الخميس 08/مايو/2025

إسرائيل لم تحصد في «غزة» غير العار

إسرائيل لم تحصد في «غزة» غير العار

صحيفة الدستور الأردنية

هذا ما قاله في مقالة له في النيويورك تايمز الكاتب الأمريكي اليهودي المعروف روجر كوهين بعد حرب غزة القذرة التي شنتها “إسرائيل” على هذه المدينة الفلسطينية. قال: «لم أشعر يوماً بالخزي والمرارة وحتى بالعار وفقدان الأمل في أية صفقة سلام كما شعرت اليوم». وفي مقالته استشهد روجر كوهين بمقولة قائد «حماس» خالد مشعل الذي أعلن عقب بدء الغزو الإرهابي لغزة أن هذه الحرب «دمرت أية فرصة للمفاوضات».

والجدير بالذكر أن هذا الكاتب نفسه من المؤيدين ل”إسرائيل”، ولكنه خرج عن صمته إزاء الجريمة المروعة في غزة. يتساءل هذا الكاتب: ماذا حصدت “إسرائيل” من حربها هذه غير زيادة كراهية حوالي 13 مليون عربي يعيشون في “إسرائيل”.

ماذا حصدت غير الإدانة والشجب من جميع شعوب العالم ورموز جماعات السلام البارزين في العالم، خذ مثلاً ما قاله بحق هذه الجريمة الكاردينال ريناتو مارتينو رئيس مجلس الفاتيكان للعدالة والسلام قال باستنكار: لقد أصبحت غزة «معسكر اعتقال»، أدان هذا الكاتب الذي خرج عن صمته رئيس وزراء “إسرائيل” آنذاك إيهود أولمرت بـ «الهستيريا الجنونية: التي جعلته يبارك هذه الحرب التي قتلت من الفلسطينيين ما يزيد عن الألف نصفهم تقريباً من الأطفال والشيوخ والنساء.

وبسخرية يقول: إن وزيرة الخارجية الإسرائيلية وبغرورها المعهود زعمت أن «المعادلة قد تغيرت» في غزة.

يتساءل روجر كوهين: ما الذي تغير؟ لم يتغير شيء سوى المزيد من الكراهية ل”إسرائيل”. أنسيت ليفني أن لهؤلاء الضحايا أقاربا سيتحولون يوماً ما إلى قنابل بشرية تقض مضاجع “إسرائيل”.

وفي مقالته يعرج الكاتب إلى الموقف المشرف الذي وقفه ذات مرة جيمس وولفينسون المدير السابق للبنك الدولي. فحين وجد أن جهوده لتفعيل الحياة الاقتصادية في غزة سنة 2005 تصطدم بالحصار الظالم لهذه المدينة وحين تبين له أنه بات مهمشاً وغير مرغوب فيه اعتزل وظيفته. وهنا يورد الكاتب عبارة قالها له هذا المدير السابق للبنك الدولي.

قال: «لقد كانت وجهة النظر الأمريكية والإسرائيلية أنك لا تستطيع وضع الثقة في الفلسطينيين، وكانت النتيجة أن تعجز عن بناء اقتصاد نشيط ولكن تقيم حواجز أكثر. ويضيف هذا الكاتب الأمريكي اليهودي قائلاً: ل”إسرائيل” الحق أن ترد على أي هجوم تتعرض له من حماس، لكن ليس من حقها أن تدمر مدينة غزة وتقطع عن أهلها أسباب الحياة. ما تدعيه “إسرائيل” بأنها تلتزم الدفاع الشرعي لا يعني أن يكون مبرراً للإبادة الجماعية. لقد علق أفي شلايم الأستاذ في العلاقات الدولية والجندي السابق في الجيش الإسرائيلي على مجزرة غزة بقوله «إن عدوان غزة هو تطبيق لقاعدة العين مقابل الرمش».

اليوم في “إسرائيل” حكومة جديدة رئيسها نتنياهو الذي ينضح كراهية لكل ما هو فلسطيني ويبدو أننا كعرب وفلسطينيين بتنا ابعد ما يكون عن إحلال السلام مع “إسرائيل” التي سدت جميع المنافذ المؤدية إليه فأكثر من 60% من الإسرائيليين الذين استطلعت آراؤهم يطالبون بتهجير الفلسطينيين إلى البلدان المجاورة كما أن قسماً كبيراً منهم لا يريدون أن يختلط بهم الفلسطينيون.

أكثر من هذا فثمة أكاديميون خلعوا عن أنفسهم وقار «الأكاديمية» على شاكلة لبيني موريس الذي بلغت به الوقاحة أن ينعت العرب بأنهم «برابرة» وأن الفلسطينيين «حيوانات متوحشة يجب وضعهم في «أقفاص».

مازن البندك بمجلة «الجيل» ابريل 2009ص ص 23

ولماذا لا نستذكر الزعيم الصهيوني هرتزل وواحداً من الذين عملوا على تأسيس دولة “إسرائيل” أو المساعدة في إنشاء كيانها.

لقد قال في رسالة بعث بها إلى دوق بادن «إن اليهود عندما يعودون إلى «وطنهم التاريخي» فإنهم سيفعلون ذلك بصفتهم «ممثلين للحضارة الغربية» وأنهم سيجلبون معهم «النظافة والنظام والعادات الغربية الراسخة إلى هذا الركن الموبوء والبالي من الشرق». ليس هذا فحسب بل أكد في رسالته أن الدولة اليهودية ستكون «جزءاً من حائط يحمي أوروبا في آسيا ويكون حصنا منيعاً للحضارة في وجه الهمجية».

د. عبدالوهاب المسيري: «الأيديولوجية الصهيونية» ص184

ونسي هرتزل أو تناسى أن دولته العنصرية ستكون «وكيلاً» لأمريكا في الشرق الأوسط، لقد كانت مصلحته آنذاك مع أوروبا وبالذات بريطانيا قبل أن تدخل أمريكا على الخط.

ما يثير الاستغراب أن قادة “إسرائيل” وهم يمارسون على الأرض عنصريتهم يزعمون – وكما يقول الصهيوني بوبر – إن تاريخ اليهود يتدخل فيه الرب».

وفي تهكم من هذا المعتقد الخرافي يقول د. المسيري «بهذه الرؤية الدينية يتحول اليهود إلى شعب من الأنبياء». كأني بنا لا نعيش في عصر العلم والمعرفة والنور.. فمنذ فجر التاريخ وإلى الآن واليهود يلوذون ب «الأساطير» التي تشوه وجه الحقائق، والتي تجعل اليهودي أكثر ذكاء من الآخرين ، بل إن هرتزل نفسه بلغ به الغرور حداً أن زعم أن اليهودي يمتلك حدساً يجعله يدرك ما يحتاج إليه أبناء الشعوب الأخرى لتكرار طويل حتى يدركوه،. أما بيريز رئيس دولة “إسرائيل” الحالي فزعم أيضاً أن اليهود يمتلكون الذكاء والعلم بينما العرب يمتلكون «النفط»،.

أية سخرية هذه التي تغلف كلام رجل سبق أن حصل في غفلة من الزمن على جائزة نوبل للسلام، ألا كم في الدنيا من مفارقات، كم فيها من متناقضات.

إنه التزييف للتاريخ دأب عليه من عفوا هذا التاريخ.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...