الرشق: حركة فتح لا تزال متمترسة عند مواقفها ولم تقدِّم المرونة الكافية لحل القض

تأجيل الحوار للمرة الثالثة.. العودة مرةً أخرى إلى المرجعيات والقيادات ثم العودة إلى القاهرة لجولةٍ رابعةٍ يوم 26 من الشهر الجاري.. هذه هي أهم سمات الحوار الوطني الفلسطيني برعاية القاهرة، والتي فرضت عليه الأخيرة تعتيمًا إعلاميًّا مشددًا من جرَّاء ما حدث من إخفاقٍ للمتحاورين فيه .
عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، وأحد قيادات الحركة، وعضو وفدها المشارك في حوار القاهرة، يكشف الأسباب الحقيقية لتأجيل الحوار حتى نهاية الشهر الجاري، وأسباب إخفاقات تلك الجولة، مؤكدًا أن المحادثات لم تسفر عن تحقيق أي تقدمٍ في الملفاتِ العالقة.
وفيما يلي نص الحوار:
* كيف تفسِّرون ما حدث من إخفاقٍ في تلك الجولة؟ وما الأسباب الحقيقية وراء تأجيل الحوار في الجولة الثالثة؟
** تم تأجيل الحوار قرابة ثلاثة الأسابيع لإعطاء الفرصة لمزيدٍ من التشاور مع القيادات، وفحص ودراسة بعض الأفكار التي طُرحت في العقد، والتي اصطدم بها الحوار، وهو أمرٌ طبيعيٌّ؛ لصعوبة الملفات التي ندرسها، وأن يأخذ الحوار أكثر من جولةٍ هو أمرٌ طبيعيٌّ يدل على رغبة الأطراف في استكمال الحوار للوصول إلى نتائج مثمرة.
* هناك أنباءٌ تحدَّثت عن أن حركة “فتح” لم تأتِ بجديدٍ خلال هذه الجولة، وهو ما سبَّب إعاقة الحوار.
** قمنا خلال هذه الجولة بتلخيص القضايا العالقة في الحوار، وهي قضايا: برنامج الحكومة، و”منظمة التحرير”، والانتخابات وقانونها، بالإضافة إلى ملف توحيد الأجهزة الأمنية.
نحن في حركة “حماس” جئنا إلى هذا الحوار بمرونةٍ جادةٍ لإنجاحه، لكننا اصطدمنا بالإخوة في حركة “فتح” بأنهم لم يقدِّموا المرونة الكافية للوصول إلى حلٍّ في قضايا الحوار؛ ولذلك على كافة الأطراف أن تتحلَّى بروح المسؤولية، وعدم التمترس عند مواقف محددة؛ لأن ذلك لا يساعد في إنجاح الحوار الفلسطيني – الفلسطيني .
* هل معنى ذلك أن “فتح” ما زالت متمترسة عند مواقفها من قضية برنامج الحكومة والاعتراف بالكيان الصهيوني والاتفاقيات السابقة؟
** نعم.. “فتح” ما زالت تصر على موقفها، وهي إشكاليةٌ ما زالت مطروحةً.. ولقد أبلغنا الأشقاء في “فتح” والمسؤولين المصريين أن هذا الإصرار لا يساعد في إنجاح الحوار، خاصةً أن “حماس” قدَّمت أقصى مرونةٍ لديها فيما يتعلَّق ببرنامج الحكومة، والعودة إلى اتفاق مكة؛ لأن الذهاب إلى أبعد من ذلك بالنسبة لحركة “حماس” هو دخولٌ في المحظور، ومخالفةٌ لثوابت الشعب الفلسطيني، كما قدَّمنا مرونةً بشكلٍ آخر من خلال الاتفاق على الحكومة الانتقالية القادمة دون برنامجٍ سياسيٍّ على أن تُنهيَ عدة ملفات محددة، وهي: إعادة الإعمار، وتوحيد الأجهزة الأمنية، والإشراف على الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة، وإنهاء حالة الانقسام، ومتابعة ما أسفر عنه اتفاق المصالحة، ونحن لا نرى أي منطق من إلزامها بأي برنامجٍ محددٍ أو اشتراطاتٍ دوليةٍ.
* هل تجاوب الأشقاء المصريون مع تلك الفكرة بتشكيل حكومة دون برنامج سياسي؟ وماذا قال الوزير عمر سليمان خلال جولته في واشنطن بهذا الشأن؟
** المسؤولون المصريون قالوا إنهم لا يميلون إلى أية فكرةٍ أو أي طرح، ولكن كل ما يهمهم هو أن يكونوا قادرين على تسويقها لدى المجتمع الدولي، وأبلغنا الوزير عمر سليمان أنه خلال جولته بواشنطن أن عبارة الجملة السياسية التي وردت في برنامج الحكومة “احترام الاتفاقيات الموقَّعة سابقًا مع الكيان الصهيوني” غير كافية، وأن “هيلاري كلينتون” طالبت بالالتزام بشروط “الرباعية”؛ ما يدل على أنه ليس هناك تغيرٌ في موقف الإدارة الأمريكية، ونحن قلنا إننا لا نستطيع الذهاب إلى أبعد مما ذهبنا إليه؛ ولذلك يجب البحث عن مخارج أخرى، ومنها على سبيل المثال تشكيل حكومة دون برنامجٍ سياسيٍّ، واتفقنا على أن تكون هذه الأفكار محل دراسةٍ من كافة الأطراف من خلال العودة إلى مرجعياتها، ثم العودة إلى جولة جديدة من الحوار .
* وما الأفكار الجديدة التي رجعت بها “حماس” خلال تلك الجولة، خاصةً أن فكرة حكومة دون برنامج سياسي هي فكرة ليست بجديدة، ورفضتها “فتح” من قبل؟
** إن “حماس” أبدت استعدادها للتعاطي في كافة موضوعات الحوار رزمة واحدة بحيث نكون مستعدين لقطع منتصف الطريق للتجاوب مع حركة “فتح”، لكن عليهم أيضًا أن يقطعوا نصف الطريق لنلتقيَ على أرضيةٍ مشتركةٍ دون المساس بالثوابت الوطنية، وليس من المنطقي أن يقوم الحوار الفلسطيني على أن يأتيَ الطرف الآخر إلى موقعك؛ فهذا لا يمكن أن نسميَه حوارًا.
* فيما يتعلَّق بملف الانتخابات.. هل لدى “حماس” إمكانية في التعاطي والتنازل، خاصةً في ظل الجدل القائم حول نظام التمثيل النسبي والنظام المختلط الذي لا تزال “فتح” ترفضه حتى الآن؟
** قضية الانتخابات والتمثيل النسبي يجب أن نتوقف عندها قليلاً؛ لأن القانون الحاليَّ للانتخابات يرتكز على النظام المختلط 50% دوائر و50% تمثيلاً نسبيًّا، وهذا النظام وهذا القانون من وضعه هم الأخوة في حركة “فتح”، ووضعوه وصمَّموا عليه من خلال الانتخابات السابقة في مارس 2005م قبل أربعة سنوات، ونحن قبلنا به، لكننا في “حماس” نرى أن فكرة الدوائر هي الأفضل في ظل وجود الاحتلال؛ لأنه يقسِّم أوصال الشعب والأراضي الفلسطينية؛ فلا يمكن أن تمثَّل كافة الدوائر والأحياء في الانتخابات القادمة؛ فغزة منفصلةٌ عن الضفة، والضفة مقطعة إلى أوصال متعددة بسبب حواجز الاحتلال، ورغم ذلك أبدينا مرونة أن من الممكن أن نقبل بالنظام المختلط الحاليِّ؛ لأنه يعطي قدرًا من الإنصاف للدوائر، ويعطي الفصائل الصغيرة فرصةً من خلال التمثيل النسبي.
* بالنسبة لـ”منظمة التحرير”.. ما مبرِّرات “فتح” في رفضها تكوين مرجعية مؤقتة لحين تشكيل “منظمة التحرير” رغم موافقة غالبية الفصائل على تلك الفكرة؟
** نحن في “حماس” نصر على تلك النقطة؛ لأننا نحتاج إلى تطميناتٍ حقيقيةٍ لتمثيلها في “منظمة التحرير”، وفي مارس 2005م تم الاتفاق على دخول “حماس” و”الجهاد” وغيرهما في “منظمة التحرير” وإعادة بناء هياكلها من جديد من خلال الأمناء العامِّين للفصائل، وأعضاء اللجنة المركزية، والعديد من المستقلين، وأن تعقد خلال شهرين، ولكن مضى حتى الآن أربع سنوات، ونحن ما زلنا ننتظر حتى الآن، ونحاول عقد تلك اللجنة، لكن الطرف الآخر يتفلَّت منها، ونحن لدينا شعور يقيني أن الإخوة في “فتح” يريدون أن يستفردوا بالقرار في المنظَّمة، وأن يضعوا جميع مفاتيحها في جيوبهم، ونحن من خلال هذا الحوار نخشى أن يتكرَّر ما حدث قبل أربع سنوات في تلك القضية، ونخرج باتفاق بشأن المنظَّمة على الورق فقط دون تطبيقٍ، وهم يصرون على أن تكون المرجعية الوطنية الوحيدة للفلسطينيين، وأنه لا بديل عنها، ونحن نتفق معهم في تلك النقطة، لكننا في الوقت ذاته نريد مرجعية مؤقتة تقوم بدور “منظمة التحرير” لحين إعادة تشكيل هياكلها من جديد .
* ما أصعب الملفات التي لم تصلوا إلى حلٍّ فيها خلال الجولة الثالثة؟
** ملف برنامج الحكومة القادمة .
* كيف تقيِّمون الدور المصري في رعاية الحوار؟ وهل مارس ضغوطًا على أيٍّ من الطرفين خلال تلك الجولة؟
** لمسنا من الطرف المصري حياديته طوال فترة جولات الحوار الثلاث، وأنه يسعى دائمًا إلى تقريب وجهات النظر، وتم الاتفاق معه على رفع تلك الجولة من الحوار لحين دراسة الأفكار المطروحة مع كافة القيادات، بالإضافة إلى أن الوزير عمر سليمان سيقوم من جديد بمحاولة تسويق فكرة حكومة مؤقتة بلا برنامج سياسي على المستوى الدولي؛ لأن التعاطي الدولي مع الحكومة القادمة من أهم أركان الحوار .
* الوضع الإنساني في غزة على وشك الانفجار في ظل تعطل جولات الحوار دون الوصول إلى أي حلٍّ من قبل الفصائل.. هل طالبتم الإخوة المصريين بوضع حلٍّ لقضية الحصار بشكلٍ مؤقتٍ حتى الانتهاء من جولات الحوار؟
** نحن تحدَّثنا مع الإخوة المصريين في هذا الأمر، وطالبناهم بوجود حلٍّ استثنائيٍّ وإدخال المساعدات والمواد الإغاثية، ومحاولات ترميم البيوت المهدَّمة، وتلقينا وعودًا من الوزير عمر سليمان بدراسة هذا الأمر.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...