الإثنين 12/مايو/2025

نتانياهو.. السلام والمستوطنات والتعهدات الخادعة

نتانياهو.. السلام والمستوطنات والتعهدات الخادعة

صحيفة الوطن القطرية

العمل من أجل أحلال السلام وصناعته أو نسجه، لا يحتاج إلى مجرد أقوال تبدو كبيرة ومهمة ولكنها في الواقع لا تعدو كونها أقوالاً في الهواء وللاستهلاك، ولمن يهمه الأمر ولتحقيق أهداف غير معنية بإحلال السلام من عدمه، وإنما تحتاج إلى براهين على الأرض، فالكلام سهل ورخيص ولا قيمة له في زمن اندحار القيم والأخلاق، في زمن الكذب الدولي «المشروع» في السياسة الدولية وفي العلاقات الدولية المعاصرة التي أفقدت الإنسان الثقة بما يسمع من تصريحات وشعارات خادعة تدغدغ العواطف كـ «حل الدولتين» الذي أطلقه الرئيس الأميركي السابق.

و«حل الدولتين» الذي أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما التزامه به، يواجه معضلة كبيرة مع المتطرف بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي القادم والذي لا يرفض حل الدولتين فحسب بل انه يرفض الاعتراف بقيام دولة فلسطينية من أساسه، بل ويقول إن «السلام ليس هو الهدف الأخير..» ولكن عن أي سلام يتحدث نتانياهو وهو يتعهد بمواصلة «مفاوضات السلام» مع الفلسطينيين، وهو يرفض قيام الدولة الفلسطينية أو بمعنى آخر «حل الدولتين»، مع أنه يعي مواقف أوباما ويدرك أنه يتعين تسوية الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

المعضلة التي تواجه العرب أنهم أمام عدو مستعد للتفاوض لمجرد التفاوض وليس من أجل السلام الذي يتحدثون عنه من موقع الضعف والتفكك، قبل الإدارة الأميركية التي لا تخرج عن دائرة الإشعاع الإسرائيلي، جمهورية كانت أم ديمقراطية، فكلاهما ملتزم بأطماع الحركة الصهيونية العالمية وأداتها الدولة العبرية وأمنها المطلق وحماية مجرميها من أي مساءلة قانونية، بل إن العهود الديمقراطية الأميركية كانت دائماً وأبداً أكثر انحيازاً إلى الدولة العبرية وأطماعها ومخططاتها التوسعية على حساب الحقوق العربية والفلسطينية.

فالكرة في الملعب الإسرائيلي الأميركي المشترك المتحالف، وتلك حقيقة، وعلى العرب ألا ينخدعوا بتعهد نتانياهو بمواصلة «مفاوضات السلام»، في ذات الوقت الذي أبرم اتفاقاً سرياً مع حليفه العنصري الآخر أفيغدور ليبرمان على توسيع العمليات الاستيطانية في الضفة الغربية، وألا يناموا على إعلان أوباما بالالتزام بـ «حل الدولتين» فمن قبله تعهد بوش وكانت النتيجة أصفاراً كثيرة عربياً وفلسطينياً وفوقها دماء ودمار وانقسامات عربية وفلسطينية، وتعهد نتانياهو الذي جاء بعد يوم واحد.

فالسلام صناعة وحرفة لا يمكن أن يتقنها سوى أهل السلام، وليس بأي ثمن، ولا يمكن له أن يتحقق بالتعهدات الخادعة وليس بالركون للتعهدات الوهمية لكسب الوقت واصطياد العجزة وانتظار الآخرين ليحرروا لنا أراضينا ويستعيدوا لنا حقوقنا المغتصبة، ونحن نعرف جيداً أنهم حلفاء استراتيجيون، وأعداء للحقوق العربية التي لن تعود إلا بعقول وسواعد أبنائها وبوحدتهم وتكاتفهم ونبذ خلافاتهم وتوحيد مواقفهم والوقوف صفاً واحداً خلف الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة الذي يستغيث لفك الحصار العربي المفروض عليه تحت مبررات تتعارض وطبيعة المنطق.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....