«عدالة» دولية

صحيفة البيان الإماراتية
هل يأتي يوم نرى فيه صدور مذكرات اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بشأن قادة إسرائيليين؟ علينا أن نلغي عقولنا أولاً لكي يتسنى لنا الإجابة عن هذا السؤال بنعم. فمؤسسات العدالة الدولية ومن بينها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمحكمة الجنائية، ليست سوى أدوات لخدمة أهداف قوى دولية مهيمنة. ومن بين هذه الأهداف حماية الدولة اليهودية.
وقبل بضعة أيام اعتزم مسؤول دولي أن يتحدى هذه القاعدة، فقد طالب ريتشارد فالك المقرر الخاص للأمم المتحدة المكلف بمراقبة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة بفتح تحقيق حول العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة وما ترافق معه من انتهاكات إجرامية إسرائيلية، وكان فالك يخاطب مجلس حقوق الإنسان، وهو هيئة تابعة للأمم المتحدة.
وفي تقريره الرسمي الذي سرده على أعضاء المجلس وجه اتهامات إلى القادة الإسرائيليين بأن القوات الإسرائيلية كانت لا تفرق في هجماتها في قطاع غزة بين الأهداف العسكرية والمدنيين، بما نجم عن ذلك من انتهاكات ترقى إلى مستوى «جرائم حرب على نطاق واسع»، ومن هنا كانت مطالبته بفتح تحقيق.
والسؤال الذي يطرح هو: هل تمضي القضية في مسار طبيعي ينتهي بها إلى قضاة المحكمة الجنائية الدولية؟ لكي تصل القضية إلى المحكمة فإنه ينبغي أن ينظر فيها أولاً مجلس الأمن الدولي لكي يتخذ قراراً بإحالتها إلى هيئة قضاة المحكمة، مما يقودنا إلى سؤال ثانٍ: ألن تحبط أميركا القرار باستخدام الفيتو إذا حظي القرار بأغلبية أصوات أعضاء المجلس؟ الكتابة على الجدران واضحة منذ الآن، فقد شنت الإدارة الأميركية هجوماً مكشوفاً على مقرر الأمم المتحدة فالك وتقريره واتهمت المقرر بأنه متحيز ضد “إسرائيل”.
ولو لم يكن فالك نفسه يهودياً لتعرض إلى أكثر من مجرد الانتقاد اللفظي. انتقال القضية إلى مجلس الأمن الدولي مبني على افتراض أن نتائج التحقيق الذي يطالب به فالك ستنطوي على إدانة مبدئية للقادة الإسرائيليين. ولكن لو سعت الولايات المتحدة إلى منع عملية التحقيق أصلاً، وهل تنجح في سعيها؟
هذا يعتمد على موقف الأمين العام للأمم المتحدة، بعد أن تسلم نسخة من تقرير مرؤوسه فالك، ولقد أثبتت الأحداث والتطورات أن بان كي مون ليس بالرجل الشجاع الذي يحترم القيم المهنية العليا، فبعد العدوان على غزة اكتفى «بوعد» من القيادة الإسرائيلية بأنها ستجري تحقيقاً حول الانتهاكات ـ أي أنه ترك للجاني مهمة التحقيق مع نفسه!
«العدالة الدولية» مهزلة.. واسم على غير مسمى، وأمام المحكمة الجنائية الدولية حالياً أربع قضايا كلها تتعلق بأربع دول إفريقية فقط: السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا وجمهورية إفريقيا الوسطى.
إنها ببساطة أداة من أدوات الاستعمار الحديث.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...