيارات الإسعاف والطواقم الطبية بزي عملها الأبيض تحت وقع صوت “سرينا” الإسعاف، والهتافات التي تندِّد بجرائم الاحتلال وممارساته بحق الطواقم والمرافق الطبية، وتطالب بضغطٍّ دوليٍّ جادٍّ لرفع الحصار عن قطاع غزة.

وعبَّر الدكتور عائد ياغي منسق القطاع الصحي بالشبكة عن بالغ قلقه تجاه التدهور المتلاحق في الوضع الصحي بقطاع غزة الناتج من العدوان الهمجي، والاستهداف المتعمَّد للطواقم والمرافق الطبية؛ حيث سقط خلال الحرب الأخيرة على القطاع 16 شهيدًا من الطواقم، فيما أصيب 38 آخرين، وأُلحق الدمار الكلي والجزئي بـ33 مركزًا للرعاية الصحية، و7 مستشفيات، و15 سيارة إسعاف.

وأشار إلى الواقع الصعب للمرضى في قطاع غزة، وبخاصةٍ الذين يحتاجون إلى العلاج في الخارج، وكلهم حُرموا من مغادرة القطاع بسبب الحصار الصهيوني؛ الأمر الذي أدَّى إلى وفاة أكثر من 315 مواطنًا، في ظل احتمالات تزايد أعداد ضحايا الحصار.

وأكد ياغي أن الحصار والعدوان الصهيوني المستمر والمتصاعد بحق الشعب الفلسطيني يُعتبر جريمةً ضد الإنسانية، وخرقًا فاضحًا لكافة المعاهدات والاتفاقيات، محذرًا من استمرار تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية في القطاع غزة بسبب استمرار الحصار.

وأشاد باسم القطاع الصحي بالجهود الجبَّارة والمباركة لكافة الطواقم الطبية التي عملت وتعمل من أجل القيام بواجبها الإنساني تجاه المرضى، على الرغم من ظروف العدوان والحصار وتبعاتهما.

وسلَّم أعضاءُ القطاع الصحي السيدَ محمود ضاهر مدير مكتب “منظَّمة الصحة العالمية” في غزة، مذكرةً طالبوا خلالها بالتحرك العاجل من أجل ممارسة الضغط على الكيان الصهيوني كمحتلٍّ لوقف كافة أشكال العدوان ضد الشعب الفلسطيني، وفتح المعابر، والسماح بحرية حركة الأفراد، وخاصةً المرضى، وتزويد قطاع غزة بكافة احتياجاته.

ودعت المذكَّرة المجتمع الدولي ومنظَّماته الحقوقية والإنسانية، خاصةً “منظَّمة الصحة العالمية”، إلى العمل الجادِّ لمحاسبة الاحتلال الصهيوني على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، خاصةً جرائمه بحق الطواقم والمرافق الطبية، ووضع آلياتٍ حقيقيةٍ لحماية الطواقم والمرافق الصحية الفلسطينية، وضمان سلامتها، وحرية عملها للقيام بواجبها الإنساني.

وأكدت المذكرة ضرورة توفير الدعم اللازم من أجل بناء النظام الصحي الفلسطيني وتطويره وتعزيز قدراته.

وشدد مدير مكتب “منظَّمة الصحة العالمية” في غزة على أنه “لا يمكن تقديم خدماتٍ صحيةٍ إلى الشعوب دون مرافق صحية آمنة”.

وأكد أنه لا يمكن للطواقم الطبية العاملة، سواءٌ في الميدان أو في المراكز الصحية، القيام بواجبها وتقديم خدماتها دون أن تتوفَّر لهم الحماية اللازمة التي كفلتها لهم المواثيق والمعاهدات الدولية، وبخاصةٍ “اتفاقية جنيف الرابعة”.

وأشار إلى أن “منظَّمة الصحة العالمية” تابعت أثناء الحرب في قطاع غزة عن كثبٍ تداعيات الأوضاع، وبخاصةٍ الاعتداءات التي تعرَّضت لها الطواقم والمرافق الطبية.